بازگشت

خطبة الامام السجاد علي بن الحسين في مجلس يزيد


هذه الخطبة نقلها المورخون و ارباب المقاتل في كتبهم بعبارات مختلفة و مضامين متعددة.

ففي المناقب عن كتاب الاحمري، قال الاوزاعي، لما اتي بعلي بن الحسين و رأس ابيه الي يزيد بالشام، قال: لخطيب بليغ: خذ بيد هذا الغلام فات به الي المنبر، و اخبر الناس بسوء رأي ابيه و جدهم و فراقهم الحق و بغيهم علينا، قال: و لم يدع شيئا من المساوي الا ذكره فيهم، فلما نزل قام علي بن الحسين فحمد الله الي آخر الخطبة [1] .

و في الاحتجاج بعد نقل كلام من الامام عليه السلام مع يزيد قال يزيد: يا علي اصعد المنبر فاعلم الناس حال الفتنة، و ما رزق الله اميرالمؤمنين من الظفر، فقال علي بن الحسين: ما اعرفني بما تريد فصعد المنبر. [2] .

و في مقاتل الطالبيين دعي يزيد بعلي بن الحسين و سئل عن اسمه و قال بعد نقل كلام جري بينهما: ثم امر يزيد علي بن الحسين ان يصعد المنبر فيخطب فيعذر الناس ما كان من ابيه. فصعد المنبر فحمد الله و اثني عليه و قال الخطبة. [3] .

و في غير واحد من كتب اصحابنا ان يزيد امر خطيبا ان يصعد المنبر و يسب عليا و الحسن و الحسين عليهم السلام ففعل فنادي الامام علي بن الحسين عليهماالسلام ايها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط


الخالق، فتبوء مقعدك من النار [4] .

و في مقتل الخوارزمي و غيره قال علي بن الحسين ليزيد: اتأذن لي ان ارقي هذه الاعواد، فاتكلم بكلام فيه لله تعالي رضي، و لهؤلاء اجر و ثواب، فابي يزيد؛ و الح الناس عليه، فقال الناس: يا اميرالمؤمنين ائذن له ليصعد، فلعلنا نسمع منه شيئا، فقال لهم: ان صعد المنبر هذا لم ينزل الا بفضيحة آل ابي سفيان، فقالوا: و ما قدر ما يحسن هذا.

و روي ان معاوية بن يزيد قال لابيه: ائذن له، ما قدر ان يأتي به، فقال يزيد: انه من اهل بيت قد زقوا العلم زقا، و في رواية، ان هؤلاء ورثوا العلم و الفصاحة و زقوا العلم زقا، و مازالوا به حتي اذن له فصعد المنبر و خطب خطبة، اوجل منها القلوب و ابكي العيون فقال عليه السلام:

الحمد لله الذي لا بداية له، و الدائم الذي لا نفاد له، و الاول الذي لا اولية له، و الآخر الذي لا آخرية له، و الباقي بعد فناء الخلق، قدر الليالي و الايام، و قسم فيما بينهم الاقسام، فتبارك الله الملك العلام.

ايها الناس اعطينا ستا و فضلنا بسبع، اعطينا العلم: و الحلم، و المساحة، و الفصاحة و الشجاعة، و المحبة في قلوب المؤمنين، و فضلنا بان منا النبي المختار، محمدا صلي الله عليه و آله و سلم، و منا الصديق، و منا الطيار، و منا اسد الله و اسد الرسول، و منا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول، و مناسبطا هذه الامة و سيدا شباب اهل الجنة.

