بازگشت

ولادة يزيد و نشأته و صفاته


ولد يزيد سنة (25 أو 26 هـ) [1] واُمّه ميسون بنت بجدل الكلبية، وقد ذكر المؤرّخون: أنّ ميسون بنت بجدل الكلبية أمكنت عبد أبيها من نفسها، فحملت بيزيد ـ لعنه الله ـ والي هذا أشار النسّابة الكلبي بقوله:



فـإن يكن الزمان أتـي علينا

بقتل الترك والموت الوحـي



فقـد قَتل الدعيُّ وعبدُ كلب

بـأرض الطـف أولادَ النبي



أراد بالدعيّ عبيد الله بن زياد لعنه الله... ومراده بعبد كلب يزيد بن معاوية، لأنّه من عبد بجدل الكلبي [2] .

وفيما يتّصل بصفاته الجسميّة فقد وصفه ابن كثير ـ في بدايته ـ بأنّه كان كثير اللحم عظيم الجسم وكثير الشعر مجدوراً [3] .

أمّا صفاته النفسية فقد ورث صفات الغدر والنفاق والطيش والاستهتار من سلفه، حتّي قال المؤرّخون: وكان يزيد قاسياً غدّاراً كأبيه، (إن كان من معاوية طبعاً) ولكنّه ليس داهيةً مثله، كانت تنقصه القدرة علي تغليف تصرّفاته القاسية بستار من اللباقة الدبلوماسية الناعمة، وكانت طبيعته المنحلّة وخُلقه المنحطّ لا تتسرّب اليها شفقة ولا عدل. كان يقتل ويعذّب نشواناً للمتعة واللّذة التي يشعر بها، وهو ينظر الي آلام الآخرين، وكان بؤرة لأبشع الرذائل، وها هم ندماؤه من الجنسين خير شاهد علي ذلك، لقد كانوا من حثالة المجتمع [4] .

وقد نشأ يزيد عند أخواله في البادية من بني كلاب الذين كانوا يعتنقون المسيحية قبل الاسلام، وكان مرسل العنان مع شبابهم الماجنين فتأثّر بسلوكهم الي حد بعيد، فكان يشرب معهم الخمر ويلعب معهم بالكلاب.


پاورقي

[1] حياة الإمام الحسين (عليه السلام): 2 / 179.

[2] بحار الأنوار: 44 / 309.

[3] سيرة الأئمّة الاثني عشر: 2 / 42.

[4] حياة الإمام الحسين: 2 / 181 ـ 182.