بازگشت

سياسة الاشرار لا تعمل في الاحرار


لانهم يقولون انا قوم عاد يناكم في الله و لم نكن نصالحكم للدنيا.

خطب الامام المجتبي عليه السلام عائشة بنت عثمان، و قال مروان:

ازوجها عبدالله بن زبير.

ثم ان معاوية كتب الي مروان، و هو عامله علي الحجاز، يامره ان يخطب ام كلثوم، بنت عبدالله بن جعفر، لابنه يزيد، فاتي عبدالله بن جعفر، فاخبره بذلك، فقال: عبدالله ان امرها ليس الي، انما هو الي


سيدنا الحسين عليه السلام و هو خالها، فاخبر الحسين بذلك فقال: استخير الله تعالي، اللهم وفق لهذه الجارية رضاك من آل محمد، فلما اجتمع الناس في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله اقبل مروان حتي جلس الي الحسين عليه السلام، و عنده من الجلة، و قال: ان اميرالمؤمنين امرني بذلك (اي اخطب ام كلثوم ليزيد) و ان اجعل مهرها حكم ابيها، بالغا ما بلغ، مع صلح ما بين هذين الحيين، مع قضاء دينه، و اعلم ان من يغبطكم بيزيد اكثر ممن يغبطه بكم: و العجب كيف يستمهر يزيد، و هو كفر من لا كفو له، و بوجهه يستسقي الغمام: فرد خيرا يا اباعبدالله؛

فقال الحسين عليه السلام: الحمد الله الذي اختارنا لنفسه و ارتضانا لدينه و اصطفانا علي خلقه، و انزل علينا كتابه و وحيه، و ايم الله

ينقصنا احد من حقنا شيئا الا انتقصه الله من حقه، في عاجل دنيا و آخرته، و لا يكون علينا دولة الا كانت لنا العاقبة و لتعلمن نبأه بعد حين.

ثم قال: يا مروان قد قلت فسمعنا

اما قولك: مهرها حكم ابيها بالغا ما بلغ، فلعمري لو اردنا ذلك، ما عدونا سنة رسول الله في بناته و نسائه و اهل بيته، و هو اثنتا عشرة اوقية يكون اربعمأة و ثمانين درهما.

و اما قولك مع قضاء دين ابيها، فمتي كن نسائنا يقضين عنا ديوننا، و اما صلح ما بين هذين الحيين: فانا قوم عاديناكم في الله، و لم نكن نصالحكم للدنيا، فلعمري فلقد اعيي النسب فكيف السبب.

و اما قولك العجب ليزيد كيف يستمهر، فقد استمهر من هو خير من يزيد، و من اب يزيد و من جد يزيد، و اما قولك: ان يزيد كفو من لا كفوله، فمن كان كفوه قبل اليوم، فهو كفوه اليوم، مازادته امارته في


الكفائة شيئا.

و اما قولك بوجهه يستسقي الغمام، فانما كان بوجه رسول الله صلي الله عليه و آله و ما قولك من يغبطنا به اكثر ممن يغبطه بنا، فانما يغبطنا به اهل الجهل، و يغبطه بنا اهل العقل.

ثم قال بعد كلام: فاشهدوا جميعا، اني قد زوجت ام كلثوم بنت عبدالله بن جعفر من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر، علي اربعمأة و ثمانين درهما، و قد نحلتها ضيعتي بالمدينة، او قال: ارضي بالعقيق، و ان غلتها في السنة ثمانية آلاف دينار، ففيها لهما غني، ان شاء الله، فتغير وجه مروان، و قال، غدرا يا بني هاشم، تأبون الا العداوة فذكره الحسين عليه السلام خطبة الحسن، عائشة بنت عثمان و فعله ثم قال: فاين موضع الغدر يا مروان، فقال مروان:



اردنا صهركم لنجد ودا

قد اخلقه به حدث الزمان



فلما جئتكم فجبهتموني

و بحتم بالضمير من الشنان



فاجابه ذكوان مولي بني هاشم

اماط الله منهم كل رجس



و طهرهم بذلك في المثاني



فما لهم، سواهم من نظير

و لا كفو هناك و لا مداني



اتجعل كل جبار عنيد

الي الاخيار من اهل الجنان



ثم ان الحسين تزوج بعايشة بنت عثمان [1] .


پاورقي

[1] البحار ج 44 الطبع الجديد ص 207، المناقب ج 4 ص 38.