بازگشت

بنو أسد تدفن أجساد الشهداء


ما عتمت عشية اليوم الثاني عشر من محرم سنة 61ـ أي اليوم الثالث علي استشهاد

الإمام وصحبه وآله إلا وكانت قد عادت العشائر التي كانت تحيط بمنطقة القتال في كربلاء، والتي كانت قد رحلة موقتا ًبمناسبة القتال، وهي عشائر بني عامر من قبائل بني أسد من سكان قريتي الغاضرية ونينوي، وكانت أكثريتها تشايع آل بيت النبوة (صلي الله عليه وآله) وتوالي الحركة الحسينية، فبادرت هذه العشائر فور عودتها علي التعرف علي أجساد المستشهدين الزكية التي تركها ابن سعد في العراء تسفي عليها الرياح. ثم أخذ أفراد العشائر تحفر للأجساد الحفر اللازمة، وقد دفنوا فيها أشلائها الممزقة. وقد وصفت كتب التاريخ بإيجاز حادث دفن هذه الأجساد علي يد تلك العشائر. وأنقل تالياً المرويات عن ذلك الوصف:

1- جاء في الصفحة (64) من كتاب (مدينة الحسين) المار ذكره ما نصه: (أجمع المؤرخون علي أن قوماً من بني أسد [1] كانوا نزولاً في الغاضرية قدموا كربلاء بعد أن رحل ابن سعد فصلوا علي الجثث الطاهرة ودفنوها..).

2- تقول رواية أخري: روتها كتب المقتل: أن نياحة الذين قاموا بدفن


أجساد الشهداء كانت عظيمة حين الدفن وبعده، لا سيما بعض النسوة اللواتي كن يرافقن الرجال في ساحة المعركة وساعة الدفن. وهكذا لم تمر الأيام والأسابيع والشهور والسنوات إلا وأصبحت تلك القبور مزارات تجري عليها الخيرات، وتتلي عليها المدائح، وتقام حولها المناحات في السرو العلن، وتتردد ذكري هذه الفاجعة الأليمة التاريخية حول تلك القبور وفي البلدان الإسلامية بأقطارها المختلفة في جميع بقاع الأرض، وتسير مواكب العزاء، وينشد الرثاء، وتمثل الواقعة، وتجدد حوادث المجزرة الرهيبة.



پاورقي

[1] ينابيع المودة 350:2، ارشاد المفيد 114:2.