بازگشت

معاوية يجيب الحاكم في امر الحسين


فكتب معاوية الي مروان - اما بعد فقد بلغني، و فهمت ما ذكرت فيه من امر الحسين، فاياك ان تعرض للحسين في شي ء، و اترك حسينا ما تركك، فانا لا نريد ان نعرض له في شي ء، ما وفي ببيعتنا، و لم ينازعنا في سلطاننا، فاكمن عنه ما لم يبدلك صفحته، والسلام.

هذه المجاملة لم تكن من معاوية، الا سياسة رائجة بين السياسيين،


يتكلمون بالف لسان، و يلاقون الناس بالفي روح.

فلما اخذ البيعة ليزيد و مهد اصولها، كتب الي سعيد بن العاص عامله بالمدينة، ان يدعو اهل المدينة الي البيعة، و يكتب اليه؛ بمن سارع ممن لا يسارع، فكتب الي سعيد في جوابه؛

اني اخبرك ان الناس عن ذلك بطاء، و لا سيما اهل البيت من بني هاشم، فانه لم يجبني منهم احد، و بلغني عنهم ما اكره، و كان من اشدهم في ذلك، الحسين بن علي عليه السلام، فعند ذلك كتب الي الحسين معاوية كتابا، يهدده، و يخادعه و يعظمه، و ما يخدعون الا انفسهم و ما يشعرون.