فمن عرفني عرفني، و من لم يعرفني انبأته بحسبي و نسبي، انابن مكة و مني؛ انابن زمزم و صفا، انابن من حمل الزكاة (الركن) باطراف الرداء، انا بن خير من ائتزر و ارتدي، انابن خير من انتعل و احتفي، انابن


خير من طاف و سعي، انابن خير من حج ولبي، انابن من حمل علي البراق في الهواء، انابن من اسري به من مسجد الحرام الي المسجد الاقصي، فسبحان من اسري، انابن من بلغ به جبرائيل الي سدرة المنتهي، انابن من دني فتدلي فكان قاب قوسين او ادني، انابن من صلي بملائكة السماء، انابن من اوحي اليه الجليل منا اوحي، انابن محمد المصطفي، انابن علي المرتضي، انابن من ضرب خراطيم الخلق حتي قالوا لا اله الا الله، انابن من ضرب بين يدي رسول الله بسيفين، و طعن برمحين، و هاجر الهجرتين، و بايع البيعتين و صلي القبلتين، و قاتل ببدر و حنين، و لم يكفر بالله طرفة عين، انابن صالح المؤمنين، و وارث النبيين، و قامع الملحدين، و يعسوب المسلمين، و نور المجاهدين، و زين العابدين، و تاج البكائين، و اصبر الصابرين، و افضل القائمين، من آل ياسين و رسول رب العالمين، انابن المؤيد بجبرائيل، المنصور بميكائيل، انابن المحامي عن حرم المسلمين، و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين، و المجاهد اعدائه الناصبين، و افخر من مشي من قريش اجمعين، و اول من اجاب و استجاب لله من المؤمنين، و اقدم السابقين، و قاصم المعتدين و مبير المشركين، و سهم من مرامي الله علي المنافقين، و لسان حكمة العابدين، و ناصر دين الله، و ولي امر الله، و بستان حكمة الله: و عيبة علم الله، سمح سخي، بهلول زكي، ابطحي رضي مرضي، مقدام همام، صابر صوام، مهذب قوام، شجاع قمقام، قاطع الاصلاب، مفرق الاحزاب، اربطهم جنانا، و اطلقهم عنانا، و اجرأهم لسانا، و امضاهم عزيمة، اشدهم شكيمة، اسد باسل و غيث هاطل، يطحنهم في الحروب اذا ازدلفت الاسنة و قربت الاطعنة، طحن الرحي و يذروهم ذو الريح الهشيم، ليث الحجاز، و صاحب الاعجاز، و كبش العراق، الامام بالنص


و الاستحقاق، مكي مدني، ابطحي تهامي: خيفي عقبي، بدري احدي، شجري، مهاجري، من العرب سيدها، و من الوغي ليثها، وارث المشعرين، و ابوالسبطين، الحسن و الحسين، مظهر العجائب و مفرق الكتائب، و الشهاب الثاقب، و النور العاقب، اسد الله الغالب: مطلوب كل طالب، غالب كل غالب، ذاك جدي علي بن ابيطالب، انابن فاطمة الزهراء، انابن سيدة النساء، انابن الطهر البتول، انابن بضعة الرسول.

قال و لم يزل يقول: انا انا: حتي ضج الناس بالبكاء و النحيب و خشي يزيد ان تكون فتنة، فامر المؤذن ان يؤذن، فقطع عليه الكلام، و سكت:

فلما قال المؤذن، الله اكبر، قال علي بن الحسين: كبرت كبيرا لا يقاس، و لايدرك بالحواس: لا شي ء اكبر من الله، فلما قال:

اشهد ان لا اله الا الله، قال علي عليه السلام: شهد بها شعري و بشري، و لحمي؛ و دمي، و مخي، و عظمي؛ فلما قال: اشهد ان محمدا رسول الله، التفت علي بن الحسين من اعلي المنبر الي يزيد و قال: يا يزيد محمد هذا جدي ام جدك، فان زعمت انه جدك فقد كذبت، و ان زعمت انه جدي، فلم قتلت عترته،

قال: و فرغ المؤذن من الاذان و الاقامة، فتقدم يزيد و صلي صلوة الظهر. [5] .


پاورقي

[1] المناقب ج 4 ص 186.

[2] الاحتجاج، ج 2 ص 39.

[3] مقاتل الطالبيين ص 49 طبع طهران.

[4] اللهوف، ص 82.

[5] الخطبة مطابقة لما رواه الخوارزمي في مقتله طبع النجف ج 2 ص 71 - 69.