بازگشت

تقديم


الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام علي رسوله الأمين محمد صلي الله عليه و علي آله و صحبه أجمعين... و بعد.

لقد تعرضت أمة الاسلام بعد انتقال رسول الله صلي الله عليه و سلم الي الرفيق الأعلي الي فتن قاصمة و نوائب داهمة كادت أن تودي بالدولة الاسلامية لولا أن الله سبحانه و تعالي أراد لها البقاء و القوة والمنعة.

و الفتق الذي لا يرتق و الثلمة التي لم تسد و الصدع الذي لم يرأب انما جرح الأمة الاسلامية في فلذة كبدها و لا تزال تتألم من المرارة و الحسرة و الحدب، انه مقتل الامام الحسين بن علي رضي الله عنه في لحظة من أحرج اللحظات و أصعبها علي أمة الاسلام و المسلمين.

و لم يختلف المؤرخون بل و الناس مثلما اختلفوا في مقتل الحسين رضي الله عنه، ولكن مهما كان الاختلاف له أو عليه انما الجرم لا يغسل أدرانه أنهار الدنيا جميعا الي يوم القيامة انه الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمة السيدة فاطمة الزهراء ابنة الحبيب المصطفي عليه الصلاة و السلام.

و قد روي الشيخان عن رسول الله صلي الله عليه و سلم قوله: - «فاطمة بضع - و في رواية


بضعة - مني» [1] .

و أن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسب رسول الله صلي الله عليه و سلم و سببه و صهره.

و كان حب النبي عليه الصلاة و السلام للحسن و الحسين يفوق كل وصف و يربو علي كل تقدير و هو القائل: - الحسن مني و الحسين من علي» [2] .

و قد روي الترمذي مرفوعا حسنه عن يعلي بن مرة الثقفي و كذلك ابن ماجه في سننه قوله صلي الله عليه و سلم: - «حسين مني و أنا من حسين» [3] .

و هذا فضل لا ريب فيه و منة و كرم لابن بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم، و نحن أولي الناس أجمعين بعرفان هذا الفضل لأنه سنة من سنن نبينا عليه أفضل الصلاة و السلام.

و النظرة التاريخية الفاحصة بعيدا عن الشطط أو الاغراق أو المغالاة تجعلنا في حيرة أي حيرة لأن كل فريق له رأيه و له حجته فيما انتهي اليه، و علينا أن ندعوا لهم و نستغفر الله لنا و لهم، ربنا اغفرلنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان، و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا انك رؤوف رحيم.

و الحسين كان مصرا علي عدم مبايعة يزيد لأنه أحق بالخلافة منه لقربه من رسول الله صلي الله عليه و سلم، ثم انه كان قدوة صالحة طيبة و نموذجا للامام العادل الصادق القوي في الحق.


ولكن الوارد أن معاوية أخذ البيعة ليزيد علي رؤوس الأشهاد اذ حمد الله و أثني عليه ثم قال: لقد علمتم سيرتي فيكم، وصلتي لأرحامكم، و صفحي عنكم، و حملي لما يكون منكم، و يزيد ابن أميرالمؤمنين أخوكم، و ابن عمكم و أحسن الناس لكم رأيا، و انما أردت أن تقدموه باسم الخلافة، و تكونوا أنتم الذين تنزعون و تؤمرون، و تجبون و تقسمون لا يدخل عليكم في شي ء من ذلك [4] .

و مع ذلك و بالرغم من كل ذلك فان الأمر لا يخلو من الغموض الشديد الذي يكتنفه الابهام، فقد احتوشته أقوال كثيرة مختلطة ضاعت بينها الحقائق التي أصبح الوقوف عليها متعذرا و نحن هنا نعرض الآراء جميعا ثم نناقشها بالمنطق العلمي و الرأي السديد.

يقول القاضي أبوبكر بن العربي في كتابه الشهير (العواصم من القواصم) ص 222: «فعدل - أي معاوية بن أبي سفيان - الي ولاية ابنه و عقد له البيعة. و بايعه الناس، و تخلف عنها من تخلف، فانعقدت البيعة شرعا، لأنها تنعقد بواحد و قيل باثنين [5] .

