بازگشت

موقف العباسيين من النياحة علي الحسين


بعد اندثار الحكم الأموي حدثت فترة تنفس للشيعة قصيرة، حيث انفسح لهم المجال نوعا ما لزيارة المرقد الشريف بكربلاء و اقامة المناحات حوله، و اظهار حزنهم في العشرة الأولي من محرم، و خاصة في يوم عاشوراء، و اعادة الذكريات الأليمة لهذا اليوم المشؤوم، ولكنها كانت فترة قصيرة حيث لحقتها فترة الحكم العباسي الذي كانت مكافحته للنهضة الحسينية أعظم بكثير من مقاومة الحكم الأموي.

و قد جر الحكم العباسي علي المرقد الشريف في كربلاء و زائرية والوافدين عليه و مقيمي المناحات و المآتم علي الحسين عليه السلام ما لم يجره الأمويون أيام سلطانهم؛ لأن العباسيين الذين لم يتسن لهم قتل الحسين و التمثيل به عمدوا الي النيل من قبره المقدس و مثواه الشريف و الموالين له، فأمعنوا في القبر تخريبا و اهانة، و حالوا ما وسعهم دون اعادة ذكريات مقتله الأليم، و اقامة المآتم و المناحات عليه.

و كان من بين الذين يمكن أن نجعلهم في مقدمة الخلفاء العباسيين في ذلك هو أبوجعفر المنصور الدوانيقي الذي كان أول ما أمر به هو هدم قبر الحسين عليه السلام و منع الزوار من زيارته و اقامة المآتم و المناحات حوله و في الجهات الأخري، بخلاف سلفه أبي العباس السفاح الذي ساير الشيعة كثيرا؛ ليستعين بهم ضد بقايا الأمويين، اذ سمح لهم باقامة شعائرهم و مآتمهم، و بزيارة قبر الحسين عليه السلام، و اقامة


العزاء عند قبره، و في دورهم، و مجتمعاتهم و محافلهم.

كما، أن الخليفة المهدي الذي خلف المنصور قد تساهل مع شيعة علي عليه السلام، و أمر بأن تعاد سقيفة قبر الامام عليه السلام، و فسح المجال للشيعة الموالين لآل البيت بزيارة القبر الكريم، و اقامة المآتم عنده، و في دورهم و مجتمعاتهم، و سهل لهم أمر الشخوص الي القبر الشريف و زيارته.

أما الهادي فنظرا لقلة مدة خلافته لم يرو التارخ شيئا عن سوء معاملته للعلويين، و منعه اقامة المناحة علي قبر الحسين عليه السلام.

و لكن هارون الرشيد الذي خلف المهدي أمر بهدم القبر المطهر، و كرب موضعه، و قص شجرة السدرة التي كانت بجوار القبر من جذورها سنة «171 ه»، و منع اقامة المآتم و المناحات، سواء علي القبر، أو في دور و مجتمعات الشيعة و مجالس العزاء.

و بقيت الحالة علي هذه الوتيرة حتي توفي هارون الرشيد في خراسان و دفن بطوس سنة «193 ه» و أصبح ابنه الأمين يتساهل مع الشيعة الي حدما، وجدد بناء سقيفة قبر الحسين عليه السلام و سمح لهم باقامة المآتم و المناحات علي القبر و غيره.

كما أخذ المأمون يساير الشيعة، و خفف من وطأة الضغط عليهم و سمح تدريجيا للوافدين علي الطف بزيارة قبر الامام الشهيد عليه السلام و اقامة المآتم حوله، كما فسح المجال للشيعة في مختلف البلدان الاسلامية باقامة العزاء و المناحات علي الامام الشهيد في أيام السنة، و خاصة خلال العشرة الأولي من محرم كل سنة.

و في خلاصة المعتصم و الواثق كان العلويون في رخاء و حرية الي حد ما من حيث عدم الضغط عليهم. كما كانت وفود الزوار من شيعة آل النبي صلي الله عليه و آله ترد علي عهديهما جماعات و أفرادا علي قبر الامام الشهيد عليه السلام في كربلاء، و تقوم بدورها في اقامة مجالس العزاء و المناحات علي ذلك القبر الطاهر و علي سائر قبور الشهداء، و عقب هارون الرشيد في مطاردة الشيعة حفيدة المستهتر جعفر المتوكل، الذي


افتتح أعماله في الخلافة بمطاردة شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام و تضييق السبيل عليهم، و منع اقامة أية مناحة أو مأتم علي الحسين الشهيد عليه السلام و هدم قبره الشريف عدة مرات، ثم كربه و حرثه و أسال الماء عليه، و أقام المراصد والمسالح علي السبل المنتهية الي المثوي الطاهر، و حجز زائريه عن زيارته، و عاقبهم بالقتل و التمثيل بهم أفضع تمثيل، كل ذلك علي يد قائده ديزج اليهودي.

