بازگشت

صور من عبادته


إنّ العبادة لأهل بيت النبوة(عليهم السلام) هي وجود وحياة، فقد كانت لذّتهم في مناجاتهم لله تعالي، وكانت عبادتهم له متّصلة في الليل والنهار وفي السرّ والعلن، والإمام الحسين(عليه السلام) ـ وهو أحد أعمدة هذا البيت الطاهر ـ كان يقوم بين يدي الجبّار مقام العارف المتيقّن والعالم العابد، فإذا توضّأ تغيّر لونه وارتعدت مفاصله، فقيل له في ذلك فقال(عليه السلام): «حقّ لمن وقف بين يدي الجبّار أن يصفرّ لونه وترتعد مفاصله» [1] .

وحرص(عليه السلام) علي أداء الصلاة في أحرج المواقف، حتي وقف يؤدّي صلاة الظهر في قمّة الملحمة في اليوم العاشر من المحرّم [2] وجيوش الضلالة تحيط به من كل جانب وترميه من كل صوب.

وكان (عليه السلام) يخرج متذلّلاً لله ساعياً الي بيته الحرام يؤدّي مناسك الحجّ بخشوع وتواضع، حتّي حجّ خمساً وعشرين حجّة ماشياً علي قدميه [3] .

وقد اشتهرت بين محدّثي الشيعة ومختلف طبقاتهم مواقفه الخاشعة في عرفات أيّام موسم الحجّ، ومناجاته الطويلة لربّه وهو واقف علي قدميه في ميسرة الجبل والناس حوله.

لقد كان(عليه السلام) كثير البرّ والصدقة، فقد روي أنّه ورث أرضاً وأشياء فتصدّق بها قبل أن يقبضها، وكان يحمل الطعام في غلس الليل الي مساكين أهل المدينة لم يبتغ بذلك إلاّ الأجر من الله والتقرب اليه [4] .


پاورقي

[1] الإرشاد: 2/28.

[2] الإرشاد: 2 / 28.

[3] الإرشاد: 2/28، وصحيح البخاري: 2 / 188، وسنن الترمذي: 5 / 615 ح 3770.

[4] مستدرک الحاکم: 3 / 166، وکفاية الطالب: 422، وإعلام الوري: 1 / 432.