بازگشت

في العراق


ففي العراق، و هو مهد مجلس العزاء و السبايا، و الحزن و الألم، و النياحة و المواكب الحزينة علي الامام الحسين و خاصة في مدن العتبات المقدسة في كربلاء و النجف و الكاظمية و سامراء، تقام هذه المجالس و المجتمعات و تسير المواكب علي أتم وجه في العشر الأولي من أيام و ليالي محرم، و في سائر أيام شهري محرم و صفر، و في بعض أيام الأسبوع.

و فيما يلي أقوال بعض الكتاب في ذلك:

1- جاء في الصفحة «164» من كتاب «نهضة الحسين» السالف الذكر عن اقامة المأتم علي الامام الحسين في العراق خلال هذا القرن بقلم نجل المؤلف السيد جواد الشهرستاني ما نصه:

«و مما تجدر الاشارة اليه علي أثر تطور العزاء الحسيني و اتساعه عن طريق اللطم و الضرب بالسلاسل و ما اليها، و ما أظهره شباب الكاظمية عام 1360 ه -1941 م الي المرحوم الوالد السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني من تأثرهم لهذا التطور المشين، و الذي يكمن وراءه من الاضرار بهذا العزاء و بأهداف سيد الشهداء عليه السلام، فاقترح عليهم تطويره الي اقامة حفلات و القاء قصائد تشيد بالذكري و تؤبن شهداءها، و تبني هذا الأمر لعدة سنوات، ساهم فيها كثير من


أعلام القطر العراقي، و أساتذة الجامعات و قادة الرأي و شباب البلد، من شعراء و خطباء، كان لها أكبر الأثر في جذب النفوس اليها، ساهمت بنقل هذه الحفلات حية عبر الأثير عن طريق الاذاعة من صحن الامامين الكاظمين صبيحة العاشر من محرم في كل عام، و كان يحضرها عشرات الآلاف من المستمعين الي جانب الهيئات الرسمية و ممثلي الدول الاسلامية، مما أعطت أروع صورة محترمة عن هذه الذكري الي المستمعين، وكان الشعراء و الخطباء يتبارون في الرثاء و الابداع فيه، مما تغدي الفكر الاسلامي و الشعر العربي باسلوب لم يكن معروفا من قبل.. و يوجه الرأي العام الي أسرار نهضة الامام الحسين عليه السلام و العوامل النفسية و الروحية التي حملته للصمود و الاستشهاد...» الخ.

و بعد أن يصف الكاتب السيد جواد مواكب العزاء في العراق، و لا سيما في مدن العتبات المقدسة فيه، و ما يجري فيها من مراسيم و عادات أدخلت علي هذه المواكب و التعازي و المآتم خلال القرون الثلاثة الأخيرة، يقول في الصفحة «168» من الكتاب ما عبارته:

«و كانت الهيئات الرسمية في العراق و ايران و الهند و الباكستان تحضر هذه التعازي تشهد ما يجري فيها كل عام، و تتخذ كافة الاحتياطات الأمنية فيها حتي تنتهي هذه المراسيم بسلام.

و في سنة «1936 م» و علي أثر حدوث اصطدامات دموية بين المواكب العزائية، أصدرت وزارة ياسين الهاشمي في العراق أمرا بمنع اقامة التشابيه و مواكب السلاسل و التطبير منعا باتا.. و منع لعدة سنوات.

الا أن الجهات الرسمية عادت سنة «1947 م» فسمحت لمواكب التطبير بالظهور، و كذلك مواكب الضرب بالسلاسل.. و توسع الأمر و شمل مواكب الشبيه، حيث أخذت بالظهور من سنة «1952 م» في العراق. و مع توالي السنوات توسعت و أخذ الشبيه شكله الموسع في السنوات الأخيرة في مختلف أنحاء العراق،


الي جانب الأقطار الاسلامية المذكورة».

و جا في هامش الصفحة نفسها قوله:

«و تقام مجالس العزاء الحسيني - أضافة الي شهري محرم و صفر - في شهر رمضان، و ذلك في لياليه و في سائر أيام السنة علي سبيل النية و النذر لحاجة من الحاجات قضاها الله، فيقيم صاحبها مجلس عزاء ليوم واحد، أو لثلاثة أيام في الأسبوع، أو عشرة أيام، أو أكثر حسب ما نوي، و توزع فيها الخيرات للفقراء و المساكين. و كثيرا ما يرافق مجالس العزاء الحسيني اطعام أو خيرات للحاضرين».