و لكن ابنه المنتصر عارض أباه في كل ذلك، بل أعاد قبر الامام الشهيد عليه السلام الي ما كان عليه، و أصلح القبور حوله، و أطلق الحرية للشيعة في زيارة مثوي الامام، و اقامة المآتم و المناحات حوله، و في دورهم و محلات عبادتهم. كما أمر باقامة ميل يستدل به الزائر علي قبر الامام الشهيد.

و في عهده تزايد وفود الزوار و لا سيما العلويون منهم علي زيارة قبر الامام الحسين و اقامة المآتم و العزاء حوله، ثم السكني بجواره.

و كان في مقدمة هؤلاء المجاورين السيد ابراهيم المجاب الضرير الكوفي الجد الأعلي لكثير من الأسر العلوية في العالم. و قد وضع السيد ابراهيم الحجر الأساس لمجالس العزاء و المآتم و المناحات الدائمة علي الامام الحسين حول قبره المطهر، بصورة منتظمة، و بترتيب منسق، و نزل المجاب كربلاء سنة «247 ه».

أما الخلفاء الذين خلفوا المنتصر فكانوا من الضعف و من سوء التدبير و عدم تسلطهم علي السلطة الزمنية بحيث لم يبق لهم حول و لا قوة علي مجريات الأمور، و كانوا يقنعون بلقب الخلافة و ادارة بعض الشؤون و الدينية، و القاء الخطبة باسمهم علي المنابر، أما شؤون الدولة و ادارة البلاد فكانت تسير القهقري، خاصة بعد استفحال نفوذ الأتراك الذين اصطفاهم الخلفاء لدرء بعض الأخطار. ثم أصبحت الأمور بعد ذلك الأمراء البويهيين لمدة «133» سنة، اي من سنة «334 ه» الي سنة «467 ه» ثم انتقلت منهم الي يد السلجوقيين الأتراك لمدة «108» سنة، أي من «467 ه» الي «575 ه»


و من أجل ذلك فقد كانت حرية اقامة العزاء الحسيني تتبع مذهب و سياسة هذه السلطات الحاكمة عمليا في البلاد، كالبويهيين، و السلاجقة الأتراك و غيرهم.

و في عهد الناصر لدين الله الذي ولي الخلافة سنة «575 ه»، والذي أراد أن يعزز شؤون الخلافة و يسترجع السلطة من يد السلاجقة و يعيد هيبتها، فقد تنفس الشيعة الصعداء بعض الشي ء، و أطلقت لهم الحرية في اقامة المآتم و المناحات علي الحسين عليه السلام. وكان هذا الخليفة يعطف علي العلويين، و يمنع ايذاءهم و مطاردتهم قدر الامكان. كما قد أجري اصلاحات كثيرة علي مشهد الامامين عليهماالسلام في الكاظمية، و سمح باقامة العزاء و المآتم، و لا سيما في عشرة عاشوراء في الكرخ ببغداد، و خاصة في المشهد الكاظمي.

و كذا في جاء بعده من الخلفاء، كالظاهر بأمر الله، و المستنصر بالله، الذي آل الأمر اليه سنة «623 ه» و كان مثل جده الناصر مسايرا للشيعة، لا يمانع من اقامة شعائر المناحة علي الامام الشهيد عليه السلام.

أما المستعصم الذي انقرضت علي عهده الخلافة العباسية سنة «656 ه» فكان ضعيف الرأي و السلطان، و كان يساير الشيعة و يظهر ميلا اليهم أحيانا، و يزور قبور أئمتهم و يعتني بها، و يأمر بعمرانها و اجراء الاصلاحات فيها، و يسمح باقامة المناحات و المآتم علي الحسين عليه السلام، كما كان يقع أحيانا تحت ضغط المتعصبين من علماء السنة و حاشيته و خاصة ابنه أبوالعباس أحمد الحاقد علي الشيعة فيتقدم بمنع اقامة المناحة علي الامام الشهيد عليه السلام، و قراءة مقتله يوم عاشوراء بحجة الحيلولة دون نشوب الفتنة بين الطرفين.

و هكذا كان عزاء الحسين و مأتمه رغم جميع المطاردات و المخالفات قائما كل عام في موسمه في شهر محرم الحرام علي عهد الخلفاء العباسين. و انما تختلف ظروفه من حيث التقلص و الاتساع، و القوة و الضعف، كما مر أعلاه و لكنه في جميع


الأحوال كان يزداد تمكنا في النفوس واستقرارا في القلوب.

و بعد أن اتسعت دائرة التشيع صار الموالون لآل الرسول صلي الله عليه و آله يقيمون العزاء باسم «النياحة» أو «الرثاء»، بمشاهد الأئمة عليهم السلام من عترته، أو بمحضر من يوثق بتشيعه و موالاته، أو في المجتمعات العامة و في الأسواق و الشوارع. و قد أصبح اسم النائح في القرن الثالث الهجري و ما بعده علما لمن يرثي الحسين أو يقيم النياحة عليه، و صارت مجتمعات النياحة لا تقام فقط في العراق بل تعدته الي سائر الأقطار الاسلامية، كمصر، و ايران و أنحاء من الجزيرة العربية.

