بازگشت

ايها القاري ء الحر اللبيب


هل يأذن لك عقلك السليم او الفكر الذي ليس بعليل و لا سقيم ان تقول: ان الحسين الشهيد انقلب عليه الامر، و لم يكن به خبيرا و بصيرا هيهات ما هكذا الظن بك، و لا المعروف من مثلك، هل ترضي ان تقول:

ان ذلك كان يعلمه ابن عباس و كثير من الناس، و لا يعلمه الامام العظيم، الذي نشأ في بيت النبوة، و مهد العصمة، و الولاية، و شاهد ما جري و يجري عي الامة؛ و علي الاحرار من حكومة بيت الشجرة الملعونة، المتسلطة علي افكار العامة، المخدرة لها بالسياسة المرموزة و المشترية لبعضها بالوعد الحميد، او المسكتة لبعضها بالوعيد الشديد، حتي قتل من اظهر الحق، و كلم و نطق، فكان كثير من الناس احلاس بيوتهم، خوفا من الحكومة او طمعا منها، و رجح جمع، الا نزواء و التقية، علي الشهادة و السعادة، و كانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون.

و الحسين الشهيد كان يعلم كل ذلك و يشهده، و لكنه كان يقول:

اني لا اري الموت الا سعادة، و لا الحياة مع الظالمين الا برما، و يقول لخصمائه: انكم لا تقدرون علي اكثر من قتلي، لكن لا تقدرون علي هدم مجدي و محو عزي و شرفي.

و هذا امر عادي طبيعي، لا يخفي علي كثير من الرعية، فكيف بامام عظيم، ورث علم جده و ابيه و امه و اخيه، و اعطاه الله من العقل ما لم يعط احدا غيرهم، و من العلم ما لا يناله احد دونهم، فصلوات الله و سلامه عليهم و جعلنا الله من اتباعهم و اشياعهم، و عليك بالتامل في خطبه.