2- نقلت «موسوعة العتبات المقدسة» قسم كربلاء صفحة «380» عن الكاتبة الانجليزية المس «فرياستارك» في كتابها «صور بغدادية» في فصل النجف، عند ذكر قصة مجزرة كربلاء، قولها:

«و هي من القصص القليلة التي لا استطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء...» الخ.

3- جاء في الصفحة «371» من «موسوعة العتبات المقدسة» قسم كربلاء، في فصل: «كربلاء في الراجع الغربية» ما لفظه:

«و قد كتب عن مأساة كربلاء كذلك، و محرم الحرام بوجه عام، المستر «توماس لايل» الذي اشتغل في العراق معاونا للحاكم السياسي في الشامية و النجف، في 1921 - 1918 م و معاونا لمدير الطابو في بغداد، و حاكما في محاكمها المدنية، في كتابه «دخائل العراق» ما يقرب من عشرين صفحة، و هو يقول بعد أن شهد مواكب العزاء و لطم اللاطمين فيها:

«و لم يكن هناك أي نوع من الوحشية أو الهمجية و لم ينعدم الضبط بين الناس. فشعرت - و ما زلت أشعر - بأنني توصلت في تلك اللحظة الي جميع ما هو حسن و ممتلي ء بالحيوية في الاسلام، و أيقنت بأن الورع الكامن في أولئك الناس،


و الحماسة المتدفقة منهم بوسعهما أن يهزا العالم هزا فيما لو وجها توجيها صالحا، و انتهجا السبل القويمة، و لا غرو، فلهؤلاء الناس عبقرية فطرية في شؤون الدين» الخ.

4- جاء في الصفحة «193» من «موسوعة العتبات المقدسة» قسم كربلاء، ما نصه أيضا:

«فيليب حتي و كربلاء: و قد أورد الاستاذ فيليب حتي أستاذ التاريخ الاسلامي في جامعة برستن بأمريكا، ذكر كربلاء في مواضع من كتابه المشهور «تاريخ العرب» باللغة الانجليزية. ففي الصفحة «183» يقول ما ترجمته:

«ان حشود الزوار التي ما تزال تتدفق الي مشهد علي في النجف و مشهد ولده الحسين - سيد القديسين و الشهداء عند الشيعة- في كربلاء القريبة من النجف، والمسرحية الدينية التي تمثل سنويا في العاشر من محرم في العالم الشيعي بأسره، كل ذلك يشهد علي أن الموت قد ينفع القديس أكثر من الحياة».

و بعد أن يوجز الاستاذ «حتي» قصة استشهاد الامام الشهيد و صحبه و آله يقول:

«و قد أوجد المسلمون الشيعة - احياء لذكري استشهاد الحسين - عادة مراسيم الحزن في العشرة الأولي من محرم الحرام سنويا، و وضعوا مسرحية عاطفية دينية تؤكد صراعه البطولي و آلامه. و هذه المسرحية الدينية السنوية تمثل في فصلين، يعرف الأول «عاشوراء»: يمثل في الكاظمية علي مقربة من بغداد، احياء لذكري المعركة، و الفصل الثاني بعد العاشر من محرم بأربعين يوما في كربلاء، و عنوانه: مرد الرأس» [1] الخ.

و بمناسبة ذكر يوم «مرد الرأس» و يوم الاربعين، أقول: ان احياء ذكري هذا


اليوم - الذي سبق و فصلت الكلام عنه في فصل سابق - يقام في أكثر المدن في البلدان الاسلامية، و خاصة التي تسكنها الجاليات الشيعية، ولكن مظاهر احياء هذه الذكري تتجلي أكثر فأكثر في مدينة كربلاء التي حدثت فيها المجزرة الفجيعة.

