لما بويع اميرالمؤمنين صلوات الله عليه بالخلافة، خرج الي المسجد، و معه الحسن و الحسين، و خطب خطبة، ثم قال للحسن قم و اصعد المنبر، و تكلم بكلام لا يجهلك قريش من بعدي، فصعد الحسن المنبر، فحمد الله بمحامده البليغة الشريفة، ثم قال:

ايها الناس سمعت جدي رسول الله يقول: انا مدينة العلم و علي بابها، و هل تدخل المدينة الا من بابها، ثم نزل، فوثب اليه علي وضمه الي صدره:

ثم قال للحسين: يا بني قم فاصعد المنبر، فتكلم بكلام لا يجهلك قريش بعدي، و ليكن كلامك تبعا لكلام اخيك، فصعد الحسين المنبر فحمد الله و صلي علي نبيه صلوة موجزة ثم قال:

معاشر الناس سمعت رسول الله و هو يقول: ان عليا هو مدينة هدي، فمن دخلها نجي و من تخلف عنها هلك.

ثم نزل فوثب اليه علي وضمه الي صدره و قال:


معاشر الناس، اشهدوا انهما فرخا رسول الله، و وديعته، التي استودعهما، و انا استودعكموها معاشر الناس و رسول الله سائلكم عنهما. [1] .