بازگشت

الخلاعة والمجون والاستخفاف بالقيم الدينية


عُرف معاوية بالخلاعة والمجون، يقول ابن أبي الحديد: كان معاوية أيام عثمان شديد التهتّك موسوماً بكلّ قبيح، وكان في أيام عمر يستر نفسه قليلاً؛ خوفاً منه إلاّ أنّه كان يلبس الحرير والديباج ويشرب في آنية الذهب والفضة، ويركب البغلات ذوات السروج المحلاّت بها ـ أي بالذهب ـ وعليها جلال الديباج والوشي...

ونقل الناس عنه في كتب السيرة أنّه كان يشرب الخمر في أيام عثمان في الشام [1] .

وروي عن عبد الله بن بريدة قوله: دخلتُ أنا وأبي علي معاوية فأجلسنا علي الفراش، ثم اُوتينا بالطعام فأكلنا ثم اُوتينا بالشراب فشرب معاوية! ثم ناول أبي فقال: ماشربته منذ حرّمه رسول الله(صلي الله عليه وآله) [2] .

وثمة روايات عديدة تحدّثت عن أكل معاوية للربا، منها: أنّ معاوية

باع سقاية من ذهب أو ورق بأكثر من وزنها، فقال له أبو الدرداء: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) نهي عن مثل هذا إلاّ مِثلاً بمثل، فقال معاوية: ما أري به بأساً. فقال له أبو الدرداء: من يُعذرُني من معاوية؟ أنا أخبره عن رسول الله وهو يخبرني عن رأيه! لا اُساكنك بأرض أنت بها. ثم قدم أبو الدرداء علي عمر بن الخطّاب فذكر له ذلك، فكتب عمر الي معاوية: أن لاتبع ذلك إلاّ مثلاً بمثل ووزناً بوزن [3] .

ومن مظاهر استخفاف معاوية بالقيم الاسلامية استلحاقه زياد بن عبيد الرومي وإلصاقه بنسبه من دون بيّنة شرعيّة، وإنّما اعتمد علي شهادة أبي مريم الخمّار وهو ممّا لا يثبت به نسب شرعي، وقد خالف بذلك قول رسول الله(صلي الله عليه وآله): «الولد للفراش وللعاهر الحجر» [4] .


پاورقي

[1] حياة الإمام الحسين (عليه السلام): 2 / 144 ـ 145.

[2] مسند أحمد بن حنبل: 5 / 347.

[3] سنن النسائي: 7 / 279.

[4] راجع قصة الاستلحاق وأسبابها وآثارها في (حياة الإمام الحسن بن علي): 2 / 174 ـ 190.