و أنقل تاليا أقوال بعض الكتاب في وصف ما يجري في هذا اليوم بكربلاء:

5- جاء في الصفحة «146» من كتاب «تاريخ كربلاء و حائر الحسين» للسيد الجواد الكليدار عن هذا اليوم الحزين قوله:

«زيارة الأربعين: و هي في يوم 20 صفر من كل سنة و هي من أعظم زيارات كربلاء، اذ تحتشد فيها مئات الألوف من الزائرين، الذين يشدون الرحال اليها من مختلف الأقطار الاسلامية القريبة و النائية، فيزورها خلق عظيم، علي الأخص من المدن العراقية من الشمال الي الجنوب، فتسير فيها المواكب العظيمة باسم «موكب الأنصار» يتراوح عدد من يسيرون في كل موكب فيما بين خمسمائة و ألف نسمة. فيخرج كل موكب من العزاء بكل سكينة و وقار، في مظهر من الحزن العميق البادي علي الوجوه، حاسري الرؤوس و حافيي الأقدام، و مرتدين الملابس السود علامة الحداد، يبكون و يلطمون علي الصدور و الخدود، يعزون النبي صلي الله عليه و آله بقتل سبطه الحسين عليه السلام محتجين علي جفاء الأمة له، و تخفق الرايات السود شعار العزاء و الحزن أمام كل موكب، و قد كتب عليها - بالكتابة الواضحة - اسم الموكب و البلد الذي ينتمون اليه».

6- جاء في الصفحة «165» من كتاب«نهضة الحسين» و صفا لبعض أنواع المواكب الحسينية في العراق المعروف بالشبيه يوم الأربعين، أدرج خلاصته تاليا:

«و هناك لون آخر من العزاء الحسيني المسمي بالشبيه. وقد ظهر بادي ء الأمر في القرن العاشر الهجري علي هيئة حصان مغطي بكفن مدمي و فيه بعض النبال، يتقدم مواكب اللطم كأنه حصان الحسين عليه السلام بعد المعركة...

ثم توسع الي خيول متعددة علي نفس الشاكلة ترافق المواكب.. ثم ظهرت


شخصية الجر الرياحي و معه بعض قادة الجيش الأموي برفقة هذه الخيول أمام المواكب، و ظهرت شخصية الامام علي بن الحسين سجاد في حالة رجل عليل مكبل بالأغلال علي صهوة جواده، وسط الموكب يوم الأربعين من صفر، يردد ما قاله حين دخل المدينة.. و الناس تلطم من فرط التأثر لمشهده، ثم تطور بالتدريج الي ظهور الهوادج و النساء فيها كأنهن السبايا عائدين من الشام عبر العراق الي المدينة، ويمرون بأرض الطفوف في كربلاء يوم زيارة الأربعين.. و الجماهير الغفيرة تلطم متأثرة من هذا المنظر المفجع يتذكرون الموقف نفسه.. ثم تطور هذا العزاء بتوالي السنين بظهور أشخاص يتقمصون دور أصحاب الحسين و عدد من آل الرسول صلي الله عليه و آله يتقدمون مواكب العزاء، و معهم شبيه قادة الجيش الأموي.. و في أواخر القرن الثاني عشر و أوائل الثالث عشر الهجري، برزت شخصية الحسين وسط الشبيه، يتقدم موكب العزاء و من خلفه شخصية أخيه العباس».

و يستطرد الكاتب كلامه و يقول:

«و تطور موكب الشبيه الذي كان يأخذ مسيره عبر الشوارع و الطرقات، و من وسط الجموع الغفيرة من المشاهدين الي الساحة الرئيسية في المدينة، أو الي وسط الصحن في المراقد المتبركة حيث تجري هناك صورة مصغرة لتلك المعركة التاريخية.. و بتوالي السنين توسع هذا اللون من العزاء الي اقامة صرح له وسط الصحن أو الميدان، و بجواره خيام تمثل خيام أهل البيت».

ثم يتوسع الكاتب الي شرح هذا اللون من المواكب العزائية و المآتم الحسينية، مما لا أجد حاجة الي نقلها كلها، لأنها معروفة لدي قراء العربية بأقطارهم المختلفة.. كما أن مثل هذه المواكب تسير في كثير من البلدان الاسلامية و خاصة ايران و الهند، و لكن بصورة أضيق أحيانا، و بشكل أوسع حينا آخر.