و أنقل فيما يلي بعض المرويات عن مواقف الخفاء العباسيين حيال النياحة علي الحسين، مستقاة من أوثق المصادر، و مرتبة حسب ترتيب السنوات:

1- جاء في الصفحة «184» من موسوعة أعيان الشيعة القسم الأول عند بحثه عن أول قبة أو سقيفه أقيمت علي قبر الحسين عليه السلام من قبل قبيلة بني أسد علي زمن الأمويين قوله:

«و بقيت هذه القبة الي زمن الرشيد فهدمها و كرب موضع القبر، و كان عنده سدرة فقطعها. وقال السيد محمد بن أبي طالب الحسيني الحائري فيما حكي عن كتاب «تسلية الخواطر و زينة المجالس»: و كان قد بني عليه مسجد، و لم يزل كذلك بعد بني أمية و في زمن العباسيين الا علي زمن هارون الرشيد، فانه خربه، و قطع السدرة التي كانت نابتة عنده، و كرب موضع القبر...». و يوجد الي الآن باب من أبواب الصحن الشريف يسمي باب السدرة و لعل السدرة كانت عنده أو بجنبه [1] .


2- في الصفحة «27» من رسالة «نزهة الحرمين في عمارة المشهدين» لمؤلفها السيد حسن الصدر الكاظمي، ما نصه:

«و لم يزل مشهد الحسين عليه السلام معمورا الي أيام الرشيد، أخرج الشيخ محمد بن الحسن الطوسي شيخ الطائفة في أماليه [2] حديث كرب الرشيد قبر الحسين عليه السلام رواه باسناده الي المصفن عن يحيي بن مغيرة الرازي، قال: كنت عند جرير بن عبدالحميد اذ جاء رجل من اهل العراق، فسأله جرير عن خبر الناس. فقال: تركت الرشيد و قد كرب قبر الحسين عليه السلام وأمر أن تقطع السدرة التي فيه فقطعت، فرفع جرير يده الي السماء و قال: الله أكبر، جاءنا فيه حديث عن رسول الله صلي الله عليه و آله أنه قال: لعن الله قاطع السدرة ثلاثا، فلم نقف علي معناه حتي الآن: لأن القصد بقطعة تغيير مصرع الحسين حتي لا يقف الناس علي قبر...».

3- جاء في الصفحة «543» من كتاب «مقاتل الطالبيين» عن معاملة من خلف هارون الرشيد الي عهد المعتصم و الواثق للعلويين، ما نصه:

«وكان آل أبي طالب مجتمعين بسر من رأي في أيامه تدور الأرزاق عليهم حتي تفرقوا في أيام المتوكل...».

و في هامش هذه الصفحة نقلا عن أبي الفداء 39:2 و ابن الاثير 11:7،


ما يلي:

«و لما توفي المعتصم و جلس الواثق في الخلافة أحسن الي الناس، و اشتمل علي العلويين و، بالغ في اكرامهم و الاحسان اليهم، و التعهد لهم بالأموال...»

أقول: لقد بويع الواثق سنة «227 ه» ومات سنة «232 ه»، و كما مر في صدر هذا الفصل: ان هذين الخليفتين قد مهدا السبيل لزوار قبر الحسين في كربلاء، و أزالا عن طريقهم العقبات في اقامة المناحات و المآتم علي الامام الشهيد.

4- جاء في الصفحتين «36 و 37» من المجلد «7» من الكامل لابن الأثير عند ذكر حوادث سنة «236 ه» ما نصه:

«في هذه السنة أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي عليهماالسلام و هدم ما حوله من المنازل و الدور، و أن يبذر و يسقي موضع قبره، وأن يمنع الناس من اتيانه، فنادي بالناس في تلك الناحية: من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة حبسناه في المطبق، فهرب الناس و تركوا زيارته و خرب و زرع. و كان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب عليه السلام و لأهل بيته. و كان يقصد من يبلغه عنه أنه يتولي عليا و أهله بأخذ المال و الدم.

و كان من جملة ندمائه عبادة المخنث، و كان يشد علي بطنه تحت ثيابه مخدة، و يكشف رأسه و هو أصلع، و يرقص بين يدي المتوكل و المغنون يغنون:

قد أقبل الأصلع البطين، خليفة المسلمين.

يحكي بذلك عليا عليه السلام و المتوكل يشرب و يضحك، ففعل ذلك يوما و المنتصر - ابنه - حاضر، فأومأ الي عبادة يتهدده، فسكت خوفا منه. فقال المتوكل: ما حالك؟ فقام و أخبره. فقال المنتصر: يا أميرالمؤمنين: ان الذي يحكيه هذا الكاذب و يضحك منه الناس هو ابن عمك و شيخ أهل بيتك و به فخرك، فكل أنت لحمه اذا شئت و لا تطعم هذا الكلب وأمثاله فيه. فقال المتوكل للمغنين: غنوا جميعا:

غار الفتي لابن عمه - رأس الفتي في حر امه.


