بازگشت

النياحة علي آل الحسين


أكدت الروايات الموثوقة علي أن علي بن الحسين الأكبر كان أول قتيل أستشهد يوم عاشوراء بين يدي والده، وكان أول من تصايحت نساء آل محمد (صلي الله عليه وآله) وضجت في النوح عليه. وهاك بعض الروايات في ذلك.

1ـ جاء في كتاب (نهضة الحسين) المار ذكره عند وصفه قتال علي بن الحسين واستئذانه أبيه في ذلك، وأنه أول قتيل من آل وأصحاب الحسين (عليه السلام) في ذلك اليوم المشؤوم ما نصفه: (فأسرع علي نحو الأعداء وعين أبيه تشيعه وترسل دموعها الحارة مصحوبة بالزفرات، والنساء علي أثره تولول وتعول أمه بشجو، فاقدة الاصطبار، إذ فقدت مركز أمالها، والأمام ينادي بأعلي صوته يا بن سعد، قطع الله رحمك كما قطعت رحمي [1] ، ولم تحفظ قرابتي من رسول الله).

2- وجاء في (إرشاد) الشيخ المفيد عند ذكر مقتل علي بن الحسين (عليه السلام) ما عبارته: (فصرع ـ أي علي بن الحسين ـ واحتواه القوم فقطعوه بأسيافهم، فجاء الحسين حتي وقف عليه، فقال: قتل الله قوماً قتلوك، يا بني ما أجرأهم علي الرحمن وعلي انتهاك حرمة الرسول، وانهملت عيناه بالدموع ثم قال: علي الدنيا


بعدك العفا. وخرجت زينب أخت الحسين مسرعة تنادي: يا أخياه وبن أخياه، وجاءت حتي أكبت عليه، فأخذ الحسين برأسها فردها إلي الفسطاط، وأمر فتيانه فقال: احملوا أخاكم، فحملوه حتي وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يقاتلون أمامه..). [2] .

3- ورد في الصفحة (101) من كتاب (المجالس السنية) عند ذكر قتال علي بن الحسين الأكبر ما عبارته: (فاستأذن علي أباه في القتال فأذن له، ثم نظر إليه نظرة آيس منه وأرخي عينيه فبكي، ثم رفع سبابتيه نحو السماء وقال: اللهم كن أنت الشهيد عليهم - إلي أن يقول الكتاب: ـ أن عليا قال أثناء القتال: يا أبة، العطش قتلني، وثقل الحديد أجهدني، فهل إلي شربة من الماء سبيل؟ فبكي الحسين (عليه السلام)....).

وكان علي هذا أول قتيل يوم كربلاء من آل أبي طالب. كما أن عمره يوم قتله كان (19) سنة.

4- جاء في كتاب (مقاتل الطالبيين) لمؤلفه أبي الفرج الأصفهاني طبع مصر عند ذكر خروج علي بن الحسين الأكبر للقتال ما نصه: (قال حميد: وكأني أنظر إلي امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس الطالعة، تنادي: ياحبيباه، يابن أخاه. فسألت عنها فقالوا: هذه زينب بنت علي بن أبي طالب. ثم جاءت حتي انكبت عليه، فجاءها الحسين فأخذ بيدها إلي الفسطاط..). [3] .

5- ذكر مؤلف (أعيان الشيعة) في الصفحة (130) من المجلد الرابع القسم الأول منه عن مقتل العباس بن علي (عليه السلام) أخ الإمام الحسين ما لفظه:

(فلم يستطيع العباس حراكاً بعد أن أثخن بالجراح، فبكي الحسين (عليه السلام) لقتله بكاء شديداً..).


6 - جاء في الصفحة (131) من المجلد نفسه عن حادث قتل جميع أنصار الإمام وبقائه وحده يقاتل ما عبارته: (هل من موحد يخاف الله فينا؟) (هل من معين يرجو ما عند الله في إغاثتنا؟ فارتفعت أصوات النساء بالعويل..). [4] .

7- ذكر كتاب (لمعة من بلاغة الحسين) ضمن الإشارة إلي كلامه (عليه السلام) لما نظر كثرة من قتل من أصحابه ما يلي: (ثم صاح الإمام (عليه السلام) أما من مغيث يغيثنا؟ أو من ذاب يذب عن حرم رسول الله (صلي الله عليه وآله) فبكت النسوة، وكثر صراخهن...).

8- جاء في الصفحة (407) من كتاب (موسوعة آل النبي) عند وصف مقتل علي بن أبي طالب وقول الإمام الشهيد: (قتل الله قوماً قتلوك يابني). قالوا: ولم يكد يتم عبارته حتي اندفعت من خيام النساء امرأة كأنها الشمس طالعة تنادي في جزع: (ياحبيباه، يا ابن أخاه) [5] .

فسأل عنها من لا يعرفها، فقيل هذه زينب ابنة فاطمة بنت رسول الله. اندفعت زينب حتي انكبت علي الفتي الشهيد، فجاءها الحسين فأخذ بيدها إلي الفسطاط، ثم عاد إلي ولده وقد أقبل فتيانه إليه، فقال مفجوعاً: (احملوا أخاكم) فحملوه من مصرعه إلي الفسطاط الذي كانوا يقاتلون أمامه..). [6] .



پاورقي

[1] اللهوف في قتلي الطفوف: 49.

[2] ارشاد المفيد 106:2.

[3] مقاتل الطالبيين: 115، مقتل الحسين: 82، وابن الاثير 33:4، والطبري 256:6.

[4] اللهوف في قتلي الطفوف: 50.

[5] اللهوف في قتلي الطفوف: 49.

[6] راجع هامش 2 ص 44.