بازگشت

معاوية يصل الحسين و يصف يزيد


قدم معاوية المدينة حاجّا و اخذ البيعة ليزيد، و خطب و مدح و وصفه بالعلم بالسنة و قرائة القرآن و الحلم، فقام الحسين عليه السلام و صلي - علي الرسول ثم قال:

اما بعد: يا معاوية فلن يؤدي القائل و ان اطنب في صفة الرسول صلي الله عليه و آله من جميع جزءا قد فهمت ما البست به الخلف بعد رسول الله من ايجاز الصفة و التنكب عن استبلاغ البيعة، و هيهات هيهات يا معاوية فضح الصبح فحمة الدجي، و بهرت الشمس انوار السرج، و لقد فضلت حتي افرطت، و استأثرت حتي اجحفت، و منعت حتي بخلت، و جزت حتي جاوزت؛ ما بذلت لذي حق من اتم حقه بنصيب، حتي اخذ الشيطان حظه الاوفر، و نصيبها الاكمل، و فهمت ما ذكرته عن يزيد، من اكتماله و سياسته لامة محمد صلي الله عليه و آله، تريد ان توهم الناس في يزيد، كانك تصف محجوبا، او تنعت غائبا، او تخبر عما كان،


مما احتويته بعلم خاص، و قد دل يزيد من نفسه علي موقع رأيه، فخذ ليزيد فيما اخذ به من استقرائه الكلاب المتهارشة عند التحارش، و الحمام السبق لا ترابهن، و القينات ذوات المعازف و ضروب الملاهي تجده ناصرا، ودع عنك ما تحاول، فما اغناك ان تلقي الله بوزر هذا الخلق، اكثر مما انت فيه، فوالله ما برحت تقدم باطلا في جور، و حنقا في ظلم، حتي ملات الاسقية، و ما بينك و بين الموت الاغمضة، فتقدم علي عمل محفوظ في يوم مشهود ولات حين مناص، و رأيتك عرضت بنا بعد هذا الامر و منعتنا عن آبائنا تراثا، و لقد (لعمر الله) اورثنا، رسول الله ولادة، و جئت لنا بما حججتم به القائم عند موت الرسول عليه الصلوة و السلام، فاذعن للحجة بذلك، ورده الايمان الي النصف، و كنتم الاعاليل، و فعلتم الافاعيل، و قلتم كان و يكون، حتي اتاك الامر يا معاوية، من طريق كان قصدها لغيرك، فهناك فاعتبروا يا اولي الابصار، الخطبة [1] .


پاورقي

[1] الغدير ج 10 ص 162، الامامة و السياسة ج 1 ص 153، بلاغة الحسين 18.