فان قيل ان من شروط الامامة العدالة و العلم، و لم يكن يزيد عدلا و لا عالما، فان الحكم في ذلك متعذر، كما أن امامة المفضول موضع جدل و خلاف بين العلماء [6] .

و قد اكثروا القول علي يزيد و رماه بعضهم بالمنكرات فقيل انه كان خمارا فان ذلك لا يحل الا بشاهدين، فمن شهد بذلك عليه؟ و قد روي يحيي بن


بكير عن الليث بن سعد، قال الليث، «توفي أميرالمؤمنين يزيد في تاريخ كذا» فسماه الليث أميرالمؤمنين بعد ذهاب ملكهم و انقراض دولتهم، و لولا كونه عنده كذلك ما قال توفي يزيد.

و قد روي الثبت العدل عن عبدالرحمن بن مهدي، عن سفيان عن محمد ابن المنكدر قال: قال ابن عمر حين بويع يزيد «ان كان خيرا رضينا، و ان كان شرا صبرنا» [7] .

و قد رأيت أكثر الشيعة مغرقين في حملهم علي يزيد بأقوال كثيرة متضاربة لا تصدق [8] و أغلبها مكذوب مفتري كذلك فان ابن العربي و ان كان دقيقا في بحثه و تحرياته الا أن القاري ء قد يشعر بميوله الي بني أمية، و منا فحته عن يزيد [9] في كثير مما احتوشه من الاتهامات.

و ان الحيرة و الدهشة لتأخذنا عندما نبحث و نحقق هذه الأمور ممن عاصروها و ممن كانوا قريبي الصلة بها.

تأمل قول ابن كثير في وصف يزيد بن معاوية: -

«و كان يزيد فيه خصال محمودة من الكرم و الحلم و الفصاحة و الشعر و الشجاعة و حسن الرأي في الملك، و كان ذا جمال حسن المعاشرة، و كان فيه أيضا اقبال علي الشهوات و ترك بعض الصلوات في بعض الأوقات، و اماتتها في


غالب الأوقات» [10] .

و قال الحافظ أبو يعلي: حدثنا الحكم بن موسي ثنا يحيي بن حمزة عن هشام بن الغاز عن مكحول عن أبي عبيدة، أن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال: - «لا يزال أمر أمتي قائما بالقسط حتي يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد» [11] .

و قد ورود أنه صلي الله عليه و سلم قال: - «أول من يغير سنتي رجل من بني أمية» عن أبي ذر، رواه ابن خزيمة عن بندار عن عبدالوهاب [12] .

و قد أورد ابن عساكر أحاديث في ذم يزيد بن معاوية كلها موضوعة لا يصح منها شي ء، و أجود الأحاديث في موضوعها ما أورده ابن كثير في تاريخه علي ضعف أسانيده، و انقطاع بعضه والله أعلم بالصواب. و الحقيقة المرة أن قتل الحسين فجيعة لا نظير لها و لا مثيل لفظاعتها استبشعها البر و الفاجر و الخب و اللئيم.

و قد ذكر ابن كثير في تاريخه أن ابن زياد لما قتل الحسين و من معه بعث برؤوسهم الي يزيد، فسر بقتلهم أولا و حسنت بذلك منزلة ابن زياد عنده، ثم لم يلبث الا قليلا حتي ندم! فكان يقول: - «و ما كان علي لو احتملت الأذي و أنزلته في داري و حكمته فيما يريده، و ان كان في ذلك و كف [13] و وهن في سلطاني [14] ! حفاظا لرسول الله صلي الله عليه و سلم و رعاية لحقه و قرابته، ثم يقول: - «لعن


الله ابن مرجانة فانه أحرجه و اضطره، و قد كان سأله أن يخلي سبيله أو يأتيني، أو يكون بثغر من ثغور المسلمين حتي يتوفاه الله، فلم يفعل، بل أبي عليه و قتله، فبغضني بقتله الي المسلمين، و زرع في قلوبهم العداوة فبغضني البر و الفاجر بما استعظم الناس من قتلي حسنا، مالي و لابن مرجانة قبحه الله و غضب عليه [15] .

