بازگشت

حفلة عظيمة لامر عظيم


جمع يزيد بن مسعود، بني تميم، و بني حنظلة؛ و بني سعد، و لما حضروا قال: يا بني تميم، كيف ترون موضعي فيكم، و حسبي منكم، فقالوا: بخ بخ، انت والله فقرة الظهر، و رأس الفخر، و حللت في الشرف وسطا، و تقدمت فيه فرطا.

قال: فاني قد جمعتكم لامر اريد ان اشاوركم فيه، و استعين بكم عليه، فقالوا: انا والله، نمنحك النصيحة، و نجهد لك الرأي، فقل تسمع، فقال:

ان معاوية مات، فاهون به والله هالكا و مفقودا، الا و انه قد انكسر باب الجور و تضعضعت اركان الظلم، و قد كان احدث بيعة عقد بها امرا ظن انه قد احكمه و هيهات و الذي اراد اجتهد، اجتهدوا له ففشل، و شاور فخذل، و قد اقام ابنه يزيد شارب الخمور، و رأس الفجور، و يدعي الخلافة علي المسلمين، و يتأمر عليهم بغير رضي منهم؛ مع قصر حلم و قلة علم، لا يعرف من الحق موطي، قدمه، فاقسم بالله قسما مبرورا، لجهاده علي الدين، افضل من جهاد المشركين.

و هذا الحسين بن علي و ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله ذو الشرف الاصيل، و الرأي النبيل، له فضل لا يوصف، و علم لا ينزف، و هو اولي بهذا الامر، لسابقته و سنة و قديمه و قرابته، يعطف علي الصغير، و يحنو علي الكبير، فاكرم به راعي رعية، و امام قوم، و جبت لله به الحجة، و بلغت به الموعظة،

فلا تغشوا عن نور الحق، و لا تسلكوا في هذا الباطل، فقد كان صخر بن قيس، انخذل بكم يوم الجمل، فاغسلوها بخروجكم الي ابن رسول الله و نصرته، والله لا يقصر احد عن نصرته، الا اورثه الله الذل في


ولده، و القلة في عشيرته، و ها انا ذا، قد لبست للحرب لامتها، و ادرعت لها بدرعها، من لم يقتل يمت، و من لم يهرب لم يفت، فاحسنوا رحمكم الله رد الجواب.