بازگشت

اعداء الحسين يبكونه


كانت فاجعة الإمام الحسين الشهيد (عليه السلام) أليمة مفجعة ومشجية إلي درجة بحيث أبكت عيون أعدائه الأشداء، واقرحت قلوب مقاتليه الظلمة، فضلاً عن مواليه والمناضلين عنه.

وقد بحثت كتب التاريخ وأسفار الرواة هذا الأمر، وأنقل منها هنا بعض ما توفر:

1- جاء في الصفحة (108) من كتاب (نهضة الحسين) المار ذكره عند وصف شجاعة الحسين في قتاله يوم عاشوراء حيث يقول:

(وكلما تمايل الإمام ليهوي إلي الأرض توازن معه فرسه ـ وكانت من الجياد الأصايل ـ حتي إذا ضعفت هي أيضاً بما أصابها من الجروح، خر الإمام من سرجه علي وجهه، وأقبل فرسه نحو مخيمه يصهل ويحمحم. فخرجت زينب من فسطاطها واضعة عشرة أصابعها علي رأسها قائلة: ليت السماء أطبقت علي الأرض، وليت الجبال تدكدكت علي السهل. ثم صاحت بابن سعد قائلة: يا عمر، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟ فدمعت عينا عمر، وسالت دموعه علي لحيته لكنه صرف بوجهه عنها..). [1] .

2- جاء في كتاب (أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام) تأليف رضا


كحالة عند ترجمة حياة السيدة زينب أخت الإمام الحسين (عليه السلام) ما نصه:

(ثم مرت زينب عقب قتل أخيها الحسين فوجدته صريعاً، فقالت: يا محمداه، يا محمداه، صلي عليك ملائكة السماء، هذا حسين بالعراء، مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء. يا محمداه وبناتك سبايا، وذريتك مقتلة. [2] فأبكت بكلامها هذا كل عدو وصديق.

ولما دنا عمر بن السعد من الحسين فقالت: يا عمر بن سعد، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟ فسالت دموع عمر علي خديه ولحيته، وصرف بوجهه عنها...).

3- هذا وروت بعض الروايات إن يزيد بن معاوية لما أخبر بقتل الحسين دمعت عيناه. إذ جاء في الصفحة (740) من كتاب (موسوعة آل النبي) للدكتورة عائشة بنت الشاطئ: أن زحر بن قيس لما حمل إلي يزيد بن معاوية خبر قتل الحسين (عليه السلام) وقال:

ابشر يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره... إلي آخر كلامه. تعلق المؤلفة الباحثة علي ذلك بقولها:

(فيقال: إن يزيد دمعت عيناه وقال: قد كنت أرضي من طاعتكم- أي طاعة آل البيت بما دون قتل الحسين، لعن الله ابن مرجانة...). [3] .



پاورقي

[1] مقتل الحسين لابي مخنف، تحقيق حسن غفاري: 195.

[2] اللهوف في قتلي الطفوف: 58.

[3] مقتل الحسين: 195.