و في يقيني أن أمر النزاع بين الحسين و يزيد يجب الامساك عن الخوص فيه لأن هذا أفضل من الكلام لأن الحق لم يصرح عن محضه.

و صفوة القول أن الحسين قد أفضي الي ربه شهيدا مجاهدا من أجل انتشال الأمة من كبوتها و عثرتها ولكن الشهادة سعت اليه و هو يذب عن شرف أمته و كرامتها من وجهة نظره و طالما أخلص النية فان جزاءه عليها ينتظره في جنات النعيم رضي الله عنه، و أرضاه و ألحقنا بالصالحين في دار المقامة [16] .

و عن حياة امام و سيدالشهداء الحسين بن علي رضي الله عنه قال ابن عبد البر عنه في الاستيعاب: قتل الحسين يوم الجمعة و قيل يوم السبت العاشر من المحرم - لعشر مضين من المحرم - بموضع يقال له كربلاء من أرض الكوفة و يعرف بالطف أيضا و عليه جبة خز دكناء، و هو ابن ست و خمسين سنة، قاله نسابه قريش الزبير بن بكار، و مولده لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، و فيها كانت غزوة ذات الرقاع و فيها قصرت الصلاة، و تزوج رسول


الله صلي الله عليه و سلم أم سلمة و اتفقوا علي أنه قتل يوم عاشوراء العاشر من المحرم سنة احدي و ستين و يسمي عام الحزن، و قتل معه اثنان و ثمانون رجلا من الصحابة مبارزة [17] .

يقول ابن حجر العسقلاني في كتابه الشهير الاصابة في تمييز الصحابة: - «الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي أبوعبدالله، سبط رسول الله صلي الله عليه و سلم و ريحانته، قال الزبير و غيره، ولد في شعبان سنة أربع و قيل سنة ست، و قيل سنة سبع، و ليس بشي ء.

قال جعفر بن محمد: لم يكن بين الحمل بالحسين بعد ولادة الحسن الا طهر واحد، قلت: اذا كان الحسن ولد في رمضان، و ولد الحسين في شعبان، احتمل أن يكون ولدته لتسعة أشهر، و لم تطهر من النفاس، الا بعد شهرين.

«و قد حفظ الحسين أيضا عن النبي صلي الله عليه و سلم، و روي عنه، أخرج له أصحاب السنن أحاديث يسيرة» [18] ا. ه.

ثم يقول ابن حجر العسقلاني: - «و قد صنف جماعة من القدماء في مقتل الحسين تصانيف فيها الغث و الثمين، و الصحيح و السقيم، و قد صح عن ابراهيم النخعي أنه كان يقول: - لو كنت فيمن قاتل الحسين ثم دخلت الجنة لاستحيت أن أنظر الي وجه رسول الله صلي الله عليه و سلم» [19] .

قال حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس: رأيت رسول الله صلي الله عليه و سلم فيما يري النائم نصف النهار أشعث أغبر، بيده قارورة فيها دم، فقلت بأبي و أمي يا رسول الله ما هذا؟ قال: هذا دم الحسين و أصحابه، لم أزل ألتقطه منذ اليوم، فكان ذلك اليوم الذي قتل فيه.

و عن عمار عن أم سلمة: سمعت الجن تنوح علي الحسين بن علي، قال


الزبير بن بكار نسابة قريش قتل الحسين يوم الأحد لعشر مضين من المحرم بموضع من أرض الكوفة يقال له كربلاء و يعرف بالطف أيضا و عليه جبة خز دكناء و هو ابن ست و خمسين سنة، و مولده لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة و فيها كانت غزوة ذات الرقاع و فيها قصرت الصلاة و تزوج رسول الله صلي الله عليه و سلم أم سلمة [20] .

و اختلفت الأقوال في يوم قتله فالبعض قال قتل يوم الجمعة و قيل يوم السبت العاشر من المحرم و الأصح الأول.

