بازگشت

ذكر الخبر عن ذلك


ذكر محمد بن عمر أن عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق قدم المدينة في رمضان سنة 60 فدخل عليه أهل المدينة فدخلوا علي رجل عظيم الكبر مفوه قال محمد ابن عمر حدثنا هشام بن سعد عن شيبة بن نصاح قال كانت الرسل تجري بين يزيد ابن معاوية و ابن الزبير في البيعة فحلف يزيد أن لا يقبل منه حتي يؤتي به في جامعة و كان الحارث بن خالد المخزومي علي الصلاة فمنعه ابن الزبير فلما منعه كتب يزيد الي عمرو بن سعيد أن ابعث جيشا الي ابن الزبير و كان عمرو بن سعيد لما قدم المدينة ولي شرطته عمرو بن الزبير لما كان يعلم ما بينه و بين عبدالله بن الزبير من البغضاء فأرسل الي نفر من أهل المدينة فضربهم ضربا شديدا قال محمد بن عمر حدثني شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال نظر الي كل من كان يهوي هوي ابن الزبير فضربه و كان ممن ضرب المنذر بن الزبير و ابنه محمد بن المنذر و عبدالرحمن بن الأسود بن عبد يغوث و عثمان بن عبدالله بن حكيم بن حزام و خبيب بن عبدالله بن الزبير و محمد بن عمار بن ياسر فضربهم الأربعين الي الخمسين الي الستين وفر منه عبدالرحمن بن عثمان و عبدالرحمن بن عمرو بن سهل في أناس الي مكة فقال عمرو بن سعيد لعمرو بن الزبير من رجل نوجه الي أخيك قال لا توجه اليه رجلا أبدا أنكأ له مني فأخرج لأهل الديوان عشرات و خرج من موالي أهل المدينة ناس كثير.


و توجه معه أنيس بن عمرو الأسلمي في سبعمائة فوجهه في مقدمته فعسكر بالجرف فجاء مروان بن الحكم الي عمرو بن سعيد فقال لا تغز مكة واتق الله و لا تحل حرمة البيت و خلوا ابن الزبير فقد كبر هذا له بضع و ستون سنة و هو رجل لجج [1] والله لئن لم تقتلوه ليموتن فقال عمرو بن الزبير والله لنقاتلنه و لنغزونه في جوف الكعبة علي رغم أنف من رغم فقال مروان والله ان ذلك ليسوءني فسار أنيس بن عمرو و الأسلمي حتي نزل بذي طوي و سار عمرو بن الزبير حتي نزل بالأبطح فأرسل عمرو بن الزبير الي أخيه بريمين [2] الخليفة و اجعل في عنقك جامعة من فضة لا تري و لا يضرب الناس بعضهم بعضا و اتق الله فانك في بلد حرام قال ابن الزبير موعدك المسجد فأرسل ابن الزبير عبدالله بن صفوان الجمحي الي أنيس بن عمرو من قبل [3] ذي طوي و كان قد ضوي الي عبدالله بن صفوان قوم ممن نزل حول مكة فقاتلوا أنيس بن عمرو فهزم أنيس بن عمرو أقبح [4] هزيمة و تعوق عن عمرو جماعة أصحابه فدخل دار علقمة فأتاه عبيدة بن الزبير فأجاره ثم جاء الي عبدالله بن الزبير فقال اني قد أجرته فقال أتجير من حقوق الناس هذا ما لا يصلح قال محمد بن عمرو فحدثت هذا الحديث محمد بن عبيد بن عمير فقال أخبرني عمرو بن دينار قال كتب يزيد بن معاوية الي عمرو بن سعيد أن استعمل عمرو بن الزبير علي جيش و ابعثه الي ابن الزبير و ابعث معه أنيس بن عمرو قال فسار عمرو بن الزبير حتي نزل في داره عند الصفا و نزل أنيس بن عمرو بذي طوي فكان عمرو بن الزبير يصلي بالناس و يصلي خلفه عبدالله بن الزبير فاذا انصرف شبك أصابعه في أصابعه و لم يبق أحد من قريش الا أتي عمرو بن الزبير و قعد عبدالله بن صفوان فقال مالي لا أري عبدالله بن صفوان أما والله لئن سرت اليه ليعلمن أن بني جمح و من ضوي اليه [5] من غيرهم قليل فبلغ عبدالله بن صفوان كلمته هذه فحركته فقال لعبد


