بازگشت

حزن الامام الرابع زين العابدين


وقد شهد الأمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين وسيد الساجدين مصرع أبيه وأخوته وبني عمه وأصحاب أبيه وغيرهم وتجرع الغصص والغم والألم من هذه المشاهد المفجعة. ثم قاسي مرارة الأسر ولم تنقطع عبرته علي ذلك مادام حياً.

1- جاء في الصفحة (82) من كتاب (زين العابدين) تأليف عبد العزيز سيد الأهل ما عبارته عند ذكر ورع الإمام: (بل كان كلما جاء وقت الطعام وفتحت مصاريع الأبواب للناس ووضع طعامه بين يديه دمعت عيناه. فقال له أحد مواليه ذات مرة: يا ابن رسول الله، أما آن لحزنك أن ينقضي؟ فقال له زين العابدين: ويحك أن يعقوب (عليه السلام) كان له اثنا عشر ابناً فغيب الله واحدا منهم فابيضت عيناه من الحزن وكان ابنه يوسف حياً في الدنيا. وأنا نظرت إلي أبي، وأخي وعمي، وسبعة عشر من أهل بيتي، وقوماً من أنصار أبي مصرعين حولي، فكيف ينقضي حزني؟..).

أقول: وقد نقل هذا الحديث كل من العاملي في (أعيان الشيعة) وابن شهر


اشوب في بعض مؤلفاته. [1] .

2- روي ابن قولويه في (الكامل) بسنده قال: (أشرف مولي لعلي بن الحسين وهو في سقيفة له ساجد يبكي فقال له:

(يا علي بن الحسين، أما آن لحزنك أن ينقضي؟ فرفع رأسه إليه. فقال: ويلك أما والله لقد شكا يعقوب إلي ربه من أقل مما رأيت، حين قال: يا أسفاً علي يوسف. وإنه واحداً وأنا رأيت أبي وجماعة من أهل بيتي يذبحون حولي). [2] .

ولقد نقل هذه الروايات وأمثالها عن الإمام زين العابدين كثير من كتب الحديث وغيرها مع تغير طفيف في العبارة.

3- وروي أيضاً كما في (أعيان الشيعة) أن الإمام علي بن الحسين بكي حتي خيف علي عينيه. وكان إذا أخذ ماء بكي حتي يملأها دماً. فقيل له في ذلك، فقال: كيف لا أبكي وقد منع أبي من الماء الذي كان مطلقاً للسباع والوحوش. وقيل له: أنك لتبكي دهرك، فلو قتلت نفسك لما زدت علي هذا. فقال: نفسي قتلتها وعليها أبكي.

4- نقل كتاب (إقناع اللائم) [3] رواية عن ابن قولويه في كامله بسند معتبر عن أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) (إنه قال: ما اختضبت منا امرأة، ولا أدهنت، ولا اكتحلت، ولا رجلت حتي أتانا رأس عبيد الله بن زياد. وما زلنا في عبرة بعده. وكان جدي علي بن الحسين (عليه السلام) إذا ذكره بكي حتي تملأ عيناه لحيته، وحتي يبكي لبكائه رحمة له من رآه، وإن الملائكة الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كل من في الهواء والسماء من الملائكة...)


إلي أن قال (عليه السلام): (وما من عين أحب إلي الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه وما من باك يبكيه إلا وقد وصل فاطمة وأسعدها عليه، ووصل رسول الله (صلي الله عليه وآله) وأدي حقنا. وما من عبد يحشر إلا وعيناه باكية إلا الباكي علي جدي، فإنه يحشر وعينيه قريرة، والبشارة تلقاه والسرور علي وجهه). [4] .

5- وفي (إقناع اللائم) [5] أيضاً برواية عن ابن شهر أشوب في مناقبه عن الإمام الصادق (عليه السلام) إنه قال:

(عاش [6] علي بن الحسين أربعين [7] سنة وما وضع طعام بين يديه إلا وبكي، حتي قال له مولي له: جعلت فداك، يا ابن رسول الله، إني أخاف أن تكون من الهالكين، قال (عليه السلام)، إنما أشكو بثي وحزني إلي الله وأعلم من الله مالا تعلمون. إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة...). [8] .

6- جاء في الصفحة (146) من كتاب (المجالس السنية) ما عبارته:

(وعن الصادق (عليه السلام) إنه بكي علي أبيه الحسين أربعين سنة، صائماً نهاره، قائماً ليله، فإذا أحضر الإفطار وجاء غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه، فيقول: كل يا مولاي [9] فيقول: قتل ابن رسول الله جائعاً. قتل ابن رسول الله عطشاناً، فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتي يبل طعامه من دموعه، ثم يمزج شرابه بدموعه. فلم يزل كذلك حتي لحق بالله عز وجل).

