بازگشت

فرض البيعة بالقوة ليزيد الفاجر


لقد كانت الخلافة أيام أبي بكر وعمر وعثمان ذات مسحة إسلامية وكانوا يحكمون تحت شعار خلافة الرسول (صلي الله عليه وآله).

علي أنّ معاوية حينما بدأ بالسيطرة علي زمام السلطة فإنّه ـ رغم الخداع والتضليل الذي عرفنا شيئاً عنه ـ لم يجترئ علي تحدّي الرسول (صلي الله عليه وآله) ورسالته بشكل علني وصريح في بداية حكمه؛ إذ كان يستغل المظاهر الإسلامية لإحكام القبضة ولتحقيق مزيد من السيطرة علي رقاب أبناء الاُمّة الإسلامية. ومن هنا وصف معاوية بالدهاء والذكاء المفرط؛ لأنه كان يُلبس باطله لباساً إسلامياً.

ولكن تحميله ليزيد الفاجر المعلن بفسقه علي الاُمّة جاء هتكاً صريحاً للقيم الإسلامية واستهتاراً واضحاً لعرف المسلمين ؛ وذلك لما عرفه المسلمون جميعاً من أنّ الخلافة الإسلامية ليست حكماً قيصرياً ولا كسروياً لينتقل بالوراثة، ولا يستحق هذا المنصب إلاّ العالم بالكتاب والسنّة، العامل بهما والقادر علي تحقيق أهداف الرسالة الاسلامية وتطبيق أحكامها.

هذا مضافاً إلي أنّ فرض البيعة ليزيد علي المسلمين كان جريمة كبري ذات أبعاد اجتماعية وسياسية خطيرة تنتهي بتصفية الاسلام ومحوه من علي وجه الأرض، لولا ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) سبط الرسول الأعظم(صلي الله عليه وآله) الحافظ لدين جدّه من الضياع والدمار.

ولأجل الوقوف علي عظمة هذه الجريمة؛ لابدّ أن نعرف أوّلاً من هو يزيد؟ وما هو السبب الذي جعله غير صالح للخلافة؟ ولماذا يكون فرض بيعته عدواناً صريحاً علي الاسلام وارتداداً عنه وعودة الي الجاهلية التي ناهضها الاسلام؟