فكان هذا من الأسباب التي استحل بها المنتصر قتل أبيه المتوكل.

و قيل: ان المتوكل كان يبغض من تقدمه من الخلفاء المأمون و المعتصم، و المواثق في محبة علي و اهل بيته، و انما كان ينادمه و يجالسه جماعة قد اشتهروا بالنصب و البغض لعلي، منهم علي بن الجهم الشاعر الشامي من بني شامه بن لؤي، و عمرو بن فرخ الرخجي، و أبوالسمط من ولد مروان بن أبي حفصة من موالي بني أمية و عبدالله بن محمد بن داود الهاشمي المعروف بابن أترجه. وكانوا يخوفونه من العلويين، و يشيرون عليه بابعادهم و الاعراض عنهم والاساءة اليهم، ثم حسنوا اليه الوقيعة في أسلافهم الذين يعتقد الناس بعلو منزلتهم في الدين، و لم يبرحوا به حتي ظهر منه ما كان فغطت هذه السيئة جميع حسناته...»

5- قال ابن خلكان ما يلي:

لما هدم المتوكل قبر الحسين في سنة «246 ه» قال البسامي علي بن محمد الشاعر البغدادي المشهور:



تا لله ان كانت أمية قد أتت

قتل ابن بنت نبيها مظلوما



فلقد أتاه بنوأبيه بمثله

هذا لعمرك قبره مهدوما



اسفوا علي أن لا يكونوا شايعوا

في قتله فتتبعوه رميما [3] .



6- جاء في الصفحة «30» من رسالة «نزهة أهل الحرمين» المار ذكرها ما نصه:

و كذلك ما ذكره الملك المؤيد اسماعيل أبوالفداء في تاريخه «مختصر أخبار البشر» قال ما لفظه: ثم دخلت سنة «236 ه» في هذه السنة أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام و هدم ما حوله من المنازل، و منع الناس من اتيانه. انتهي موضع الحاجة من كلامه. و كذلك محمد بن شاكر بن أحمد الكتبي في


«فوات الوفيات» قال ما لفظه:

«و كان المتوكل قد أمر سنة «236 ه» بهدم قبر الحسين عليه السلام و هدم ما حوله من الدور، و أن يعمل مزارع و يحرث، و منع الناس عن زيارته و يبقي صحراء، و كان المتوكل معروفا بالنصب فتألم المسلمون لذلك، و كتب أهل بغداد شتمه علي الحيطان، و هجاء الشعراء»

7- و جاء في الصفحة نفسها من تلك الرسالة: «و في أمالي شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي: أسند مصنفنا عن القاسم بن أحمد بن معمر الأسدي الكوفي، و كان له علم بالسير و أيام الناس. قال: بلغ المتوكل جعفر بن المعتصم أن أهل السواد يجتمعون بنينوي لزيارة قبر الحسين فيصير الي قبره منهم خلق كثير، فأنفذ قائدا من قواده و ضم اليه كثيفا من الجند كثيرا ليكرب قبر الحسين عليه السلام و يمنع الناس عن زيارته و الاجتماع الي قبره، فخرج القائد الي الطف، و عمل ما أمره، و ذلك سنة «237 ه» فنادي أهل السواد له و اجتمعوا عليه، و قالوا: لو قتلنا عن آخرنا لما أمسك من بقي منا عن زيارته، ورأوا من الدلائل ما حملهم علي ما صنعوا، فكتب بالأمر الي الحضرة، فورد كتاب المتوكل الي القائد بالكف عنه و المسير الي الكوفة، مظهرا أن مسيرته اليها في مصالح أهلها، و الانكفاء الي المصر فمضي الامر علي ذلك، حتي اذا كانت سنة «247 ه»، فبلغ المتوكل أيضا مسير الناس من أهل السواد والكوفة الي كربلاء لزيارة قبر الحسين، و أنه قد كثر جمعهم لذلك و صار لهم سوق كبير، فأنفذ قائدا في جمع كبير من جنده، و أمر مناديا ينادي ببراءة الذمة ممن زار قبره، و هدم القبر وحرث أرضه و انقطع الناس عن الزيارة، و عمد علي التتبع لآل أبي طالب و الشيعة، ففعل و لم يتم له ما قدره...» [4] .

8- و جاء في الصفحة «31» من الرسالة نفسها ما عبارته:


«أما المنتصر ابن المتوكل فأمر بعمارة الحائر، و بني ميلا علي المرقد الشريف أيام تملكه، كما نص المجلسي و غيره، و كان تملكه ستة أشهر...»

