بازگشت

بكاء الأئمة علي الحسين


أما حزن الأئمة (عليهم السلام) من أولاد الحسين (عليه السلام) وذريته وسائر العلويين، ونياحتهم عليه في سرهم وعلنهم، وفي محافلهم الرسمية ومجالسهم الخاصة، وفي دورهم وأنديتهم ودواوينهم. فحدث عنها ولا حرج، حيث أنها لم تنقطع، بل استمرت استمرار حياتهم. ولقد تحدثت الروايات وتناقلت الأسفار والكتب عن ذلك بوفرة وكثرة منها: ما ذكرته عن بكاء وحزن الإمام الرابع علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين مدة أربعين سنة عاشها بعد استشهاد والده المظلوم، وبكاء الإمام الصادق (عليه السلام) لمصيبة جده الشهيد واستنشاده الشعر في رثائه. وكذا الإمام الكاظم (عليه السلام) الذي كان لا يري ضاحكاً إذا أقبل شهر محرم الحرام، وكان يري كئيباً حزيناً في العشرة أيام الأولي من هذا الشهر. وهكذا الإمام الرضا (عليه السلام) وغيرهم من الأئمة.

وها أني أنقل تالياً ما روي عن حزن الأئمة ونياحهم وبكائهم علي جدهم الحسين الشهيد (عليه السلام)، وحثهم أسرهم وشيعتهم المفجوعين بإحياء هذه الذكري الأليمة والمأساة العظمي باستشهاد الإمام الحسين وصحبه الميامين يوم العاشر من محرم سنة (61)هـ.

قال السيد محسن الأمين العاملي في الصفحة (93) من تأليفه (إقناع اللائم)


عند بحثه عن نياحة الأئمة (عليهم السلام) علي جدهم الشهيد ما نصه:

(أما أنهم - أي الأئمة - بكوا علي الحسين، وعادوا مصيبته أعظم المصائب وأمروا شيعتهم ومواليهم وأتباعهم بذلك، وحثوا عليه، واستنشدوا الشعر في رثائه، وبكوا عند سماعه، وجعلوا يوم قتله يوم حزن وبكاء. وذموا من اتخذه عيداً وأمروا ترك السعي فيه في الحوائج، وعدم ادخار شيء فيه. فالأخبار مستفيضة عنهم، تكاد تبلغ حد التواتر رواها عنهم ثقات شيعتهم ومحبيهم بأسانيدها المتصلة إليهم...).