7- جاء في الصفحة (146) من الكتاب نفسه ما لفظه:

(قال الصادق (عليه السلام): البكاءون خمسة، آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت


محمد، وعلي بن الحسين ـ إلي أن يقول (عليه السلام): وأما علي بن الحسين (عليهما السلام) فبكي علي أبيه الحسين أربعين سنة، وما وضع طعام بين يديه إلا بكي حتي قال له مولي له: جعلت فداك، يا ابن رسول الله، أني أخاف عليك أن تكون من الهالكين. قال: إنما أشكو بثي وحزني إلي الله وأعلم من الله مالا تعلمون. أني لم أذكر مصرع ابن فاطمة إلا خنقتني العبرة).

8- وجاء في الصفحة (147) من نفس الكتاب ما عبارته: (روي إنه كان إذ أحضر الطعام لإفطاره ذكر قتلاه وقال: واكرباه [10] ، يكرر ذلك. ويقول: قتل ابن رسول الله خائفاً. قتل ابن رسول الله عطشاناً حتي يبل بالدموع ثيابه. وحدث مولي له، أنه مر [11] يوماً إلي الصحراء قال: فتعقبته [12] فوجدته قد سجد علي حجارة خشنة. وقفت وأنا أسمع شهيقه وبكاءه وأحصيت عليه ألف مرة وهو يقول: لا إله ألا الله حقاً حقا. لا إله إلا الله تعبداً ورقاً. لا إله إلا الله إيماناً وتصديقاً. ثم رفع رأسه من سجوده وإذا لحيته ووجه قد غمرا بالماء من دموع عينه. [13] .

فقلت: يا سيدي، أما آن لحزنك أن ينقضي،ولبكائك أن يقل؟ فقال لي:ويحك..) إلي آخر القصة التي مر ذكرها.

جاء في الصفحة (249) من موسوعة (أعيان الشيعة) المجلد (4) القسم الأول، عند ذكر شعر الإمام زين العابدين هذه الأبيات:



نـحــن بـنــوا الــمـصـطفي ذو غصص

يـجـرعـهـــا فـــي الأنـــام كــاظـمـنـــــا



عـظـــيــمــة فــي الأنـــام مــحـنـتـنـــــا

أولـــــــنـــــا مــبــتــلـــي وآخـــرنــــــا






يــــفــــرح هـــــذا الـوري بـــعــيــدهـم

ونـــــــــحــــن أعـــيــــادنــــا مـآتـمنــا



والـــنــاس فـي الأمـــن والـسرور وما

يــــأمـــن طـــــول الـــزمـــان خـائـفـنا



ومـا خـصـصنا به من الشـرف الـطائل

بــــــيــــــن الأنـــــــــــــام آفـــــتـــنــــا



يـــحــــكم فـــيـنـــا والـحـكـم فــيـه لـنـا

جـــــاحـــدنـــا حـــقـنـــا وغــــاصـبـنـا



10- وفي الصفحة (107) من كتاب (إقناع اللائم) ما عبارته:

(روي عن علي بن إبراهيم في (تفسيره) [14] ، وابن قولويه في (الكامل) [15] ، والصدوق في (ثواب الأعمال) [16] بأسانيدهم: إن الإمام الخامس الباقر (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين يقول: أيما مؤمن دمعت عينيه لقتل الحسين بن علي دمعة حتي تسيل علي خده [17] لأذي مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله مبوأ صدق في الجنة...).

11- وروي في الكامل بسنده عن أبي جعفر الصادق (عليه السلام) قال (كان علي بن الحسين يقول من ذكر الحسين عنده فخرج من عينه من الدمع مقدار جناح ذباب كان ثوابه علي الله عز وجل ولم يرض له بدون الجنة..). [18] .

12- جاء في الصفحة (645) من (موسوعة آل النبي) عند ذكر اسم الإمام زين العابدين في سلسلة أسماء البكائين ما نصه: (ويضاف اسمه - أي اسم زين العابدين - إلي أسماء البكائين فيقال: وبكي زين العابدين أباه الحسين...).



پاورقي

[1] مناقب ابن شهر آشوب 166:4.

[2] کامل الزيارات: 107.

[3] اقناع اللائم: 98.

[4] کامل الزيارات: 81.

[5] اقناع اللائم: 94.

[6] في المصدر (بکي).

[7] في المصدر (عشرين).

[8] مناقب ابن شهر آشوب 165:4.

[9] ليس في المصدر «کل يا مولاي».

[10] في المصدر (واکربلاه).

[11] في المصدر (برز).

[12] في المصدر (فتبعته).

[13] في المصدر (عينيه).

[14] تفسير علي بن ابراهيم 291:2.

[15] کامل الزيارات لابن قولويه: 100.

[16] ثواب الاعمال للصدوق: 83.

[17] في التفسير زيادة (بواه الله بها في الجنة غرفاً يسکنها أحقابا، و أيما مؤمن دمعت عيناه دمعاً حتي تسيل علي خده لأذي...).

[18] کامل الزيارات: 100.