9- و أورد الطوسي في الأمالي 337: 1 عن عبيدالله بن دانية الطوري ما نصه:

«قال: حججت سنة «247 ه» فلما صدرت من الحج و صرت الي العراق زرت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام علي حال خيفة من السلطان، ثم توجهت الي زيارة قبر الحسين عليه السلام، فاذا هو قد حرث أرضه، و فجر فيها الماء و أرسلت الثيران والعوامل في الأرض، فبعيني و بصري كنت أري الثيران تساق في الارض فتنساق لهم حتي اذا حاذت القبر حادت عنه يمينا و شمالا، فتضرب بالعصي الضرب الشديد فلا ينفع ذلك، و لا تطأ القبر بوجه، فما امكنني الزيارة، فتوجهت الي بغداد و أنا أقول: تا الله ان كانت أمية...» الخ.

أقول: ان هذا الامر كان للمرة الثانية، و كانت المرة الأولي سنة «237 ه»، كما مر.

10- و في الجزء 158: 1 من كتاب المجالس السنية عند ذكر اقدام المتوكل علي حرث قبر الحسين سنة «237 ه» و سنة» 247 ه» و امتناعه في الأولي عن الحرث خشية ثورة الشعب، و اقدامه عليه سنة «247 ه» ما نصه:

«و حتي كانت سنة «247 ه» فبلغ المتوكل ايضا مصير الناس من أهل السواد و الكوفة الي قبر الحسين، أنه قد كثر جمعهم لذلك و صار لهم عون كثير. فأنفذ قائدا في جمع كثير من الجند، وأمر مناديا ينادي: أن برئت الذمة ممن زار قبر الحسين، وأمر بنبش القبر، و حرث أرضه و انقطع الناس عن الزيارة».

الي أن يقول الأمين في المجالس السنية:

«و لما كان بعض المحبين قد حضر لزيارة الحسين حين أمر المتوكل بحرث


القبر الشريف فلم تمكنه الزيارة فتوجه نحو بغداد و هو يقول:



تتبعوكم و راموا محو فضلكم

وخيب الله من في ذلكم طمعا



أني و في الصلوات الخمس ذكركم

لدي التشهد للتوحيد قد شفعا



11- في الصفحة «636» من كتاب «متقابل الطالبين» السالف الذكر ما نصه:

«أيام المنتصر كان المنتصر يظهر الميل الي أهل هذا البيت و يخالف أباه في أفعاله، فلم يجرمنه قتل او حبس و لا مكروه فيما بلغنا، و الله اعلم».

12- وفي الصفحة «75» المجلد السابع من الكامل لابن الاثير، طبع لندن، سنة «1865 م» في تاريخ حياة المنتصر، المتوفي سنة «248»، و معاملته للعلويين ما لفظه:

«كان المنتصر عظيم الحلم، راجح العقل، غزير المعروف، راغبا في الخير، جوادا، كثير الانصاف حسن العشرة، وأمر الناس بزيارة قبر الحسين عليه السلام فأمن العلويين و كانوا خائفين أيام أبيه المتوكل وأطلق وقوفهم، وأمر برد فدك الي ولد الحسن و الحسين ابني علي بن أبي طالب عليه السلام».

13- جاء في الصفحة «186» من كتاب «أعيان الشيعة» المجلد الرابع، القسم الأول ما عبارته:

«و قام بالأمر بعد المتوكل ابنه المنتصر، فعطف علي أبي طالب و أحسن اليهم، و صرف فيهم الأموال وأعاد القبور في أيامه. و ذكر غير واحد من المؤرخين بأنه أمر الناس بزيارة قبر الحسين؛ و اقامة العزاء علي الحسين عليه السلام عليه السلام».

14- جاء في كتاب «يغية النبلاء» المار ذكره ما نصه:

كانت ببغداد نائحة مجيدة حاذقة تعرف بخلب تنوح بقصيدة الناشي ء، فسمعناها في دور بعض الرؤسا لأن الناس اذ ذاك كانوا لا يتمكنون من النياحة


الا بعز سلطان أو سرا لأجل الحنابلة، و لم يكن النوح الا مراثي الحسين و أهل البيت عليهم السلام فقط، من غير تعريض بالسلف.

قال: فبلغنا أن البربهاري قال: «بلغني أن نائحة يقال لها خلب تنوح، اطلبوها فاقتلوها».

أقول: ان البربهاري توفي سنة «329 ه» و كان الحادث أعلاه سنة 323 ه.

15- و في «بغية النبلاء» ايضا صفحة «161» ما نصه:

«قال: الخالع... قال: كنت مع والدي سنة «346 ه» و أنا صبي في مجلس الكبوذي، في المسجد الذي بين الوارقين و الصاغة ببغداد، و هو غاص بالناس،و اذا رجل قد وافي و عليه مرقعة، و بين يديه سطحية، و ركوة، و معه عكاز، و هو شعث، فسلم علي الجماعة بصوت رفيع، ثم قال: أنا رسول فاطمة الزهراء صلوات الله عليها. فقالوا: مرحبا بك و أهلا و رفعوه. فقال: أتعرفون لي أحمد المزوق النائح؟ فقالوا: ها هو جالس. فقال: رأيت مولاتنا عليهاالسلام في النوم فقالت لي: امض الي بغداد و أطلبه و قل له: نح علي ابني بشعر الناشي ء الذي يقول:



