بازگشت

مدينة الرسول تنحب الحسين و آله


أما في مدينة الرسول (صلي الله عليه وآله) فيذكر التاريخ وتؤكد الروايات بأن عبيد الله بن زياد بعد أن كتب من الكوفة إلي يزيد في الشام يخبره بمقتل الإمام (عليه السلام) وتسلمه جواب يزيد بإيفاد الأسري والسبايا ومعهم الرؤوس إليه في الشام، بادر يزيد حالاً بإرسال عبد الملك بن حارث السلمي إلي عمرو بن سعيد بن العاص المعروف بالأشدق وكان والي المدينة، وحاكمها، وعامل يزيد فيها، وأمره بأن يبشره بمقتل الإمام الحسين (عليه السلام) وآله وصحبه. وفيما يلي بعض الروايات التي تحدثنا عن تفاصيل هذا الأمر:

1- جاء في (إرشاد) المفيد ما نصه:

(أنفذ يزيد عبد الملك بن أبي الحديث السلمي إلي المدينة ليخبر عمرو بن سعيد بن العاص عامله علي المدينة بقتل الحسين، فيقول عبد الملك [1] :

لما دخلت علي عمرو بن سعيد قال: ما وراءك؟ فقلت: ما يسر الأمير، قتل


الحسين بن علي. فقال: أخرج فناد بقتله. فناديت، فلم أسمع [2] واعية قط مثل واعية بني هاشم في دورهم علي الحسين بن علي حين سمعوا النداء بقتله ثم يستطرد فيقول:

وخرجت أم لقمان زينب بنت عقيل بن أبي طالب (رحمة الله عليهم) حين سمعت نعي الحسين حاسرة، ومعها أخواتها أم هاني، وأسماء، ورملة، وزينب بنات عقيل بن أبي طالب تبكي قتلاها في الطف، وهي تقول:



مــــاذا تــــقولون إذا قــــال النبي لـكم

مــــــاذا فــــعــلــتم وأنــــتـم آخر الأمم



بــــعــــترتي وبــــــأهلي بـــعد مفتقدي

مــــــنهم أســـاري وقتلي ضرجوا بدم



مــــا كــــان هذا جزائي إذ نصحت لكم

أن تــــخـلفوني بسوء في ذوي رحمي [3] .



2- تقول الدكتورة بنت الشاطئ في كتابها (سكينة بنت الحسين) صفحة (68) عند الإشارة إلي وصول السبايا إلي المدينة عام 61 هـ ما نصه:

(وضجت المدينة بسكانها وهي تستقبل بقايا الركب الحسيني الذي ودعته منذ قليل.

وبرزت النساء- كل النساء- صارخات باكيات، وخرجت عقيلات بني هاشم من خدورهن حاسرات الوجوه، يندبن في لوعة: واحسيناه، واحسيناه.

ولم تبق في المدينة دار إلا وبها مأتم، ولبثت مناحة الشهداء هناك قائمة أياماً وليالي، حتي جفت المآقي من طول ما سكبت من دمع، وحتي ضحلت الحلق من طول ما أجهدها النواح..).

وتستطرد الدكتورة بنت الشاطئ فتقول: (وفي المدينة أقامت الرباب بنت أمرئ القيس زوجة الحسين المأتم عليه، وبكت النساء معها حتي جفت دموعها، ولما أعلمتها بعض جواريها بأن السويق يسيل الدمعة أمرت أن يصنع السويق، وقالت إنها تريد أن تقوي علي البكاء، وقد خطبها بعد الحسين الإشراف، فأبت وقالت ما كنت لأتخذ حماً، أي أقارب الزوج.. وهكذا بقيت الرباب سنة بعد


الحسين لم يظلها سقف بيت حتي بليت وماتت).