و اتفق علي أنه قتل يوم عاشوراء العاشر من المحرم سنة احدي و ستين و كذا قال الجمهور و شذ من قال غير ذلك [21] ، و كان يوم الجمعة هو يوم عاشوراء [22] .

و من فضائل الامام الحسين بن علي رضي الله عنه ما رواه أبوأحمد عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: - «من أحبهما فقد أحبني، و من أبغضهما فقد أبغضني» يعني حسنا و حسينا.

و قد قال الامام أحمد: حدثنا أسود بن عامر و عفان، عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أنس، أن رسول الله صلي الله عليه و سلم «كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر اذا خرج لصلاة الفجر يقول: الصلاة يا أهل البيت».

«انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا» [23] و قد رواه الترمذي عن عبد بن حميد عن عفان به [24] .

عن بريدة عن أبيه قال: «كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يخطبنا اذ جاء الحسن


و الحسين و عليهما قميصان أحمران، يمشيان و يعثران، فنزل رسول الله صلي الله عليه و سلم عن المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثم قال: صدق الله: انما أموالكم و أولادكم فتنة [25] . نظرت الي هذين الصبيين يمشيان و يعثران، حتي قطعت حديثي و رفعتهما [26] .

و قد صح عنه صلي الله عليه و سلم أنه قال: «الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة» رواه الترمذي من حديث سفيان الثوري و غيره عن يزيد بن أبي زياد و قال: حسن صحيح [27] .

و قال محمد بن سعد أنبأنا قبيصة بن عقبة، ثنا يونس بن أبي اسحاق، عن العيزار بن حريث قال: بينما عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة، اذ رأي الحسين مقبلا فقال: هذا أحب أهل الأرض الي أهل السماء و قال الزبير بن بكار نسابة قريش: حدثني سليمان بن الدراوردي عن جعفر بن محمد عن أبيه «أن رسول الله صلي الله عليه و سلم بايع الحسن و الحسين و عبدالله بن عباس و عبدالله بن جعفر و هم صغار لم يبلغوا و لم يبايع صغيرا الا منا» [28] .

و قد حج الحسين خمسا و عشرين حجة ماشيا، و نجائبة تقاد بين يديه و روي آخر أن الحسين بن علي حج خمسا و عشرين حجة ماشيا و نجائبه تقاد وراءه [29] .


و من مناقب الامام الحسين بن علي [30] رضي الله عنه ايثاره لأخيه الحسن أنه جري بينهما كلام فتهاجرا، فلما كان بعد ذلك أقبل الحسن علي الحسين، فأكب علي رأسه يقبله، فقام الحسين رضي الله عنه فقبله أيضا، و قال: ان الذي منعني من ابتدائك بهذا - أني رأيت أنك أحق بالفضل مني، فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به مني.

و حكي الأصمعي عن ابن عون، أن الحسن كتب الي الحسين يعيب عليه اعطاء الشعراء. فقال الحسين: ان أحسن المال، ما وقي العرض.

و قد أورد الطبراني في معجمه الكبير في ترجمة الحسين قصيدة للفرزدق قالها في الحسين بن علي و هو يطوف بالبيت و أراد أن يستلم فما وسع له الناس فقال رجل: يا أبافراس! من هذا فأجاب الفرزدق [31] :



هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

و البيت يعرفه و الحل و الحرم



هذا ابن خير عباد الله كلهم

هذا التقي النقي الطاهر العلم



يكاد يمسكه عرفان راحته

ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم



اذا رأته قريش قال قائلها

الي مكارم هذا ينتهي الكرم



يغضي حياء و يغضي من مهابته

فما يكلم الا حين يبتسم



في كفه خيزران ريحها عبق

بكف أروع في عرنينه شمم



مشتقة من رسول الله نسبته

طابت عناصره و الخيم و الشيم






لا يستطيع جواد بعد غايته

و لا يدانيه قوم ان هموا كرموا



من يعرف الله يعرف أولية ذا

فالدين من بيت هذا ناله أمم



أي العشائر هم ليست رقابهم

لاولية هذا أوله نعم





پاورقي

[1] و في زيادة (فمن أغضبها أغضبني) و الحديث رواه أحمد و الحاکم و البيهقي بلفظة (بضعة)، راجع کشف الخفا للعجلوني (112: 2).