بني أحمد قلبي لكم يتقطع

بمثل مصابي فيكم ليس يسمع



و كان الناش ء حاضرا فلطم لطما عظيما علي وجهه، و تبعه المزوق و الناس كلهم، و كان أشد الناس في ذلك الناشي ء ثم المزوق، ثم ناحوا بهذه القصيدة في ذلك اليوم الي أن صلي الناس الظهر و تقوض المجلس و جهدوا بالرجل أن يقبل شيئا منهم فقال: و الله لو أعطيت الدنيا ما أخذتها، فانني لا أري أن أكون رسول مولاتي عليهاالسلام ثم آخذ عن ذلك عوضا، و انصرف و لم يقبل شيئا قال: و من هذه القصيدة، و هي بضعة عشر بيتا:



عجبت لكم تفنون قتلا بسيفكم

و يسطو عليكم من لكم كان يخضع



كأن رسول الله أوصي بقتلكم

و أجسامكم في كل ارض توزع



أقول: أما الناشي ء فهو علي بن عبدالله بن وصيف، أبوالحسن، المولود سنة


«271 ه»، و المتوفي سنة «365 ه» و المدفون في مقابر قريش -الكاظميين - و كان يعمل الصفر و يخرمه، وله فيه صنعة بديعة، و كان شاعرا يمدح أهل البيت فسمي شاعر أهل البيت.

16- جاء في «ارشاد الأريب» لمؤلفه ياقوت الحموي، صفحة «335» المجلد «5» ما نصه:

«و حدثنا الخالع قال: اجتزعت بالناشي ء يوما و هو جالس في السراجين. فقال لي: قد عملت قصيدة و قد طلبت، و أريد أن تكتبها بخطك حتي أخرجها. فقلت: أمضي في حاجة و أعود، و قصدت المكان الذي أردته و جلست فيه، فحملتني عيني فرأيت في منامي أباالقاسم عبدالعزيز الشطرنجي النائح، فقال لي: أحب أن تقوم فتكتب قصيدة الناشي ء البائية، فانا قد نحتاجها بالمشهد، و كان هذا الرجل قد توفي و هو عائد من الزيارة، فقمت و رجعت اليه و قلت: هات البائية حتي أكتبها فقال: من أين علمت أنها بائية و ما ذكرت بها أحدا؟ فحدثته بالمنام، فبكي، و قال: لا شك أن الوقت قد دنا فكتبتها، و كان أولها:



رجائي بعيد و الممات قريب

و يخطي ء ظني و المنون تعيب



و هي في رثاء الامام الشهيد عليه السلام»

17- جاء في كتاب «الأنوار الحسينية» لمؤلفه الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء قال:

«زار كربلاء الشريف الرضي سنة «386 ه» و شاهد قوما يبكون و يتضرعون عند قبر الحسين عليهالسلام فهرول اليهم و أخذ يرثي الحسين بقصيدته المشهورة».

18- روي صاحب كتاب «القمقام» فرهاد ميرزا بسنده عن الشيخ ابن حكيم عبدالله بن ابراهيم، جامع ديوان الرضي قال: زار الشريف الرضي كربلاء لآخر مرة، ورثي الحسين عند قبره بقصيدة مشهورة، و هي آخر ما أنشده من


الشعر، فلذا لم تثبت في ديوانه فنثبت مطلعها:



كربلا لا زلت كربا و بلا

ما لقي عندك آل المصطفي



كم علي تربك لما صرعوا

من دم سال و من دمع جري



أقول: و للسيد الرضي هذه الأبيات في بكاء الحسين:



لو رسول الله يحيي بعده

قعد اليوم عليه للعزا



يا رسول الله لو عاينتهم

و هم ما بين قتل و سبا



لرأت عيناك منهم منظرا

للحشي شجوا و للعين قذا



19- نقل كتاب «المواكب الحسينية» لمؤلفه عبدالرزاق الحائري الاصفهاني، عن كتاب «عمدة الأخبار» صفحة «43» ما نصه:

«ان السيد المرتضي رحمة الله زار الحسين بكربلاء في يوم عاشوراء سنة «396 ه» مع جمع من أصحابه و تلامذته، فوجد هناك جمعا من الأعراب يضربون علي الخدود، و يلطمون علي الصدور، و ينوحون و يبكون، فدخل معهم السيد مع تلامذته و هو يلطم علي صدره ورأوه ينشد:

«كربلا لا زلت كربا و بلا...» الي آخر القصيدة المنظومة من قبل أخيه الشريف الرضي».

20- جاء في حوادث سنة «401 ه» من كتاب «مرآة الجنان و عبرة اليقظان» لمؤلفه اليافعي، في أول الجزء الثاني منه، ما نصه:

«ان القادر بالله العباسي أبطل عاشوراء الرافضة، و أباد الحرامية و الشطار».

