بازگشت

ابو ثمامة عمرو الصائدي


عده الشيخ في أصحاب الحسين عليه السلام و قال: عمرو بن عبدالله الأنصاري يكني أبا ثمامه. رجال الشيخ: 103، الرقم 1016.

هـو عـمـرو بـن عـبـداللّه بـن كـعـب الصـائد بـن شـرحـبـيـل بـن شـراحـيل بن عمرو بن جشم بن حاشد بن جشم بن حيزون بن عوف بن همدان، أبو ثمامة الهمداني الصـائدي، كـان أبـو ثـمـامـة تـابعياً، وكان من فرسان العرب ووجوه الشيعة، ومن أصحاب أمـيـر المـؤمـنـيـن عليه السلام الذين شهدوا معه مشاهده، ثمّ صحب الحسن عليه السلام بعده، وبقي في الكوفة، فـلمـّا تـوفـي مـعـاويـة كـاتـب الحـسـيـن عليه السلام، ولمـّا جـأ مـسـلم بـن عـقـيـل إلي الكـوفـة قام معه وصار يقبض الأموال من الشيعة بأمر مسلم فيشتري بها السلاح، وكان بصيراً بذلك، ولمّا دخل عبيداللّه الكوفة وثار الشيعة بوجهه، وجَّهه مسلم فيمن وجَّهه، وعـقـد له عـلي ربـع تـمـيم وهمدان كما قدّمناه. فحصروا عبيداللّه في قصره، ولمّا تفرّق عن مسلم النـاس بـالتـخذيل اختفي أبو ثمامة فاشتدّ طلب ابن زياد له، فخرج


إلي الحسين عليه السلام ومعه نافع بن هلال الجملي، فلقياه في الطريق وأتيا معه [1] .

قـال الطـبـري: ولمـّا نـزل الحسين كربلاء ونزلها عمر بن سعد، بعث إلي الحسين عليه السلام كثير بن عـبـداللّه الشـعـبـي ـ وكـان فـاتـكـاً ـ فـقـال له: إذهـب إلي الحـسـيـن وسـله مـا الذي جـاء بـه؟ قال: أسأله، فإن شئت فتكت به، فقال: ما أُريد أن تفتك به، ولكن أُريد أن تسأله، فـأقـبـل إلي الحـسـيـن، فـلمـّا رآه أبـو ثـمـامـة الصـائدي قـال للحـسـيـن: أصـلحـك اللّه أبـا عـبـداللّه! قـد جـاءك شـرّ أهـل الأرض وأجـرأهـم عـلي دم وأفـتـكـهـم، ثـمّ قـام إليـه وقـال: ضـع سـيـفـك، قـال: لا واللّه ولا كـرامـة، إنـّمـا أنـا رسـول فـإن سـمـعـتـم مـنـّي أبـلغـتـكـم مـا أُرسـلت بـه إليـكـم، وإن أبيتم انصرفت عنكم. فـقـال له أبـو ثـمـامـة: فـإنـّي آخـذ بـقـائم سـيـفـك، ثـمّ تـكـلّم بـحـاجـتـك. قال: لا واللّه ولا تمسّه. فقال له: فأخبرني بماذا جئت؟ وأنا أبلغه عنك، ولا أدعك تدنو منه، فـإنـّك فـاجـر. قـال: فـاسـتـبـّا، ثـمّ رجـع كـثـيـر إلي عـمـر فـأخـبـره الخـبـر، فأرسل قرّة بن قيس التميمي الحنظلي مكانه فكلّم الحسين عليه السلام [2] .

وروي أبـو مـخـنـف: أنّ أبـا ثـمـامـة لمـّا رأي الشـمس يوم عاشوراء زالت وأنّ الحرب قائمة قـال للحسين عليه السلام: يا أبا عبداللّه، نفسي لنفسك الفداء! إنّي أري هؤلاء قد اقتربوا منك، ولا واللّه لا تـُقـتـَل حـتـّي أُقـتـل دونـك إن شـاء اللّه، وأُحـبّ أن ألقـي اللّه ربّي وقد صلّيتُ هذه الصـلاة التـي دنـا وقـتـهـا؛ فـرفـع الحـسـيـن رأسـه ثـمّ قـال: (ذكـرت الصـلاة، جـعـلك اللّه مـن المـصـلّيـن الذاكـريـن، نـعـم، هـذا أوّل وقـتـهـا)؛ ثـمّ قـال: (سـلوهـم أن يـكـفـّوا عـنـّا حـتـّي نـصـلّي)، فـسـألوهـم، فـقـال الحـصـيـن بـن تـمـيـم: إنـّهـا لا تـقـبـل مـنـكـم، فـردّ عـليـه حـبـيب بما ذكرناه في ترجمته [3] .


قـال:ثـمّ إنّ أبـاثـمـامـة قـال للحـسـيـن،وقـد صـلّي: يـاأبا عبداللّه إنّي قد هممت أن ألحق بـأصـحـابـي، وكـرهـت أن أتـخـلّف وأراك وحـيـداً مـن أهـلك قـتـيـلاً، فـقـال له الحـسـيـن عليه السلام: (تـقـدّم فـإنـّا لاحـقـون بـك عـن سـاعـة)، فـتـقـدّم فقاتل حتّي أُثخن بالجراحات، فقتله قيس بن عبداللّه الصائدي ابن عمٍّ له، كان له عدوّاً. وكان ذلك بعد قتل الحر.


پاورقي

[1] راجع الإرشاد: 2: 46، الأخبار الطوال: 238.

[2] تاريخ الطبري: 3: 311، راجع الإرشاد: 2: 85.

[3] تاريخ الطبري: 3: 326.