بازگشت

الوليد يستشير مروان بن الحكم


حار الوليد في أمره، إذ يعرف أنّ الإمام الحسين(عليه السلام) لا يبايع ليزيد مهما كانت النتائج، فرأي أنّه في حاجة الي مشورة مروان بن الحكم عميد الاُسرة الاُموية فبعث إليه، فأشار مروان علي الوليد قائلاً له: إبعث اليهم [1] في هذه الساعة فتدعوهم الي البيعة والدخول في طاعة يزيد، فإن فعلوا قبلت ذلك منهم، وإن أبوا قدّمهم واضرب أعناقهم قبل أن يدروا بموت معاوية؛ فإنّهم إن علموا ذلك وثب كلّ رجل منهم فأظهر الخلاف ودعا الي نفسه، فعند ذلك أخاف أن يأتيك من قبلهم ما لا قبل لك به، إلاّ عبدالله بن عمر فإنّه لا ينازعُ في هذا الأمر أحداً، مع أنّني أعلم أنّ الحسين بن علي لايجيبك الي بيعة يزيد، ولا يري له عليه طاعةً. ووالله لو كنت في موضعك لم اُراجع الحسين بكلمة واحدة حتي أضرب رقبته كائناً في ذلك ما كان [2] .

وعظم ذلك علي الوليد وهو أكثر بني اُميّة حنكةً، فقال لمروان: ياليت الوليد لم يولد ولم يك شيئاً مذكوراً [3] .

فسخر منه مروان وراح يندّد به قائلاً: لا تجزع ممّا قلتُ لك؛ فإنّ آل أبي تراب هم الأعداء من قديم الدهر [4] ، ونهره الوليد فقال له: ويحك يا مروان إعزب عن كلامك هذا، وأحسن القول في ابن فاطمة فإنّه بقية النبوة [5] .

واتّفق رأيهما علي استدعاء الإمام(عليه السلام) وعرض الأمر عليه لمعرفة موقفه من السلطة.


پاورقي

[1] سيرة الأئمّة الاثني عشر: 2 / 54.

[2] حياة الإمام الحسين (عليه السلام): 2 / 239 ـ 240.

[3] المصدر السابق: 2 / 251.

[4] حياة إلامام الحسين(عليه السلام) 2 / 251.

[5] المصدر السابق.