21- جاء في «تاريخ المشهد الكاظمي» لمؤلفه الشيخ محمد حسن آل ياسين، ما نصه:

«و في سنة (441 ه) منع الشيعة من اقامة ما جرت العادة بفعله يوم عاشوراء في المشهد الكاظمي و غيره، و حدثت علي أثر ذلك فتنة كبري، لعلها


كانت مفتاح الفتن التي ستأتي الاشارة اليها...».

و قد أيد هذا الحادث كتاب «تاريخ الامامين الكاظميين» لجعفر نقدي.

22- جاء في الصفحة «70» من كتاب «عمران بغداد» لمؤلفة السيد محمد صادق الحسيني (نشأة) ما يلي:

«منع النوح علي آل البيت و نتائجه. و في سنة «442 ه» منع أهل الكرخ عن ايتان ما جرت عادتهم بفعله يوم عاشوراء، من النوح علي الامام الحسين عليه السلام فلم يقبلوا، فجرت بينهم و بين السنة فتنة عظيمة، قتل فيها كثير من الناس، و لم ينفصل الشر بينهم حتي عبر الأتراك الكرخ و خربوا خيامهم هناك».

23- يروي ابن الجوزي في «المنتظم» المجلد التاسع، صفحة «207» ما عبارته:

«ان دبيس بن صدقة بن منصور الأسدي زار قبر الحسين في كربلاء سنة «513 ه» و كان شجاعا، أديبا، شاعرا، ملك الحلة بعد والده و حكمها زهاء «17» عاما، قتل سنة «529 ه» بتحريض السلطان مسعود السلجوقي. و لما ورد كربلاء دخل الي الحائر السحيني باكيا حافيا، متضرعا الي الله أن يمن عليه بالتوفيق و ينصره علي أعدائه، و لما فرغ من مراسم الزيارة أمر بكسر المنبر الذي كان يخطب عليه باسم الخليفة العباسي عند صلاة الجمعة، قائلا: لا تقام الحائر الحسيني صلاة الجمعة، و لا يخطب هنا لأحد».

24- جاء في الصفحة «96» من كتاب «تاريخ كاظمين» المار ذكره بعد ذكر حادث عودة الخليفة المسترشد بالله من التنكيل بدبيس بن صدقة الي بغداد، ما تعريبه عن اللغة الفارسية:

«و عند وصول الخليفة الي بغداد أقام سلطانها المهرجانات و الأفراح لذلك، و قد صادف يوم دخوله بغداد يوم العاشر من محرم سنة «517 ه» - «1123 م» واقامة مراسم العاشوراء و العزاء الحسيني من قبل الشيعة علي فاجعة كربلاء. و قد


استغل الرعاع من أهالي بغداد هذه المناسبة و قيام الشيعة بأداء شعارات أحزانهم و ما اعتادوا عليه من اقامة المأتم الحزين، فتوجهوا نحو المشهد الكاظمي و دخلوه عنوة و شرعوا في نهب محتوياته الثمينة...».

25- في الصفحة «86» من كتاب «عمران بغداد» السالف الذكر ما نصه:

«أما الحوادث الداخلية المهمة التي حدثت في عهد الناصر ببغداد فهي: أن الشيعة أخذت بالظهور شيئا فشيئا، حتي عادوا باقامة المأتم بأمر الوزير هبة الله بن علي».

أقول: ان الخليفة الناصر لدين الله حكم من سنة «575 ه» الي سنة «622 ه».

26- و في كتاب «الحوادث الجامعة» لابن الفوطي، صفحة «152» و «155» قال:

«و في سنة «640 ه» حدث حريق في مشهد سامراء فأتي علي ضريحي الهادي و الحسن العسكري عليهماالسلام فتقدم الخليفة المستنصر بالله بعمارة المشهد المقدس و الضريحين الشريفين واعادتهما الي اجمل حالاتهما...» الخ.

أقول: توفي المستنصر في «10» جمادي الثانية سنة «640 ه»

27- و في الصفحة «185» من الكتاب نفسه يقول: «و في 17 رجب سنة 641 قصد المستعصم مشهد موسي بن جعفر عليهماالسلام و كان يوما مطيرا، و نزل عن مركوبه من باب سور المشهد، و انحدر في 4 شعبان الي زيارة سلمان رحمه الله».

و في الصفحة «244» منه: «ان المستعصم أمر سنة «647 ه» بعمارة سور مشهد موسي بن جعفر علهيماالسلام».

و في الصفحة «257» منه: «ان المستعصم زار النجف بعد أن لبس سراويل الفتوة من أميرالمؤمنين عليه السلام فلبس الخليفة السراويل عند الضريح الشريف، و ذلك سنة 649 ه».


28- جاء في «حوادث الجامعة» أيضا، صفحة «183» ما نصه:

«و في سنة 641 تقدم المستعصم، الي جمال الدين عبدالرحمن بن الجوزي المحتسب، بمنع الناس من قراءة المقتل في يوم عاشوراء و الانشاد به في سائر المحال بجانبي بغداد، سوي مشهد موسي بن جعفر عليهماالسلام».

