بازگشت

خطايا موبقة


من اكبر خطايا ابن ابي سفيان، معاوية بن حرب، و اقبح فعاله في حياته، خروجه علي الامام اميرالمؤمنين علي بن ابيطالب عليه السلام، و قتله الحسن المجتبي سبط النبي صلي الله عليه و آله، و كثيرا من اصحاب الرسول صلي الله عليه و آله، ثم اخذه البيعة من الناس جبرا و كرها، لابنه يزيد بالخلافة بعده؛ فكانه لم يكن يري لاحد من المسلمين من اهل الحل و العقد من المهاجرين و الانصار، حرمة و لا رأيا، و لم يكن له هم و لا فكر، الا ان يؤسس حكومة اموية مستقرة في ابناء بيته، تحت بوارق الارهاب، و مطامع اهل الشره و الشهوات. [1] .

و مهد ذلك امورا عظيمة، ودس دسائس عجيبة، و ارتكب جناية فاحشة اثبتها التاريخ و الكتب، تجدها في الدواوين و الصحف، و اليك بعضها.

قال السيوطي حج معاوية سنة احدي و خمسين، و اخذ البيعة لابنه،


فبعث الي ابن عمر، فتشهد و قال، اما بعد يابن عمر، انك كنت تحدثني، انك لا تحب ان تبيت ليلة سوداء ليس عليك فيها امير؛ و اني احذرك ان تشق عصا المسلمين، او تسعي في فساد ذات بينهم،

فحمد ابن عمر الله و اثني عليه، ثم قال: اما بعد، فانه قد كان قبلك خلفاء لهم ابناء، ليس ابنك بخير من ابنائهم، فلم يروا في ابنائهم منا رأيت في ابنك، و لكنهم اختاروا للمسلمين، حيث علموا الخيار، و انك تحذرني ان اشق عصا المسلمين، و لم اكن لا فعل، و انما انا رجل من المسلمين؛ فاذا اجتمعوا علي امر، فانما انا رجل منهم، فقال: يرحمك الله فخرج ابن عمر.

ثم ارسل الي ابن ابي بكر فتشهد، ثم اخذ في الكلام، فقطع عليه، كلامه:

و قال انك لوددت انا و كلناك في امر ابنك الي الله؛ و انا والله لا نفعل، والله لتردن هذا الامر شوري في المسلمين، او لنفرقنها عليك، ثم وثب و مضي، فقال: معاوية اللهم اكفنيه بما شئت؛ ثم قال: علي رسلك، ايها الرجل، لا تشرفن علي اهل الشام، فاني اخاف ان يسبقوني بنفسك حتي اخبر العشية انك قد بايعت، ثم كن بعد علي ما بدا لك من امرك.

ثم ارسل الي ابن الزبير فقال: يابن الزبير، انما انت ثعلب رواغ؛ كلما خرج من جحر دخل في آخر، و انك عمدت الي هذين الرجلين فنفخت في مناخرهما و حملتهما علي غير رأيهما.

فقال ابن الزبير: ان كنت قد مللت الامارة فاعتزلها، و هلم ابنك فلنبايعه، ارأيت اذا بايعت ابنك معك، لايكما نسمع و نطيع لا تجتمع البيعة لكما ابدا، ثم راح.

و لكن معاوية اخبر الناس كذبا بانهم قد سمعوا و اطاعوا ليزيد و


بايعوا له ثم ارتحل و لحق بالشام. [2] .


پاورقي

[1] عن الحسن اربع خصال کن في معاوية، لو لم يکن منهن الا واحدة لکانت موبقة، انتزاؤه علي هذه الامة بالسفهاء، و استخلافه ابنه سکيرا خميرا، و ادعاؤه زيادا، و قتله حجرا - الغدير ج 10 ص 225 عن ابن‏عساکر و غيره.

[2] تاريخ الخلفاء ص 76 طبع مصر و قد ذکر العلامة الاميني قدس سره في کتابه القيم، الغدير ج 10 ص 225 الي 256 کيفية اخذ معاوية البيعة ليزيد مفصلا؛ ترکتها خوفا من الاطالة.