بازگشت

كلام محمد بن الحنفية حين خروج الامام الي العراق


لما علم محمد عزمه عليه السلام علي الخروج من المدينة، و لم يدر اين يتوجه، فقال له يا اخي

انت احب الناس الي، و اعزهم علي، و لست ادخر النصيحة لاحد من الخلق الا لك، و انت احق بها، تنح ببيعتك عن يزيد بن معاوية، و عن الامصار ما استطعت، ثم ابعث رسلك الي الناس فادعهم الي


نفسك، فان بايعك الناس و بايعوا لك، حمدت الله علي ذلك، و ان اجتمع الناس علي غيرك، لم ينقص الله بذلك دينك، و لا عقلك، و لا تذهب به مروتك و لا فضلك، اني اخاف عليك ان تدخل مصرا من هذه الامصار، فيختلفوا الناس بينهم، فمنهم طائفة معك، و اخري عليك، فيقتلون، فتكون لاول الاسنة غرضا، فاذا خير هذه الامة كلها، نفسا و ابا و اما، اضيعها دما، و اذلها اهلا. [1] .

و في رواية ان محمدا قال لاخيه الحسين عليه السلام:

تخرج الي مكة فان اطمانت بك الدار فذاك، و ان تكن الاخري خرجت الي بلاد اليمن فانهم انصار جدك و ابيك و هم أرأف الناس و ارقهم قلوبا و اوسع الناس بلادا فان اطمأنت بك الدار و الا لحقت بالرمال و شعوب الجبال و صرت من بلد الي بلد حتي تنظر ما يؤل اليه امر الناس و يحكم الله بيننا و بين القوم الفاسقين فقال الحسين عليه السلام:

يا اخي لو لم يكن في الدنيا ملجأ و لا مأوي لما بايعت يزيد بن معاوية فقطع محمد بن الحنفية الكلام و بكي فبكي الحسين ساعة ثم قال:

يا اخي جزاك الله خيرا فقد نصحت و اشرت بالصواب و انا عازم علي الخروج الي مكة و قد تهيات لذلك انا و اخوتي و بنواخي و شيعتي و امرهم امري و رأيهم رأيي و اما انت يا اخي فلا عليك ان تقيم بالمدينة فتكون لي عينا عليهم لا تخفي عني شيئا من امورهم ثم دعا بكتاب و كتب وصية.



پاورقي

[1] الارشاد للمفيد ص 202.