و في الصفحة «248» منه أيضا يقول: «و في محرم سنة «648 ه» تقدم المستعصم بمنع أهل الكرخ و المختارة من النياحة و الانشاد، و قراءة مقتل الحسين، خوفا من تجاوز ذلك الي ما يؤدي الي وقوع الفتنة...»

29- جاء في الصفحتين «115 و 116» من كتاب «تاريخ كاظمين» باللغة الفارسية، لميرزا عباس فيض ما ترجمته:

«و الذي ساعد علي انتشار العمران في المشهد الكاظمي هو اقبال البغداديين علي السكني هناك، علي عهد الخليفة المستعصم بالله؛ لأن هذا الخليفة كان قد أوعز الي جمال الدين عبدالرحمن بن يوسف الجوزي بأن يمنع اقامة العزاء الحسيني و المأتم علي الامام الشهيد عليه السلام في جميع أنحاء البلاد عدا المشهد الكاظمي، حيث أطلق الحرية لسكانه باقامة الحداد الذي اعتادوا عليه، و النياحة علي الحسين عليه السلام. و هكذا منع الشيعة في بغداد حتي عن قراءة المقتل و انشاد قصائد الرثاء و اقامة النياحات و العزاء بصورة علنية؛ لذلك انتقل كثير من هولاء الشيعة الي المشهد الكاظمي و استوطنوه، حيث كانت الحرية قد أطلقت فيه لاقامة هذا المأتم، و حتي أن كثيرا من سكان سائر مدن العراق كانوا يفدون علي هذا المشهد في شهري محرم و صفر من كل سنة للاشتراك في الأحزان الحسينية، و يمكثون فيه طيلة هذين الشهرين».

30- جاء في كتاب «التشيع والشيعة» المار ذكره، ما نصه:

«وكان الكرخ في بغداد علي عهد العباسيين و بعدهم محلة الروافض، و كانوا قد كثروا فيها فأخذوا يبارون العامة في الاحتفال بالمراسم و الاعياد، و بنوا علي


قبور أئمتهم في النجف و كربلاء و الكرخ و سامراء، و جعلوها مشاهد و مزارات، و اتخذوا اقامة النياحات علي الحسين أيام عاشوراء سنة لهم».

31- جاء في الصفحة «176» من مجلة «تاريخ اسلام» باللغة الفارسية العدد المؤرخ محرم «1388 ه» عند ذكر المدعو أبوالعباس أحمد، الابن الأكبر للخليفة المستعصم، آخر الخلفاء العباسيين و ولي عهده و حقد هذا علي الشيعة ما ترجمته:

«و كان الكثير من ملازمي أبي العباس بن المستعصم يلقنونه باستمرار بلزوم ايذاء الشيعة في بغداد و الاضرار بهم، حتي أدي الأمر الي أن يخرج من حالته الطبيعية و أصبح كشعلة نار ضد الشيعة، و أوعز خلافا لمشيئة أبيه الي فرقة من الجيش المدجج بالسلاح بالاغارة علي محلة الشيعة في الكرخ، حيث أوغلوا في قتل الرجال و النساء و الشيوخ و الاطفال و سلب أموالهم و نهبها، و حتي أن الجنود أسروا كثيرا من الهاشميات في هذه المحلة و سبوهن الي أماكن لم يعلم بها أحد».



پاورقي

[1] أقول: أن الحي المجانب لباب السدرة في کربلاء هو الحي الذي تقع فيه بيوتنا «أسرة الشهرستاني» منذ أکثر من «240»سنة لأن جدنا الأعلي السيد الميرزا محمد المهدي الموسوي الشهرستاني المتوفي في 12 صفر 1216 ه، بعد هجرته في طفولته من اصفهان الي کربلاء حوالي سنة 1150 ه، استوطن هذه المدينة و سکن هذا الحي الذي کان يعرف بحي آل عيسي، و ابتاع فيها بستان السيد بهاء الدين بموجب وثيقة البيع الرسمية، المؤرخة سنة 1188 ه، و قسمها الي بيوت سکنها و هو و أولاده و أحفاده. و هي لا زالت في تصرفنا. و أهمها الدار الکبيرة التي، أوقفتها و المرحوم والدي الحاج السيد ابراهيم الشهرستاني في حياته و جعلناها «حسينية الشهرستاني». و تقع في احدي هذه الدور بئر عميقة جدا يقال انها کانت قد حفرت منذ السنوات الأولي التي أخذت وفود الزوار و البکائين تفد علي قبر الامام للاستفادة منها. کما أن بجنبها سدرة قد يتجاوز عمرها ال «500» سنة. و تبعد هذه الدور بضع عشرات من الأمتار فقط عن القبر الشريف. و يفصلها في الوقت الحاضر عن المشهد المطهر شارع فقط. و هذه الحسينية يقام فيها مأتم الامام الشيهد علي طول السنة، و خاصة في محرم و صفر و شهر رمضان من کل سنة.

[2] امالي الطوسي: 333.

[3] وفيات الاعيان لابن‏خلکان 365: 3.

[4] امالي الطوسي 337: 1.