بازگشت

عمر بن سعد


و كان الديلم قد ثاروا علي يزيد بن معاوية و استولوا علي دستبي بأرض همدان، فجمع لهم عبيدالله بن زياد جيشا عدته أربعة آلاف فارس بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص الذي يذكر الديلم اسم أبيه - سعد - فاتح بلادهم، و قد وعد بولاية الري بعد قمع الثورة الديلمية، فلما قدم الحسين الي العراق قال عبيدالله لعمر:

- نفرغ من الحسين ثم تسير الي عملك.

فاستعفاه، و علم عبيدالله موطن هواه فقال له:

- نعم نعفيك علي أن ترد الينا عهدنا..

فاستمهله حتي يراجع نصحاءه.. فنصح له ابن أخته ابن المغيرة


ابن شعبة - و هو من أكبر أعوان معاوية - ألا يقبل مقاتلة الحسين، و قال له:- و الله لأن تخرج من دنياك و مالك و سلطان الأرض لو كان لك، خير من أن تلقي الله بدم الحسين.

و بات ليلته يقلب وجوه رأيه، حتي اذا أصبح ذهب الي ابن زياد، فاقترح عليه أن يبعث الي الحسين من أشراف الكوفة من ليس يغني في الحرب عنهم... فأبي ابن زياد الا أن يسير الي الحسين أو ينزل عن ولاية الري.. فسار علي مضض و جنوده متثاقلون متحرجون، الا زعانف المرتزقة الذين ليس لهم من خلاق.

و كان جنود الجيش يتسللون منه و يتخلفون بالكوفة... فندب عبيدالله رجلا من أعوانه - هو سعد بن عبدالرحمن المنقري - ليطوف بها و يأتيه بمن تخلف عن المسير لقاتل الحسين، و ضرب عنق رجل جي ء به و قيل انه من المتخلفين، فأسرع بقيتهم الي المسير.

و قد أدرك الجيش الحسين و هو بكربلاء علي نحو من خمسة و عشرين ميلا الي الشمال الغربي من الكوفة. نزل بها في الثاني من المحرم سنة احدي و ستين.


و خلا الجو في الكوفة لرجلين اثنين يسابق كلا هما صاحبه في اللؤم و سوء الطوية، و ينفردان بتصريف الأمر في قضية الحسين دون مراجعة من ذي سلطان.. و هما عبيدالله بن زياد، و شمر بن ذي الجوشن.

عبيدالله المغموز النسب الذي لا يشغله شي ء، كما يشغله التشفي لنسبه المغموز من رجل هو بلا مراء أعرق العرب نسبا في الجاهلية و الاسلام.. فليس أشهي اليه من فرضة ينزل ذلك الرجل علي حكمه، و يشعره فيها بذله و رغمه..