3- جاء في الصفحة (508) من كتاب (أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام) المار ذكره بعد وصف السبايا من الشام إلي المدينة ما نصه: (فلما خلوا المدينة خرجت امرأة من بني عبد المطلب، ناشرة شعرها، واضعة كمها علي رأسها، تلقاهم وهي تبكي وتنشد:(ماذا تقولون أن قال النبي لكم..) إلي أخر الأشعار المارة الذكر.

4- وقد نقل صاحب كتاب (إقناع اللائم) هذا الحادث بالنص التالي: (وفي تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي الحنفي قال الواقدي: لما وصل الرأس- رأس الحسين- إلي المدينة والسبايا، لم يبق بالمدينة أحداً وخرجوا وهم يضجون بالبكاء وخرجت زينب بنت عقيل بن أبي طالب تصيح: واحسيناه، واأخوياه، واأهلاه، وامحمداه ثم قالت:



مــــــاذا تــقولون إذا قــــال الـنبي لكم

مــــــــاذا فــــــــعلــتم وأنتــم أخر الأمم



بــــأهــــل بــــيــتي وأولادي أمــــا لكم

عـــــــهد أما تــــوفون بــــالــذمــــــــم



ذريــــتــي وبنــــو عــــمي بــــمضيعة

مــنــهــم أســاري ومـنهم ضرجوا بدم



مــــا كــان هــذا جزائي إذ نصحت لكم

إن تــــخـلفوني بسوءٍ في ذوي رحمي [4] .



5- في الصفحة (107) من (المجالس السنية) ما لفظه: (وكانت أم البنين- وهي فاطمة بنت حزام الكلابية، أم العباس وأخوته: عبد الله، وجعفر، وعثمان، الذين قتلوا مع أخيهم الحسين يوم عاشوراء - أم هؤلاء الأخوة الأربعة- بعد قتلهم تخرج كل يوم إلي البقيع في المدينة، وتحمل معها عبيد الله بن ولدها العباس فتندب أولادها الأربعة خصوصاً أشجي ندبة وأحرقها، فيجتمع الناس يستمعون بكاءها وندبتها، وكان مروان بن الحكم علي شدة عداوته لبني هاشم فيمن يجيء


فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي. فلما كانت ترثي به قولها في أولادها الأربعة:



لا تــــــدعــيــنــي ويــــك أم الــــبــنين

تــــــــذكــــريــــني بــلــــــيوث العرين



كــــــانت بنــــــون لــــــي أدعـــي بهم

والــــــــــيوم أصــبــحت ولا مـن بنين



أربــــــــعة مــــــثل نســــــور الـــربي

قــــــــد واصــــلوا الموت بقطع الوتين



تنــــــازع الخرصــــــــان أشـــــــلائهم

وكــــلــهــم أمــــســي صـــريعاً طعين



يــــــا لــــيت شــــــعري أمــــا أخبروا

بــــــــأن عــــــبــــاســاً قــطــيع اليمين



وفي الصفحة (109) من الكتاب نفسه ما عبارته: (وروي عن علي بن الحسين (عليه السلام) أنه نظر يوماً إلي عبيد الله بن العباس بن علي فاستعبر....).

6- جاء في الصفحة (144) من كتاب (المجالس السنية) أيضاً ما نصه:

(قال بشير بن جذلم، وكان من جملة ركب الأساري، والسبايا، معروفاً بقرض الشعر بأنه حينما وصل ركب السبايا والأسري ضواحي المدينة المنورة قال لي الإمام زين العابدين (عليه السلام): أدخل المدينة وانع أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) قال بشير: فركبت فرسي وركضت حتي دخلت المدينة، فلما بلغت مسجد النبي رفعت صوتي بالبكاء، وأنشدت أقول:



يــا أهــل يــثــــرب لا مــقــــام لــــكــم

قتــــــل الحســـين فــادمــعــي مــدرارا



الجســــــم منــــــه بــكربــلاء مضـرج

والرأس مــنه عــلي القنــــاة يــــــدارا



ثم قلت يا أهل المدينة:

