بازگشت

خطبة بطلة كربلاء زينب الكبري


بنت سيدة النساء فاطمة الزهراء بضعة رسول الله صلي عليه و آله في دمشق

خطبت بها في مجلس يزيد رواها من المتقدمين ابن طيفور المتوفي 280 في كتابه بلاغات النساء كما ذكر خطبة امها فاطمة الزهراء في امر فدك قال امر يزيد؛ لعنه الله و غضب عليه، برأس الحسين عليه السلام فابرزفي طست، فجعل ينكث ثناياه يقضيب في يده و هو يقول:



يا غراب البين اسمعت فقل

انما تذكر شيئا قد فعل



لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء و لا وحي نزل [1] .



ليت اشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الاسل



لاهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تشل






فجزيناهم ببدر مثلها

و اقمنا ميل بدر فاعتدل



لست من خندف ان لم انتقم

من بني احمد ما كان فعل



و في الاحتجاج فلما رأت زينب ذلك فاهوت الي جيبها فشقت ثم نادت بصوت حزين تقرع القلوب، يا حسيناه، يا حبيب رسول الله يابن مكة و مني، يابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين يابن محمد المصطفي.

قال الراوي فابكت والله كل من مكان و يزيد ساكت ثم قامت علي قدميها و اشرفت علي المجلس و اقبلت الي يزيد من غير خوف و لا دهشة و شرعت في الخطبة؛ اظهارا لكمالات محمد صلي الله عليه و آله، و اعلانا بانا نصبر لرضاء الله فقالت:

الحمد الله رب العالمين و الصلوة علي جدي سيد المرسلين، صدق الله سبحانه كذلك يقول: ثم كان عاقبة الذين اساؤا السؤي ان كذبوا بايات الله و كانوا بها يستهزؤن.

اظننت يا يزيد، حيث اتخذت علينا اقطار الارض و آفاق السماء، فاصبحنا نساق كما يساق الاماء؛ ان بنا هوانا من الله، و بك عليه كرامة، و ان ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بانفك، و نظرت في عطفك، جذلان مسرورا، حيث رأيت الدنيا لك مستوثقة؛ و الامور متسقة، و حين صفا لك ملكنا و سلطاننا، فمهلا مهلا انسيت قول الله تعالي، و لا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما و لهم عذاب مهين. [2] .

امن العدل يابن الطلقاء تخديرك حرايرك و امائك، و سوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهن و ابديت وجوههن، تحدوبهن الاعداء من بلد الي بلد، و يستشرفهن اهل المناهل و المناقل، و يتصفح وجوههن القريب


و البعيد؛ و الدني و الشريف، ليس من حماتهن حمي و لا من رجالهن ولي، و كيف يرتجي مراقبة ابن من لفظ فوه اكباد الازكياء، و نبتت لحمه بدماء الشهداء، و كيف يستبطي ء في بغضنا اهل البيت من نظر الينا بالشنف و الشنئان؛ و الاحن و الاضغان، ثم يقول غير متأثم و لا مستعظم.



لاهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تشل



منتحيا علي ثنايا ابي عبدالله سيد شباب اهل الجنة، تنكتها بمخصرتك. [3] .

و كيف لا تقل ذلك، و قد نكأت القرحة، و استأصلت الشأفة، باراقتك دماء ذرية محمد صلي الله عليه و آله و نجوم الارض من آل عبدالمطلب، و تهتف باشياخك زعمت تناديهم فلتردن و شيكا موردهم؛ و ليودن، شللت و بكمت و لم تكن قلت ما قلت، و فعلت ما فعلت.

اللهم خذلنا بحقنا، و انتقم ممن ظلمنا، و احلل غضبك بمن سفك دمائنا، و قتل حماتنا، فوالله ما فريت الا جلدك، و لا حززت الا لحمك؛ و لتردن علي رسول الله بما تحملت من سفك دماء ذريته، و انتهكت من حرمته في عترته و لحمته، حيث يجمع الله شملهم و يلم شعثهم، و يأخذ بحقهم، و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون؛ و حسبك بالله حاكما، و بمحمد خصيما، و بجبرئيل ظهيرا و سيعلم من سولك و مكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلا ايكم شرمكانا و اضعف جندا و لئن جرت علي الدواهي مخاطبتك اني لا ستصغر قدرك، و استعظم تقريعك، و استكبر توبيخك، لكن العيون عبري، و الصدور حري، الا فالعجب كل العجب، تقتل حزب الله النجباء، بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الايدي تنطف من


دمائنا، و الافواه تتحلب من لحومنا و تلك الجثث الطواهر الزواكي تتنابها العواسل، و تعفرها امهات الفواعل، و لئن اتخدتنا مغنما، لتجدنا و شيكا مغرما، حين لا تجد الا ما قدمت يداك، و ما ربك بظلام للعبيد، فالي الله المشتكي، و عليه المعول، فكد كيدك، واسع سعيك و ناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا، و لا تميت وحينا و لا تدرك امدنا، و لا ترخص عنك عارها، و هل رأيك الافند، و ايامك الاعدد، و جمعك الا بدد يوم يناد المناد الا لعنة الله علي الظالمين، فالحمد لله الذي ختم لاولنا بالسعادة و المغفرة، و لاخرنا بالشهادة و الرحمة، نسئل الله ان يتكمل لهم الثواب، و يوجب لهم المزيد، و يحسن علينا الخلافة؛ انه رحيم ودود، و حسبنا الله و نعم الوكيل. [4] .

و قال يزيد مجيبا لها



ما اهون الموت علي النوائح

يا صيحة تحمد من صوائح




پاورقي

[1] رواه الاحتجاج و غيره و لم ينقله ابن‏طيفور.

[2] سوره آل عمران آيه 178.

[3] المحضرة الشافة.

[4] الخطبة المروية عن زينب سلام الله عليها في مجلس يزيد نقلت مختلفة المضامين و العبارات بالزيادة و النقصان و ما نقلته مطابق لما رواه السيد في اللهوف. ص 81.