الحسين لا يريد الا رضي الله و رضي رسوله و رضي المؤمنين
و جاء الحسين عليه السلام في اليلة الثانية الي قبر جده فصلي ركعات فلما فرع من صلوته جعل يقول
اللهم ان هذا قبر نبيك محمد صلي الله عليه و آله و انا ابن بنت نبيك و قد حضرني من الامر ما قد علمت، اللهم اني احب بالمعروف و انكر المنكر و اني اسئلك يا ذالجلال و الاكرام بحق هذا القبر و من فيه، الا اخترت لي من امري ما هو لك رضي و لرسولك رضي و للمؤمنين رضي. [1] .
و جعل عليه السلام يبكي عند القبر حتي اذا كان قريبا من الصبح وضع رأسه علي القبر فاغفي فاذا هو رسول الله قد اقبل في كتيبة من الملائكة عن يمينه و عن شماله حتي ضم الحسين الي صدره و قبل بين
عينيه و قال صلي الله عليه و آله:
حبيبي يا حسين كاني اراك عن قريب و مرملا بدمائك مذبوحا بارض كرب و بلاء من عصابة من امتي و انت مع ذلك عطشان لا تسقي و ظمأن لا تروي و هم مع ذلك يرجون شفاعتي لا انا لهم شفاعتي يوم القيمة.
حبيي يا حسين انا اباك و امك و اخاك قدموا علي و هم مشتاقون اليك و ان لك في الجنان لدرجة لا تنالها الا بالشهادة. [2] .
ثم اتي قبر امه و اخيه ففعل كذا.
و عند ذلك راي جده صلي الله عليه و آله في المنام و امره بالخروج الي العراق و تهيا عليه السلام و اخوته و شيعته و خرج منها خائفا يترقب و قال: رب نجني من القوم الظالمين.
پاورقي
[1] مقتل الخوارزمي ج 1 ص 186.
[2] نفس المهموم، ص 37 - البحار نقلا عن کتاب محمد بن ابيطالب.