هكذا يباع الدين و تعمل السياسة
ان اهل المدينة كانوا يحبون سعيد بن عثمان، و يقولون في اشعارهم:
والله لا ينالها يزيد
حتي يعض هامه الحديد
ان الامير بعده سعيد
فلما قدم معاوية الشام اتاه سعيد، و جري الكلام بينهما، فقال: معاوية يا سعيد: دعني من هذا القول، و سلني اعطك، و سأله سعيد مما اعطي؛ فاعطاه، و في ذلك يقول سعيد في اشعاره و مدحه بالجود و الصلة.
فلو كان عثمان الغداة مكانه
لما نالني من ملكه فوق ما بذل
و رضي سعيد بذلك، و باع آخرته بدنياه، و كم له من نظير.