بازگشت

يستشير معاوية الامراء في امر الامام


ان معاوية كان يعلم ان الحسين بن علي عليه السلام لا يصبر علي ما يجري علي المجتمع و لا يصالح و لا يسامح في ذلك، بل يقوم يوما و يعارضه و يبارزه، و يخاف علي من بعده من هذه الجبهة، و يتامل و يعمل في حل تلك المشكلة، التي تؤيدها الاوضاع الجارية، و الاحوال المتعاقبة، و يفشيها اخبار المتفكرين و الامراء المراقبين،

دعي معاوية مروان بن حكم يوما، فقال له: اشر علي في الحسين عليه السلام فقال مروان: اري ان تخرجه معك في الشام، و تقطعه من اهل العراق و يقطعهم عنه، فقال اردت والله ان تستريح منه و تبتليني


به، فان صبرت عليه صبرت علي ما اكره، و ان اسأت عليه، قطعت رحمه فاقامه.

يرشدنا البحث في التاريخ، و يهدينا الي ان الحكومة الجائرة الاموية، و علي رأسها معاوية، كان يحس خطرا عظيما من ناحية الامام الشهيد، علي ما عليه من النفوذ و التسلط علي الامة، و الارعاب و الارهاب فيهم، فكتب الي سعيد بن العاص فقال له: يا اباعثمان اشر علي في الحسين، فقال انك والله ما تخاف الحسين الا علي من بعدك، و انك لتخلف له قرنا، ان صارعه ليصر عنه و ان سابقه ليسبقن، فذر الحسين بمنبت النخلة يشرب الماء و يصعد في الهواء، و لا يبلغ الي السماء، [1] .


پاورقي

[1] البحار ج 10 ص 148.