هذا علي بن الحسين مع عماته وأخواته قد حلوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم، وأنا رسوله إليكم أعرفكم مكانه. قال بشير: فما بقيت في المدينة مخدرة ولا محجبة إلا برزن من خدورهن وهن يدعين بالويل والثبور، ولم يبق في المدينة أحد إلا وخرج وهم يضجون بالبكاء، فلم أر باكياً أكثر من ذلك اليوم، ولا يوماً أمر علي المسلمين منه بعد وفاة رسول الله وسمعت جارية تنوح علي الحسين وتقول:



نــعــي الحســين نــــــعاه فــأوجـعــــــا

وأمــرضــــنــي نــــاع نعــــاه فـافجعا






فــعــيــنــي جــــودا بــالــدموع واسكبا

وجــــودا بــدمــع بــعــد دمــعـكما معا



عــلي من دهي عرش الجليل فـزعزعا

فــــأصبــح هــذا المـجد والدين أجدعا



عــلي ابــن بنت نبي الله وابن وصيــه

وأن كــــان عــنــا ســاخطاًً لدار أشبعا



ثم قالت: أيها الناعي جددت حزننا بأبي عبد الله، وخدشت منا قروحاًًًًً لم تندمل، فمن أنت رحمك الله؟ فقلت أنا بشير بن جذلم، وجهني مولاي علي بن الحسين وهو نازل بموضع كذا مع عيال أبي عبد الله الحسين ونسائه قال: فتركوني مكاني وغادروني. فضربت فرسي حتي رجعت، فوجدت الناس قد أخذوا الطرق والمواضع، فنزلت عن فرسي وتخطأت رقاب الناس حتي قربت من باب الفسطاط وكان علي بن الحسين داخلاً فخرج ومعه خرقة يمسح بها دموعه، وخلفه خادم معه كرسي فوضعه له، وجلس عليه وهولا يتمالك من العبرة، وارتفعت أصوات الناس بالبكاء من كل ناحية يعزونه، فضجت تلك البقعة ضجة شديدة، فأومأ بيده أن اسكتوا، فسكنت فورتهم، فخطب فيهم خطبة مؤثرة ثم دخل زين العابدين إلي المدينة فرآها موحشة باكية، ووجد ديار أهله خالية تنعي أهلها، وتندب سكانها...).

وهكذا أقامت مدينة الرسول أياماً بلياليها تشهد المأتم الرهيب، وتصغي إلي النواح الفاجع.

7- في الصفحة (218) من كتاب (سكينة بنت الحسين) السالف ذكره ما عبارته:

(المؤرخين يقررون أن المدينة كلها كانت في مأتم عام لسيد الشهداء، وأن أمها الرباب (أي أم سكينة) قد أمضت عاماً بأكمله حادة حزينة حتي لحقت بزوجها الشهيد وأن أم البنين بنت حزام بن خالد العامرية، زوجة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، كانت تخرج إلي البقيع كل يوم فتبكي أبناءها الأربعة...).

8- روي الشيخ الطوسي في أماليه صفحة (39) بسنده عن عمرو بن ثابت، عن أبيه أبي المقدام، عن ابن جبير، عن ابن عباس قال: بينا أنا راقد في منزلي إذ سمعت صراخاً عالياً من بيت أم سلمة زوجة النبي (صلي الله عليه وآله)، فخرجت