و من أهم المواكب العزائية التي تؤم كربلاء في اليوم الثاني عشر من المحرم كل عام - أي اليوم الثالث علي قتل الامام الشهيد و صحبه - مواكب عزاء سكان


قرية «طويريج» الواقعة علي بعد عشرة أميال شرقي مدينة كربلاء، علي شاطي ء نهر الفرات، و التي تعرف بالهندية. اذ منذ الصباح الباكر في هذا اليم تحتشد مواكب هذه القرية، مهرولة بجمعوها نحو كربلاء و كلما اقتربت من هذه المدينة التحقت بها جموع بقية عشائر و سكان القصبات و الدساكر و التجمعات العشائرية التي تمر بها، فيتألف منها حوالي مائة ألف نسمة، من الرجال و النساء، و الشيوخ و الشباب و الأطفال ماشين علي الأقدام، يصلون كربلاء عند زوال ذلك اليوم، وهم ما بين معول و صارخ، وباك و مفجوع، و لاطم. و يشترك معهم في ضواحي مدينة كربلاء سكانها ثم يدخلون صحن الامام الحسين، ثم يدورون حول ضريح الامام الشهيد، ثم يتوجهون الي ضريح أخيه العباس، و بعدها يمرون ببعض شوارع المدينة الي أن يصلوا الي محل مخيم الامام الحسين عليه السلام و هناك يعيدون ذكري فاجعة الطف، ثم يتفرقون.

اما منشأ هذا الموكب الذي يرتقي بتاريخه الي أكثر من ثلاثة قرون، فهو أن المشتركين فيه يعتقدون بأنهم يمثلون أفخاذ بني عامر من عشائر بني اسد الذين حضروا ساحة القتال عصر اليوم الثاني عشر من المحرم سنة 61 ه، بعد أن غادرها جيش ابن سعد في اليوم الحادي عشر منه، متوجها الي الكوفة و معه الرؤوس و السبايا، و دفنوا أجداث الشهداء بعد أن بقيت هذه الأجساد ليلتين و ثلاثة أيام في العراء، و هذه المواكب التي تفد بجموعها علي كربلاء، و تشترك في هذا اليوم في مأتم الامام الشهيد، انما تحيي ذكري أجدادها الاشاوس من عشائر بني أسد.

و يذكر المعمرون ان مبدأ هذا العزاء شرع منذ أكثر من 300 سنة، حيث أخذت العشائر القاطنة في المنطقة الواقعة بين الحلة و كربلاء، بالقرب من قرية «طويريج»، تأتي عند زوال اليوم الثاني عشر من المحرم كل سنة الي كربلاء، و تشترك في العزاء الحسيني علي شكل جماعات صغيرة.


و كان العلامة السيد محمد المهدي الطباطبائي بحرالعلوم، المتوفي سنة 1212 ه في النجف، يتقدم في بعض السنوات هذه الجماعات النائحة في وفودها علي كربلاء، و عندما سئل عن سبب اشتراكه في هذا العزاء أجاب: انه رأي في المنام الامام الثاني عشر صاحب الزمان «عج» مشتركا في هذا العزاء، فآثر أن يكون من المشتركين فيه.

كما ذكر أن بعض كبار الشعراء - كالكعبي - و عظماء المجتهدين من فقهاء الشيعة، كالشيخ زين العابدين المازندراني و غيرهما كانوا يشتركون فيه من ضواحي مدينة كربلاء.

و لقد تطور هذا العزاء المتحرك من تلك المسافات البعيدة الي أن أصبح كما هو عليه الآن، و أطلق عليه اسم عزاء «بني أسد».

7- يقول الدكتور السيد علي الوردي في الصفحة «386» من كتابه «مهزلة العقل البشري» حول مجزرة الطف و العزاء الحسيني، ما نصه:

«لم يكد معاوية يموت حتي حدثت حادثة هزت المجتمع الاسلامي هزا عنيفا، تلك هي مأساة كربلاء التي قتل فيها الحسين بن علي. و هذه الحادثة أنتجت آثارا اجتماعية بالغة قلما تجد لها مثيلا في التاريخ».

