بازگشت

اساليب معاوية لاعلان بيعة يزيد


لمس معاوية رفض العائلة الاُموية المنحرفة لحكم يزيد من بعده، فكيف بصاحب الحقّ الشرعي ـ الإمام الحسن(عليه السلام) ومن بعده الإمام الحسين(عليه السلام) ـ وعدد من أبناء الصحابة؟!

من هنا مضي جادّاً باتّخاذ سبل اُخري تتراوح بين مخادعة الاُمّة وبين قهرها بالقوّة علي بيعة الخليع يزيد، ومن تلك السبل:

أ ـ استخدام الشعراء لإسباغ فضائل علي يزيد ولبيان مقدرته وإشاعة

أمره، لكي تخضع الاُمّة لولايته [1] ، وأوعز الي ولاته والخطباء في الأمصار لنشر تلك الفضائل المفتعلة.

ب ـ بذل الأموال الطائلة وشراء ذمم المعارضين ممّن كان يقف ضدّ يزيد لا بدافع العقيدة والحرص علي الإسلام وإنّما بدوافع شخصية وذاتية [2] .

ج ـ استقدام وفود من وجهاء الأنصار [3] ومناقشة قضية يزيد معهم لمعرفة الرافض والمؤيّد منهم، ومعرفة نقاط الضعف لكي ينفذ منها إليهم.

د ـ إيقاع الخلاف بين عناصر بني اُميّة الطامعين في الحكم كي يضعف منافستهم ليزيد، فقد عزل عامله علي يثرب سعيد بن العاص واستعمل مروان ابن الحكم مكانه، ثم عزل مروان واستعمل سعيداً [4] .

هـ ـ اغتيال الشخصيات الإسلامية البارزة والتي كانت تحظي باحترام كبير في نفوس الجماهير، فاغتال الإمام الحسن(عليه السلام) وسعد بن أبي وقّاص وعبد الرحمن بن خالد وعبد الرحمن بن أبي بكر [5] .

و ـ استخدام سلاح الحرمان الاقتصادي ضدّ بني هاشم للضغط عليهم وإضعاف دورهم، فقد حبس عنهم العطاء سنة كاملة [6] ؛ إذ وقفوا مع الإمام الحسين(عليه السلام) يرفضون البيعة ليزيد.


پاورقي

[1] الأغاني: 8 / 71، وشعراء النصرانية بعد الاسلام: 234: للويس شيخو اليسوعي.

[2] الکامل في التأريخ: 3 / 250.

[3] الکامل في التأريخ: 3 / 250.

[4] تأريخ الطبري: 4 / 18.

[5] مقاتل الطالبيّين: 29، وتأريخ الطبري: 5 / 253، والکامل في التأريخ: 3 / 352.

[6] الکامل في التأريخ: 3 / 252، والإمامة والسياسة: 1 / 200.