يتوجه بي قائدي إلي منزلها، وأقبل أهل المدينة إليها - الرجال والنساء - [5] فقلت يا أم المؤمنين مالك تصرخين وتغوثين؟ فلم تجبني، وأقبلت النسوة علي الهاشميات وقالت يا بنات عبد المطلب أسعدنني وأبكين معي، قد قتل والله سيدكن وسيد شباب أهل الجنة. قد والله قتل سبط رسول الله وريحانته الحسين فقلت [6] : يا أم المؤمنين ومن أين علمت بذلك؟ قالت: رأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله) في المنام الساعة شعثاً مذعوراً، فسألته عن شأنه، فقال: قتل ابني الحسين وأهل بيته اليوم، فدفنتهم والساعة فرغت من دفنهم قالت: فقمت حتي دخلت البيت وأنا لا أكاد أعقل، فنظرت وإذا بتربة الحسين التي أتي بها جبرائيل من كربلاء فقال: إذا صارت هذه التربة دماً فقد قتل ابنك وأعطانيها النبي فقال: اجعلي هذه التربة في زجاجة أو قال: في قارورة ولتكن عندك، فإذا صارت دماً عبيطاً فقد قتل الحسين. فرأيت القارورة الآن وقد صارت دماً عبيطاً تفور. قال فأخذت أم سلمة من ذلك الدم فلطخت به وجهها، وجعلت ذلك اليوم مأتماً ومناحة علي الحسين فجاءت الركبان بخبره وأنه قتل في ذلك اليوم. قال عمرو بن ثابت أحد رواة هذا الحديث: (دخلت علي أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) فسألته عن هذا الحديث، وذكرت له رواية سعيد بن جبير هذا الحديث عن عبد الله بن عباس فقال أبو جعفر حدثني عمر وبن أبي سلمة، عن أمه أم سلمة..).

9- قال السبط ابن الجوزي في كتابه (تذكرة الخواص) [7] : (ذكر ابن سعد عن أم سلمة: أنها لما بلغها قتل الحسين (عليه السلام) قالت: أو قد فعلوها؟ ملأ الله قبورهم


ناراً. ثم بكت حتي غشي عليها) وذكر هذا الحديث (الصواعق المحرقة) [8] أيضاً.

10- ذكر ابن الأثير في تاريخه صفحة (38) مجلد (4) نقلت ذلك (موسوعة آل النبي) صفحة (748) ما يلي:

(قال ابن عباس: رأيت النبي (صلي الله عليه وآله) الليلة التي قتل فيها الحسين وبيده قارورة وهو يجمع فيها دماً. فقلت: يا رسول الله ما هذا؟ قال هذه دماء الحسين وأصحابه أرفعها إلي الله تعالي فأصبح ابن عباس فأعلم الناس بقتل الحسين وقص عليهم رؤياه).

وعلقت الدكتورة بنت الشاطئ في الصفحة نفسها من موسوعتها تلك علي ذلك بقولها:

(عندما نادي المنادي بقدوم علي بن الحسين إلي المدينة، وانتشر صدي النعي حتي بلغ سفح أحد، ارتد إلي البقيع، فقباء، خافتاً ممزقاً وما لبث أن تلاشي في صراخ الباكين وعويل المناديات. وبلغ العويل سمع أمير المدنية عمرو بن سعيد الأشدق فابتهج وقال:



عــــجــت نســاء بــنــي زيــاد عــجــة

كــعــجــيــج نــســوتــنــا غـداة الأرنب



يوم بيوم عثمان،وناعية بناعية عثمان. ولم تبق مخدرة في المدينة إلا برزت عن خدرها نائحة معولة...).

أقول: لقد نقل أقوال عمرو بن سعيد كل من تاريخ الطبري، وابن الأثير، وغيرهما من كتب المقتل.

ثم تواصل الدكتورة بنت الشاطئ كلامها فتقول:

(وأهل الركب الحزين علي الجموع التي خرجت لاستقباله، فما رأت مدينة الرسول أفجع مشهداً، ولا رأت مثل ذلك اليوم أكثر باكياً وباكية...).

وختمت الكاتبة قولها بما يلي:

(وأقام مدينة الرسول أياماً بلياليها تشهد المأتم الرهيب، وتصغي إلي


النواح الفاجع، وتتلقي في ثراها الطاهر دموع الباكين).

