بازگشت

ايها القاري ء الحر الكريم


هل تجد من ضميرك العليم و شعورك السليم، ان الامام الشهيد ما كان يريد، سلب الامارة من يزيد، و ابيه الطريد، و طرد الخونة عن الامة، و الظلمة عن الملة، ورد الحكومة الي اهلها، و الخلافة الي من يليق بها، كيف و هو عليه السلام؛ كان لا يري فتنة اعظم من امارة معاوية علي الامة، كما صرح به و اعلن، فيما كتب الي معاوية جوابا عما كتب اليه، و قال: يا معاوية اني لا اعلم فتنة اعظم من امارتك، علي امة


جدي، و لا اعلم نظرا لنفسي و ولدي و امة جدي افضل من جهادك، فان فعلته فهو قربة الي الله عزوجل، و ان تركته فاستغفر الله لذنبي، لامارتك صبيا يشرب الشراب، و يلعب بالكلاب، ما اراك الا اوبقت نفسك، و اهلكت دينك، و اضعت الرعية. [1] .

و قد اتي في بعض كلماته عليه السلام مخاطبا لكبراء القوم و نصحاء الامة ما يرشدك الي ذلك فقال:



فيا نصحاء الله انتم ولاته

و انتم علي اديانه امناء



باي كتاب ام باية سنة

تناولها عن اهلها البعداء



و لما كلفه الوليد بالبيعة ليزيد، غضب الامام عليه السلام، و جري بينهما كلام فقال الحسين عليه السلام ايها الامير.

انا اهل البيت النبوة، بنا فتح الله، و بنا ختم الله، و يزيد رجل فاسق شارب الخمر، معلن بالفسق؛ و مثلي لا يبايع مثله؛ لكن نصبح و تصبحون و ننظر و تنظرون، اينا احق بالبيعة و الخلافة.

نعم، الامام الشهيد كان لا يري في سبيل اهدافه، و ازالة العدو عن مقره و مقامه؛ الا التضحية؛ و التفدية؛ و القتل، و الشهادة، و يكرر تلك الابيات كثيرا:



سامضي و ما بالموت عار علي الفتي

اذا ما نوي حقا و جاهد مسلما



و يعلم عليه السلام انه سيقتل في سبيل اهدافه المقدسة و لا ينال مرتبته العظيمة، الا بالشهادة، و كان يقول: مرحبا بالقتل في سبيل الله، و لست اخاف الموت، ان نفسي لاكبر، و همتي لاعلي، من ان احمل الضيم خوفا من الموت، و خرج من المدينة حين خرج بصيرا بعواقب امره كانه


يري مصرعه و مصارع اصحابه و اهل بيته، حتي انه لم يعدل عن الجادة كما فعل ابن الزبير، و قال: و الله لا افارقها حتي يقضي الله ما يحب و يرضي.


پاورقي

[1] تجد جميع تلک المضامين في هذا الکتاب اثناء خطبته و کلماته.