[2] ذکر الشعراني في البدر المنير بغير عزو، و فيه قال العلماء لأن الحسن کان الغالب عليه الحلم کجده صلي الله عليه و سلم ا.ه. کما أن الغالب علي الحسين الجرأة و الاقدام فالشبه معنوي و قيل صوري. کشف الخفا (112: 2).

[3] و قد ذکر السيوطي في الجامع الصغير (148: 1) قوله صلي الله عليه و سلم: - «حسين مني و أنا منه، أحب الله من أحب حسينا، الحسن و الحسين سبطان من الأسباط» البخاري في الأدب المفرد، و الترمذي و ابن‏ماجه و الحاکم و حسنه السيوطي ا. ه.

راجع ترجمة الحسين بن علي رضي الله عنه في تهذيب ابن‏عساکر (311: 4) و خطط علي مبارک (93: 5) و ابن‏الأثير (19: 4) و اليعقوبي (216: 2) و صفة الصفوة (321: 1).

[4] راجع العواصم من القواصم للقاضي أبي‏بکر بن العربي المتوفي سنة 543 ه بتحقيق محب الدين الخطيب ط السلفية ص 222 - ص 224.

[5] و قد ذکر ابن‏حزم في کتابه (الفصل في الملل و الأهواء و النحل) (131- 129: 4) ط. السلام العالمية کيفية انعقاد البيعة و شروطها فعرضها عرضا دقيقا فأرجو الرجوع اليها.

[6] راجع ابن‏کثير في البداية و النهاية ط. دارالفکر العربي ج 8 ص 219.

[7] العواصم من القواصم ص 225، ص 226 بتصرف.

[8] و قد ورد أن عبدالله بن مطيع مشي هو و أصحابه الي محمد بن الحنفية (محمد بن علي بن أبي‏طالب) في المدينة فأراده علي خلع يزيد فأبي عليهم، فقال ابن‏مطيع: انه يشرب الخمر - أي يزيد - و يترک الصلاة، و يتعدي حکم الکتاب، فقال لهم: ما رأيت فيه ما تذکرون، و قد حضرته و أقمت عنده، فرأيته مواظبا علي الصلاة متحريا للخير، يسأل عن الفقه، ملازما للسنة. و هذه الشهادة من الثقة العدل ابن‏الحنفية رضي الله عنه لها التقدير و الاعتبار.

[9] راجع ترجمة يزيد بن معاوية في الطبقات الکبري لابن‏سعد (250: 6) و منهاج السنة (254 - 237: 2) و ابن‏الأثير (49: 4) و مختصر تاريخ العرب (76 - 71) و اليعقوبي (215: 2) و جمهرة الأنساب (103) و بلغة الظرفاء (19) و المسعودي (67: 2) و ما بعدها.

[10] البداية و النهاية (250 - 249: 8) بتصرف.

[11] و هذا الحديث منقطع بين مکحول و أبي‏عبيدة، بل معضل و قد رواه ابن‏عساکر من طريق صدقة بن عبدالله الدمشقي عن هشام بن الغاز عن مکحول عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي‏عبيدة عن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال: - «لا يزال أمر هذه الأمة قائما بالقسط حتي يکون أول من يثلمه رجل من بني‏أمية يقال له يزيد».

[12] و الحديث رواه البخاري في التاريخ، و أبو يعلي عن محمد بن المثني عن عبدالوهاب، ثم قال البخاري: و الحديث معلول و لا نعرف أن أباذر قدم الشام زمن عمر بن الخطاب. راجع البداية و النهاية (250: 8).

[13] الوکف: الضعف و الذلة والاثم و العار.