11- ذكر كتاب (الأغاني) لأبي الفرج الأصفهاني نقلاً عن هشام الكلبي عن الرباب زوجة الحسين ما نصه:

(وخطبت بعد استشهاد الحسين فبكت وقالت: ما كنت لأتخذ حمواً بعد ابن رسول الله [9] ثم قالت ترثي الحسين:



إن الــــــذي كــان نــوراً يســتضاء به

بــكــربــلاء قــتــيــل غــيــر مــدفـــون



ســبــط الــنبـي جــزاك الله صــالــحــه

عــنــا وجــنــبــت خـســران الموازين



قــد كــنــت لــي جــبــلاً صـعباً ألوذ به

وكــنــت تــصــحــبــنــا بالرحم والدين



مــن لــليتامي ومــن للــســائلين ومـن

يــغــنــي ويــــؤوي إلــيــه كل مسكين



والله لا ابــتــغــي صــهــراً بــصـهركم

حــتــي أغــيــب بــيــن الــرمل والطين [10] .



12- قال ابن الأثير في المجلد الرابع صفحة (45) من تاريخه، عن الرباب زوجة الحسين ما عبارته:

(وبقيت بعد الحسين سنة لم يظلها سقف بيت حتي بليت وماتت كمداً وقيل: إنها أقامت علي قبره سنة وعادت إلي المدينة فماتت أسفا ًعليه...).

13- جاء في الصفحة (85) من كتاب (مقاتل الطالبيين) لأبي الفرج الأصفهاني ما نصه عن نياح أم البنين:

(وكانت أم البنين أم هؤلاء الأربعة الأخوة القتلي تخرج إلي البقيع فتندب بنيها أشجي ندبة وأحرقها، فيجتمع الناس إليها يسمعون منها. فكان مروان يجيء فيمن يجيء لذلك، فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي).

14- روي الطبري في تاريخه صفحة (109) ضمن حوادث سنة 61هـ عن هشام، بسنده عن عمرو بن عكرمة:

قال: أصبحنا صبيحة قتل الحسين بالمدينة، فإذا مولي لنا يحدثنا: قال: سمعت البارحة منادياً ينادي وهو يقول:




أيــهــا الــــقــاتــلون جــهــلاً حــســيناً

ابــشــروا بــــالــعــــذاب والــتــنــكـيل



كــــل أهــــل الســماء تــدعوا عــلـيكم

مــــن نــبــي ومــلــيــــــك وقــبــيـــــل



قــــد لــعــنــتــم عــلي لسـان ابن داوو

د ومــوســــي وحــــــامــل الإنــــجـيل



وقد روي ابن حجر [11] عن الملا هذا الحديث عن أم سلمة حيث أنها قالت: (لما كانت ليلة قتل الحسين سمعت قائلاً يقول: (أيها القاتلون جهلاً حسيناً). إلي آخر الأبيات.

ونقل الرواية الأبيات ابن الأثير [12] أيضاً. وكذلك نقلها (إرشاد) [13] المفيد، و (بحار الأنوار) [14] للمجلسي.

15- جاء في الصفحة (147) من كتاب (نهضة الحسين) السالف الذكر ما نصه:

(بلغ السبي النبوي المدينة ولكن بأية حالة. تعرف مبلغ التأثير في أهل البيت. خاطبت زينب المدينة قائلة.



مــــديــنــة جــــدنــا لا تــــقــبــلــيــنــا

فــبــالــحــســــــرات والأحــزان جــينا



خــرجــنــا مــنــك بــالأهــلــين جـــمعا

رجــعــنــــا لا رجــــال ولا بــنــيــنـــــا



وكــنــا فــي الــخــروج بــجــمع شـمل

رجــــعــــنــا حــاســــــريــن مـــسلبينا



وكــــنــا فــي أمــــان الله جــــــهـــــراً

رجــــعــنــــا بــــالــقــطــيعة خــائــفينا



ومــــولانــــا الــحــســين لــنا أنــيــس

رجــــعــنــا والــحــســين بــه رهــيــنا



فــنــحــن الــضــائــعــات بــــلا كــفـيل

ونــــحــــن الــنــائــــحــات عـلي أخينا



ونـــحن الـسـائــرات عــلــي الــمـطايا

نشــــــــال عــلــي جــمــال الــمبغضينا [15] .