و يستطرد الكاتب فيقول:

«كانت شهادة الحسين تتمة لشهادة أبيه العظيم. و قد يصح أن نقول: ان مأساة كربلاء أضافت الي ماساة الكوفة لونا جديدا، و لولاها لما أحس الناس بأهمية تلك المبادي ء الاجتماعية التي نادي بها علي في حياته. فقد صبغ الحسين مبادي ء أبيه بالدم، و جعلها تتغلغل في أعماق القلوب تغلغلا عميقا...».

و يواصل الكاتب كلامه في الصفحة «387» و يقول: «يحتفل الشيعة في أيامنا هذه بمقتل الحسين أحتفالا ضخما، فهم يذرفون فيه الدمع الغزير و يلدمون الصدور و الظهور، و يجرحون الرؤوس. و لنا أن نقول ان احتفال الشيعة هذا قد


أمسي طقوسيا» الخ.

8- بحث الدكتور علي الوردي في بعض فصول كتابه «دراسة في طبيعة المجتمع العراقي» موضوع التوزيع الطائفي في العراق، و تطرق خلاله الي اشتراك الطائفة السنية مع الشيعة في العزاء الحسيني و مواكبه، فقال مثلا عند اشارته الي التوزيع الطائفي في منطقة ديالي صحفة «236» ما نصه:

«وربما جاز القول بأن التعايش السلمي في منطقة ديالي بين الطائفتين غير قليل و ليس في النادر أن نري محلة سنية تشارك محلة شيعية في بعض مواكبها و مجالسها الحسينية، و قد تشاركها أيضا في تقديس مراقدها و أئمتها».

و عندما تطرق الكاتب الي هذا التعايش في مدن المنطقة الرسوبية في العراق كمدينة الناصرية في الصفحة نفسها قال:

«فأخذوا - أي أفراد الطائفة السنية - يشاركون في مواكب الشيعة، و يحضرون مجالسهم. و ربما أخرج بعضهم مواكب خاصة بهم. و هذا يدل علي أنهم سائرون في سبيل التشيع تدريجيا...» الخ.

ثم يصف الكاتب في الصفحة «237» من كتابه هذه المواكب و يقول:

«فقد اعتاد الشيعة في العشرة الأولي من شهر محرم أن يخرجوا بالمواكب العظيمة احياء لذكري مقتل الحسين. و هذه المواكب تسير في الطرقات و فيها الأعلام و الطبول و البوقات، و تقرأ فيها القصائد العامية الحزينة و تلطم فيها الصدور، أو تضرب الظهور بالسلاسل و في اليوم العاشر تخرج مواكب التطبير...» الخ.

ثم يستطرد الكاتب فيقول:

«و مجالس التعزية، فان كل وجيه أو غني من الشيعة يميل الي اقامة مجلس يقرأ فيه مقتل الحسين لمدة عشرة أيام، خصوصا في شهري محرم و صفر من كل عام. و من يشهد هذه المجالس، و يستمع الي القصائد الحزينة التي يلقيها الخطباء


فيها، والي وصفهم مقتل الحسين و أولاده و اخوته و أقربائه، يحس بالميل الي البكاء...» الخ.

9- جاء في الصفحة «69» من كتاب «السيد محسن الأمين - سيرته - بقلمه و أقلام آخرين» و هو المجلد الأربعون من موسوعته «أعيان الشيعة» عند وصفه بعض عادات النجفين التي شاهدها أثناء اقامته الدراسية في النجف خلال العقد الثاني من القرن الرابع عشر الهجري و وصفه مجالس العزاء و اقامتها فيها من قبل الرجال و النساء قوله:

«و النساء أيضا يجلسن للعزاء منفردات عن الرجال، و لهن نوائح صناعتهن النياحة علي الأموات و علي الحسين عليه السلام في أيام عاشوراء و غيرها، و منهن من تشند الشعر الزجلي ارتجالا و مجالسهن منفردة عن مجالس الرجال، و كانت رئيستهن نائحة تسمي ملا وحيدة - بتشديد الياء - و كانت تنشد الشعر الزجلي للنياحة ارتجالا و لها مجموعة كبيرة من انشائها في الحسين عليه السلام».


پاورقي

[1] ان مراسيم العزاء في يوم عاشوراء تقام في کربلاء وسائر البلدان في العراق، و في الأقطار الاسلامية، و لم تقتصر علي الکاظمية. و مر تفصيل ذلک في الفصول السابقة.