بازگشت

نداء عظيم


لما ظهر الفساد في المجتمع الاسلامي، و شئون المسلمين و سلبت الحرية عن الناس، و ترك العدل فيهم، و بدلت الحكومة الاسلامية الانسانية، بحكومة استبدادية اموية، قومية جائرة، فقتل من قتل، و سبي من سبي و نفي الاحرار عن اوطانهم، و اخر الاخيار؛ و قدم الاراذل و الاشرار، علي الافاضل و الابرار، الذين هم بين طريد و شريد، و قتيل و صليب، يعيشون في غربة و كربة، و كظة و محنة، معذبين في قعر السجون، و ظلم المطامير، يقطع ايديهم و ارجلهم و يسمل عيونهم و اهل الدنيا و ابنائها في عشية راضية و سياسة متراضية تلعب بهم الحكومة الفاجرة، و تلهيهم بهدايا فاخرة، تهدي اليهم من ناحية الامير، ابن الاكلة للاكباد الطاهرة، معاوية بن صخر بن حرب الذي يغدر و يفجر، ملك الناس قهرا، ودانهم مكرا، بغير قدم لائق و شرف سابق.

فعند ذلك قام الامام الحسين بن علي بن ابيطالب عليهماالسلام حاميا للدين، و حفظا لحقوق المسلمين، عونا للمظلومين، و نادي نداء ايقظ به الامة، و حذر الامة من سلطة الاموية، و من السقوط و الذلة من غير خوف و لا مداهنة و لا تقية و قال في مجتمع كبير: اني اخاف ان يندرس هذا الحق و يذهب و الله متم نوره و لو كره المشركون.

و ارشدهم الي وظيفة هامة و مسئولية دينية اجتماعية مهمة بان


يجتمعوا علي امام يجب طاعته و زعيم يصلح للدين و دنياهم الذي يحب لغيره ما يحب لنفسه و يكره لهم ما يكره له و يرضي منهم بما يرضي من نفسه و قال:

ما الامام الا الحاكم القائم بالقسط الدائن بدين الحق الحابس نفسه علي ذات الله، و ما هؤلاء المدعون للخلافة و الزعامة، قد لزموا طاعة الشيطان، و تولوا عن طاعة الرحمن؛ و اظهروا الفساد؛ و عطلوا الحدود و حرموا حلال الله، و احلوا حرامه.

و كان لا يري علي الامة فتنة اعظم من امارة معاوية عليهم، و يقول انا الحق بهذا الحق ممن تولاه، لقرابتي من رسول الله و لانه من حزب الله الغالبين، و عترة رسول الله الاقربين، و احد الثقلين، و اعلن في طي خطبة له، و قال:

ايها الناس نحن اهل بيت النبوة اولي بولاية هذا الامر عليكم، من هؤلاء المدعين ما ليس لهم، و السائرين فيكم بالجور و العدوان.

و قال في موضع آخر: فاطيعونا، فان طاعتنا مفروضة؛ اذ كانت بطاعة الله و رسوله مقرونة قال الله عزوجل اطيعوا الله و اطيعوا الرسول و اولي الامر منكم، فان تنازعتم في شي ء فردوه الي الله و الي الرسول.