ثم أخذت بعضادتي باب مسجد النبي (صلي الله عليه وآله) وقالت بلهفة: يا جداه إني ناعية إليك أخي الحسين. ولازالت بعد ذلك لا تجف لها عبرة ولا تفتر من البكاء والنحيب. وكلما نظرت إلي علي بن الحسين (عليه السلام) تجددت أحزانها، وزاد وجدها...).

16- وفي الصفحة (151) من الكتاب نفسه عند وصف وفود المعزين في المدينة علي آل النبي للمواساة والتسلية يقول:

(وكانت العائلة النبوية تجدد ذكراها في المدينة صباحاً مساء في حزن عميق، وشجن عظيم.. وتبكي علي الحسين رجالاً ونساء..).

ثم يستطرد فيقول:

(وكان وجوه المسلمين والموالون لآل البيت يفدون علي بيوت آل النبي بالمدينة معزين ومواسين، وكان الواحد منهم يعبر عن مشاعره وأحزانه بأبلغ ما أوتي من روعة وقوة البيان، وحسن المواساة لهذه المصيبة. حتي تركوا ثروة أدبية رائعة في أدب التسلية والمواساة...

وبقيت بيوت آل البيت مجللة بالحزن والسواد، ولا توقد فيها النيران..).

ويختم الكاتب الجليل كلامه بقوله:

(فصارت المآتم منهم وفيهم تقام في السنة مرة بعدما كانت مستمرة..).

17- جاء في الصفحة (162) من (إقناع اللائم) عند ذكر أم البنين ونياحتها في المدينة علي استشهاد أولادها الأربعة في فاجعة كربلاء ما عبارته:

(وكانت تقول في ندبتها، كما عن الأخفش في شرح كامل المبرد:



يــــا مــــن رأي الــعــباس كــر

عــلــــي جــمــاهيــر الــنــقد [16] .



ويــلــي عــــلــي شــبــلي أمــا

ل بــــرأســــه صــــوب الــعمد



لــو كــان ســيــفــك فــي يـــــد

يــــــك لــــمــــا دنــا مــنه أحد)





پاورقي

[1] في المصدر هکذا «و لما أنفذ ابن زياد برأس الحسين عليه السلام الي يزيد، تقدم الي عبدالملک بن أبي الحديث السلمي فقال: انطلق حتي تأتي عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة فبشره بقتل الحسين، فقال عبدالملک: فرکبت راحلتي و سرت نحوالمدينة فلقيني رجل من قريش فقال: ما الخبر؟ فقلت: الخبر عند الأمير تسمعه، فقال: انا لله و انا اليه راجعون، قتل -والله - الحسين».

[2] في المصدر زيادة (والله).

[3] ارشاد المفيد 123:2.

[4] اقناع اللائم: 154، عن تذکرة الخواص.

[5] في المصدر: زيادة (فلما انتهيت اليها).

[6] في المصدر: (فقيل).

[7] تذکرة الخواص: 240.

[8] الصواعق المحرقة: 297 قطعة، منه، تاريخ ابن عساکر في ترجمة الامام الحسين عليه السلام: 63 و 65.

[9] الاغاني 141:16.

[10] الاغاني 142:16.

[11] الصواعق المحرقة 293.

[12] الکامل لابن الاثير 90:4.

[13] الارشاد للشيخ المفيد 124:2.

[14] بحارالانوار 199:45.

[15] بحارالانوار 197:45 يروي هذه الابيات عن أم کلثوم.

[16] النقد: جنس من الغنم قصار الأرجل قباح الوجوه، و زاد البيت حسنا ان العباس من اسماء الاسد.