الله بن الزبير اني أراك كأنك تريد البقيا علي أخيك فقال عبدالله أنا أبقي عليه يا أباصفوان والله لو قدرت علي عون الذر عليه لاستعنت بها عليه فقال بن صفوان فأنا أكفيك أنيس بن عمرو فاكفني أخاك قال ابن الزبير نعم فسار عبدالله بن صفوان الي أنيس بن عمرو و هو بذي طوي فلاقاه في جمع كثير من أهل مكة و غيرهم من الأعوان فهزم أنيس بن عمرو و من معه و قتلوا مدبرهم و أجهزوا [6] علي جريهم و سار مصعب بن عبدالرحمن اليعمرو و تفرق عنه أصحابه حتي تخلص الي عمرو بن الزبير فقال عبيدة بن الزبير لعمرو تعال أنا أجيرك فجاء عبدالله بن الزبير فقال قد أجرت عمرا فأجره لي فأبي عبدالله أن يجيره و ضربه بكل من كان ضرب بالمدينة و حبسه بسجن عارم قال الواقدي قد اختلفوا علينا في حديث عمرو بن الزبير و كتبت الي كل ذلك.

حدثني خالد بن الياس عن أبي بكر بن عبدالله بن أبي الجهم قال لما قدم عمرو بن سعيد المدينة واليا قدم في ذي القعدة سنة 60 فولي عمرو بن الزبير شرطته و قال قد أقسم أميرالمؤمنين أن لا يقبل بيعة ابن الزبير الا أن يؤتي به في جامعة فليبر يمين أميرالمؤمنين فاني أجعل جامعة خفيفة من ورق أو ذهب و يلبس عليها برنسا و لا تري الا أن يسمع صوتها و قال:



خذها فليست للعزيز بخطة

و فيها [7] مقال لامري ء متذلل



أعامر ان القوم ساموك خطة [8]

و مالك في الجيران عدل معذل



قال محمد و حدثني رياح بن مسلم عن أبيه قال بعث الي عبدالله بن الزبير عمرو بن سعيد فقال له أبوشريح لا تغز مكة فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول انما أذن الله لي في القتال بمكة ساعة من نهار ثم عادت كحرمتها فأبي عمرو أن يسمع قوله و قال نحن أعلم بحرمتها منك أيها الشيخ فبعث عمرو جيشا مع عمرو و معه أنيس بن عمرو الأسلمي و زيد غلام محمد بن عبدالله بن


الحارث بن هشام و كانوا نحو ألفين فقاتلهم أهل مكة فقتل أنيس بن عمرو و المهاجر مولي القلمس في ناس كثير و هزم جيش عمرو فجاء عبيدة بن الزبير فقال لأخيه عمرو أنت في ذمتي و أنا لك [9] جار فانطلق به الي عبدالله فدخل علي ابن الزبير فقال ما هذا الدم الذي في وجهك يا خبيث فقال عمرو.



لسنا علي الأعقاب تدمي كلومنا [10]

ولكن علي أقدامنا يفطر الدما



فحبسه و أخفر عبيدة و قال أمرتك أن تجير هذا الفاسق المستحل لحرمات الله ثم أقاد عمرا من كل من ضربه الا المنذر و ابنه فانهما أبيا أن يستقيدا و ماتا تحت السياط قال و انما سمي سجن عارم لعبد كان يقال له زيد عارم فسمي السجن به و حبس ابن الزبير أخاه عمرا فيه قال الواقدي حدثنا عبدالله بن أبي يحيي عن أبيه قال كان مع أنيس بن عمرو ألفان (و في هذه السنة) وجه أهل الكوفة الرسل الي الحسين عليه السلام و هو بمكة يدعونه الي القدوم عليهم فوجه اليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه [11] .



پاورقي

[1] رجل لجوج: أي متردد امعه، يقال الحق أبلج و الباطل لجلج.

[2] بريمين الخليفة: أن کن بارا به صادق الوفاء له.

[3] من قبل: بکسر القاف و فتح الباء أي من ناحية.

[4] کذا وردت في بعض النسخ و الأصح بدون واو.

[5] من ضوي اليه: أوي اليه.

[6] وردت في الأصول (و أجازوا) و هذا تحريف و الأصح ما أوردناه.

[7] شطر البيت الثاني من بحر الطويل و کذلک البيت الثاني من بحر الطويل ولکن الشطر الأول من البيت الأول من بحر الکامل و هذا يقتضي أن يزيد حرفا في أوله فيصبح من الطويل فيقول (و خذها) بدلا من خذها فيتحول من الکامل الي الطويل.

[8] ساموک خطة: أي أولوک اياها و أرادوک عليها.

[9] و أنا لک جار: أي مجير و ناصر. و ان لم نعثر في مراجع اللغة علي هذا الاشتقاق فربما يکون قصد به (جار) من الجوار.

[10] الکلام: جمع مفرده کلم و هو الجرح. و تجمع أيضا علي کلوم.

[11] راجع مروج الذهب للمسعودي (68 -67: 3) ط. دار المعرفة.