بازگشت

علي زين العابدين


ثم نظر ابن زياد غلام عليل هزيل مع السيدة زينب فسأله:

- من أنت؟

قال: علي بن الحسين.

قال: أو لم يقتل الله علي بن الحسين؟

قال: كان لي أخ يسمي عليا قتله الناس.

فأعاد ابن زياد قوله: الله قتله.

فقال علي: الله يتوفي الأنفس حين موتها، و ما كان لنفس أن تموت الا بأذن الله..

فأخذت زيادا الاثم و انتهر قائلا:

- و بك جرأة لجوابي!


و صالح الخبيث الأثيم بجنده:

- أذهبوا به فاضربوا عنقه...

فجاشت بعمة الغلام قوة لا يردها سلطان، و لا يرهبها سلاح.. لأنها قوة من هان لديه الموت و هانت عليه الحياة، فاعتنقت الغلام اعتناق من اعتزم ألا يفارقه الا و هو جثة هامدة، و أقسمت لئن قتلته لتقتلني معه. فارتد ابن زياد مشدوها و هو يقول متعجبا:

- يا للرحم... اني لأظنها ودت أني قتلتها معه..

ثم قال: «دعوه لما به».. كأنه حسب أن العلة قاضية عليه.

و علي هذا هو زين العابدين جد كل منتسب الي الحسين عليهماالسلام، و كان كما قال ابن سعد في الطبقات: «ثقة كثير الحديث عاليا رفيعا ورعا»، و كما قال يحيي بن سعيد: «أفضل هاشمي رأيته في المدينة»..

و لولا استماتة عمته كما تري، لقد كادت تذهب بهذه البقية الباقية لمة علي شفتي ابن زياد!