بازگشت

خطبته في مكارم الاخلاق


يا ايها الناس نافسوا في المكارم، و سارعوا في المغانم و لا تحتسبوا بمعروف لم تعجلوا، و اكتسبوا الحمد بالنجح، و لا تكسبوا بالمطل ذما، فمهما يكن لاحد عند احد صنيعة له، رأي انه لا يقوم بشكرها، فالله له بمكافاته، فانه اجزل عطاء، و اعظم اجرا.

و اعلموا ان حوائج الناس اليكم من نعم الله عليكم، فلا تملوا النعم فتحور نقما.

و اعلموا ان المعروف مكسب حمدا، و معقب اجرا، فلو رأيتم المعروف رجلا، رأيتموه حسنا جميلا، يسر الناظرين، و لو رأيتم اللوم رأيتموه سمجا [1] مشوّها، تنفر منه القلوب، و تغض دونه الابصار.

ايها الناس من جاد ساد، و من بخل رذل، و ان اجود الناس من اعطي من لا يرجوه، و ان اعفي الناس من عفي عن قدرته، و ان اوصل الناس من وصل من قطعه، و الاصول علي مغارسها بفروعها تسمو، فمن


تعجل لاخيه خيرا وجده اذا قدم عليه غدا، و من اراد الله تبارك و تعالي بالصنيعة الي اخيه، كافاه بها في وقت حاجته، و صرف عنه من بلاء الدنيا ما هو اكثر منه، و من نفس كربة مؤمن فرج الله عنه كرب الدنيا و الآخرة، و من احسن احسن الله اليه و الله يحب المحسنين. [2] .

قال الاربلي: هذا الفصل من كلامه و ان كان دالا علي فصاحته، و مبينا عن بلاغته، فانه دال علي كرمه، و سماحته و جوده، مخبر عن شرف اخلاقه و سيرته و حسن نيته و سريرته، شاهد بعفوه؛ و حلمه و طريقته، فان هذا الفصل قد جمع مكارم الاخلاق: لكل صفة من صفات الخير فيها نصيب و اشتمل علي مناقب عجيبة، و ما اجتماعها في مثله بعجيب.


پاورقي

[1] السمج القبيح و الخبيث.

[2] کشف الغمة ج 2 ص 242 - 241، احقاق الحق ج 11 ص 595 عن وسيلة المآل ص 182، الفصول المهمة ص 178.