بازگشت

اشعاره


و ليعلم ان اشعار الامام الشهيد الحسين بن علي عليه السلام انما كانت كثيرة مقبولة عند جميع الناس، يغتنمونها و يبذلون المال لها،


يحفظونها لفصاحتها و عذوبتها، و يحتجون بها، سيما الابرار و الاحرار.

قال كمال الدين الشافعي: كانت الفصاحة له عليه السلام خاضعة، و البلاغة لامره متبعة، سامعة طائعة، و قد تقدم آنفا نثره، و اما نظمه؛ فيعد من الكلام جوهر عقد منظوم، و مشهر برد مرقوم. [1] .

قال الاربلي: اما شعره عليه السلام فقد ذكر الرواة له شعرا و وقع الي شعره، بخط الشيخ عبدالله بن احمد بن احمد بن احمد بن الخشاب النحوي.

قال ابومخنف لوط بن يحيي: اكثر ما يرويه الناس من شعر سيدنا ابي عبدالله عليه السلام الحسين بن علي عليه السلام انما هو ما تمثل به و قد اخذت شعره من مواضعه و استخرجته من مظانه و اماكنه، و رويته عن الثقات، منهم عبدالرحمن بن نجبة الخزاعي، و كان عارفا بامر اهل البيت عليهم السلام و منهم المسيب بن رافع المخزومي، و غيره رجال كثير.

يظهر من كلمات المورخين و المحدثين، ان اشعاره عليه السلام قد جمعها عدة من العلماء العارفين باهل البيت؛ منهم المؤرخ الوجيه عند العامة و الخاصة، لوط بن يحيي بن سعيد، ابومخنف الازدي المتوفي 157 صاحب المقتل [2] و ابن الخشاب النحوي المفسر الشاعر المتوفي 567 و قد عثر مؤلف كشف الغمة؛ علي بن عيسي الاربلي في 687 علي ما جمعه ابن الخشاب بخطه، من اشعار الامام عليه السلام و نقله في كتابه متفرقا و ملخصا. [3] .


و كان ارباب الفضل و العلم و الادب، يهتمون بحفظ كلماته عليه السلام و نظمه و نثره، قد يعطون مالا جزيلا، لكتابة اشعاره و حفظ آثاره عليه السلام.

نقل الاربلي عن ابي مخنف انه قال: انشدني رجل من ساكني سلع [4] ابياتا من ابي عبدالله عليه السلام، فقلت: اكتبنيها فقال لي: ما احسن ردائك هذا، و كنت اشتريتها يومي ذلك بعشرة دنانير، فطرحته فاكتبنيها و هي الاشعار التي اولها ذهب الذين احبهم، كما ياتي ان شاء الله.

و الاسف ان اشعاره عليه السلام لم تصل الينا مجموعة في ديوان؛ بل هي متفرقة في كتب القوم، و متشتتة في دواوينهم، يصعب الاطلاع علي جميع ما فيها، مع شدة الاحتياج اليها، و امس الحاجة الي مضامينها.

فقد تصفحت و سبرت كتب القوم، و جمعت ما عثرت عليه، من اشعاره عليه السلام و تمثلانه و اراجيزه، ضما الي الديوان المنسوب اليه عليه السلام، و اضفت عليها بعض كلماته، و كتاباته، و خطبه التي تفوح منها الحرية، و الشجاعة، و الشهامة، و تدعو المجتمع الي السعادة الابدية، و السيادة الدنيوية، و اختيار القتل في سبيل العز و العقيدة، علي الذلة و المنة، و ارجو الله تبارك و تعالي ان يمن علي عبده بقبول بضاعته المزجاة عنده، و عند الامام الشهيد الحسين بن علي عليه السلام، و عند جده و ابيه و امه و بنيه الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين.



پاورقي

[1] مطالب السؤول ص 73.

[2] ابومخنف.

[3] کشف الغمة ج 2 ص 245.

[4] سلع - اسم موضع قرب المدينة او بوادي موسي.