[14] و أقول ان الندم هنا ظاهري ولو کان حقيقيا لعاقب عبيدالله بن زياد و عمرو بن سعد و شمر بن ذي الجوشن، ولو فرض أن الندم کان حقيقيا فهو لشعوره بأنه آذي شعور المسلمين و اکتسب سخطهم الي يوم القيامة فالندم ليس من الجريمة نفسها.

[15] البداية و النهاية لابن کثير (251: 8) بتصرف. و اننا لا ندري هل کان هذا الکلام في قلب يزيد و من داخل طويته أم أنها سياسة عمد بها الي تصحيح موقفه بعد فوات الأوان و مهما کان من أمر فان الثلمة لا تسد و الفتق لا يرتق.

[16] و عن هذا الصراع الدموي الأليم العنيف بين الحسين و يزيد أقول: (يفصل الله بينهم يوم القيامة) فاني لا أجرؤ - بما توافر لدي من آراء و أبحاث و مراجع - علي القول بغير هذا عفا الله عنا و عنهم.

[17] التذکرة في أحوال الموتي و أمور الآخرة للامام القرطبي رحمه الله ط. دار الکتب العلمية بيروت لبنان (665 - 664: 2) بتصرف.

[18] الاصابة في تمييز الصحابة لشيخ الاسلام ابن حجر العسقلاني (248: 2) ط. الکليات الأزهرية.

[19] المرجع السابق نفسه (253 - 252: 2) بتصرف.

[20] التذکرة للقرطبي (665 - 664: 2) بتصرف نقلا عن الاستيعاب لابن عبد البر.

[21] الاصابة لابن حجر (253: 2).

[22] العقد الفريد لابن عبد ربه (380: 4) و هو يؤيد الاجماع.

[23] الأحزاب (33: 33) راجع تفسير الآية الکريمة في مختصر ابن کثير (94: 3) و الکشاف للزمخشري (425: 3) و صفوة التفاسير (1120: 21).

[24] و قال الترمذي: «غريب لا نعرفه الا من حديث حماد بن سلمة» ا. ه.

[25] التغابن (15: 64) و قدم علي الأولاد المال لأن فتنة المال أشد. راجع الصابوني (1564: 28) و البداية و النهاية (222: 8).

[26] و هذا لفظ الترمذي و قال «غريب لا نعرفه الا من حديث الحسين بن واقد» ا. ه.

[27] و قد تکلم المحبي في کتابه (الجنتين) علي هذا الحديث باسهاب، و مما قاله فيه: و يرد علي هذا الزام سيادتهم المرسلين لأنهم داخلون في هذا التأويل، و جوابه أنه عام خصص بالاجماع، فان المرسلين أفضل من غيرهم باتفاق. راجع حاشية کشف الخفا للعجلوني (429: 1) ط. التراث الاسلامي حلب.

[28] و هذا حديث مرسل غريب کما قال ابن کثير (225: 8).

[29] قال ابن کثير في البداية و النهاية (و الصواب أن ذلک انما هو الحسن أخوه، کما حکاه البخاري) ا. ه.

[30] راجع الطبقات الکبري لابن سعد (279 - 278: 8) بتحقيق احسان عباس ط. دار صار بيروت.

[31] لعل الفرزدق يکون قد قالها في علي بن أبي‏طالب و ليس في الحسين فان الفرزدق لم ير الحسين الا و هو مقبل الي الحج و الحسين ذاهبا الي العراق، فسأل الحسين الفرزدق عن الناس خلفه فضمه الفرزدق الي صدره و قبله و قال:

أعطاک الله سؤلک و أملک فيما تحب. ثم قال الفرزدق: قلوب الناس معک، و سيوفهم مع بني‏أمية، و القضاء ينزل من السماء و الله يفعل ما يشاء.

و الوارد - حسب الروايات الوثيقة التي بين أيدينا - أن الحسين بن علي رضي الله عنه قد قتل بعد مفارقته للفرزدق بأيام قليلة، فمتي رآه الفرزدق و هو يطوف بالبيت؟ و لا سيما أنه لم يحدث لقاء بينهما قبل ذلک و الله سبحانه و تعالي اعلم.