بازگشت

ذكر جملة من كلماته و خطبه و كتبه


ليس الغرض نقل جميع ما روي عن الامام الشهيد عليه السلام مستوفي و مستقصي، بل الهدف الاعلي، نقل ما يناسب الكتاب من الحماسة، و الشجاعة، و المسؤلية الاسلامية الاجتماعية الانسانية، و الانكار الشديد علي الظلمة و التعيير بهم، و الغيير عليهم، و علي افكارهم المظلمة و سياستهم الموحشة الغاشمة و نقل ما يوقظ الامة، و ينور افكار الملة، في اصلاح المجتمع الاسلامي، ورد الحكومة الاموية الجاهلية، الي حكومة صالحة عادلة، الهية نبوية علوية اسلامية يعيش في ظلها الناس، برهم و فاجرهم، حرهم و عبيدهم؛ فقيرهم و غنيهم، شريفهم و وضيعهم، في رفاه و راحة و سعادة و سيادة، آمنين علي حقوقهم، و نفوسهم و شئونهم؛ بتقديم الافاضل، و تاخير الاراذل.

و يعلم من كلمات الامام عليه السلام ان الحسين الشهيد كان من اول الامر تجاه الحكام و الامراء، و هو عليه السلام علي نية حسنة، و فكرة طيبة، من شجرة اصلها ثابت و فرعها في السماء، و هم علي نية فاسدة و افكار كاسدة، كشجرة خبيثة، اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار.

و قد بين عليه السلام اهدافه، و ابرز منوياته في كل فرضة و مناسبة و اظهر الحق في كل وقت. و مرحلة و جلوة و خلوة.


و كان يبين معايب الاحكام و جناياتهم، و اعراضهم عن الحق، و تركهم العدل و الانصاف، و ينكر جميع ذلك عليهم في محاوراته و مناظراته.

روي انه قد تذاكروا العقل عند معاوية، و كان الحسين عليه السلام حاضرا فقال عليه السلام لا يكمل العقل الا باتباع الحق. [1] .

فقال معاوية: ما في صدوركم الا شي ء واحد.

نعم لم يكن في صدر الحسين عليه السلام الا شي ء واحد، و هو الحق و العدل، و الكرم، و الحرية و ارشاد الامة الي منهج الحق، و مقر العدالة، و اساس الفضيلة؛ و العقل، و علو الهمة، التي لا تكون امة كبيرة و لا مترقية الا بتلك الخصال و افضلها الحرية في اظهار الحق و العدالة في المجتمع.

عن الصادق عليه السلام قال: خمس خصال، من لم يكن فيه خصلة منها فليس فيه كبير مستمتع، اولها الوفاء، و الثانية التدبير، و الثالثة الحياء، و الرابعة حسن الخلق، و الخامس و هي تجمع هذه الخصال الحرية. [2] .

و اتبرك بذكر دعاء مختصر منه يناسب موضوع الكتاب، و اسئل الله ان يوفقني لجمع كل ما روي عنه في جزء آخر ان شاء الله.


پاورقي

[1] البحار ج 17 ص 217.

[2] الاثني عشرية ص 309 و الخصال ج 1 ص 230.