بازگشت

مقدمة مركز الدراسات الاسلامية التابع لممثلية الولي الفقيه


الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحا لذكره و دليلا علي نعمه و آلائه و الصلاة والسلام علي نبينا محمد و آله الطيبين الطاهرين

و بعد: فان أهم حدث شهده العالم الاسلامي خاصة والعالم عامة في نهاية القرن الرابع عشر من الهجرة النبوية الشريفة هو حدث انتصار ثورة اسلامية في منطقة قلب العالم الاسلامي، بقيادة الرجل الفذ الامام الراحل روح الله الموسوي الخميني قدس سره، و اقامة الجمهورية الاسلامية في اقليم ايران.

و بعد نجاح هذه الثورة المباركة كان المسلمون خاصة و مستضعفو العالم عامة، الساعون الي تغيير أوضاعهم السياسية و الاجتماعية، و تحرير بلدانهم من كل هيمنة استبدادية و استعمارية، قد اتخذوا هذه الثورة نبراسا و أسوة في الجهاد و النضال للتحرر من سيطرة الاستعمار و هيمنتته الفكرية والسياسية والاقتصادية علي بلادهم.

ولقد شهد العالم الاسلامي خاصة والعالم عامة في حركة الأحداث خلال العقد الأول من عمر هذه الثورة متغيرات و تحولات كثيرة و كبيرة علي الأصعدة السياسية و الفكرية، كان أثر هذه الثورة الاسلامية أسياسيا و واضحا في كثير منها.

و كان لشخصية الامام الخميني قدس سره المتكاملة في جميع أبعادها الأثر الكبير في كل ما جري، و في التغيير الفكري والروحي و العملي الذي صبغ النفوس والأشياء


والأحداث بالصبغة الاسلامية الناصعة.

و لقد حدد قدس سره هدف هذه الثورة و هو الجهاد لتطبيق الاسلام المحمدي الخالص، و حدد طريقتها علي هدي النهج الحسيني في الثورة لا زالة الفساد و الظلم، و اقامة العدل، و نشر الصلاح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر...

و لقد دعا قدس سره الي ضرورة أن تتواصل هذه الثورة علي جميع الأصعدة و في كل الأبعاد، خصوصا في البعد الثقافي الذي يجسد هويتها الفكرية التي لا تقيدها حدود جغرافية و موانع سياسية في الدعوة الي الاسلام المحمدي الخالص، و في مواجهة الغزو الثقافي الكافر الذي كانت و لم تزل رياحه تهب بقوة و شراسة علي عالمنا الاسلامي.

و بعد ارتحال الامام الخميني قدس سره واصل قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي التأكيد علي استمرار و مواصلة هذه الثورة في كل الأبعاد أيضا وف ي بعدها الثافي بشكل خاص، و ذلك لاشتداد قوة الغزو الفكري و الحضاري الكافر في وقت أحكمت وسائل الاعلام الكافر قبضتها علي كل العالم بطريقة حديثة و متفوقة و شاملة، الأمر الذي جعل مواجهة هذا الغزو الفكري الكافر عملا يحتاج الي مستوي رفيع من المعرفة و التخطيط والفن، من أجل ايصال الكلمة الاسلامية الهادية، كلمة الفطرة الانساينة، الي كل القلوب بأساليب متعدةة و محببة و مؤثرة، حتي تتوجه هذه القلوب الي دين الله باقبال و اعتقاد، و تنصرف عن زخارف ضلال الشيطان عن معرفة و تدبر.

و امتثالا لتوصيات القيادة الاسلامية الحكيمة كان «حرس الثورة الاسلامية» وليد الثورة الاسلامية الأغر قد أولي مواصلة الثورة الثقافية عناية فائقة و تركيزا خاصا، ايمانا بأن للكلمة والفكر والمعرفة دورا كبيرا في تثبيت وتوضيح أصول


و منطلقات الثورة الاسلامية و نشرها، و في الدعوة الي الحق و الخير و الدفاع عنهما، جنبا الي جنب مع اعداد القوة التي ترهب عدو الله و عدو المؤمنين.

فكان و لم يزل للمؤسسات الثقافية و العلمية التابعة لحرس الثورة الاسلامية دور ظاهر في نشر الثقافة و التربية الاسلامية بين قوات الحرس خاصة و في أوساط الأمة عامة.

و ايمانا من «حرس الثورة الاسلامية» بانتمائه الصميمي الي نهج الامام الحسين عليه السلام في الجهاد و مقارعة الفساد و الظلم و الكفر، و شعورا منه بواجب أداء بعض ما للامام الحسين عليه السلام من دين و فضل في أعناق أبناء حرس الثورة الاسلامية، كانت قيادة هذا الحرس قد أقدمت بشكل خاص علي تأسيس وحدة خاصة أطلق عليها «مديرية دراسات عاشوراء المستقلة» في مركز الدراسات الاسلامية العائد لحرس الثورة الاسلامية.

و تهتم هذه المديرية بنشر التراث الحسيني، و ترويج ثقافة عاشوراء، و تقديم التحقيقات الجديدة فيما يرتبط بتأريخ الثورة الحسينية علي جميع الأصعدة و في مختلف الأبعاد، و احياء الآثار العلمية و التأريخية و الأدبية المرتبطة بتأريخ الامام الحسين عليه السلام.

و علي سبيل المثال لا الحصر، فقد شرعت هذه المؤسسة بتدوين موسوعة (دائرة معارف الامام الحسين عليه السلام)، و تدوين دراسة تأريخية تحليلة جديدة مفصلة لفترة امامة الامام الحسين عليه السلام تحت عنوان (الركب الحسيني من المدينة الي المدينة). و نشر كتب ذات مناهج متنوعة للتعريف بنهضة عاشوراء، كمثل كتاب (بلاغات عاشوراء) و كتاب (ممهدات الثورة الحسينية)، و كتاب (وقائع آثار عاشوراء).

و في اطار احياء آثار المكتبة الحسينية، تقدم مديرية دراسات عاشوراء بين يدي القاري الكريم جهدا تحقيقيا قيما لكتاب نفيس من المكتبة الحسينية، وهو


كتاب (ابصار العين في أنصار الحسين عليه و عليهم السلام) للمرحوم المحقق المتتبع الشيخ محمد السماوي، و قد قام بهذا الجهد التحقيقي سماحة المحقق الشيخ محمد جعفر الطبسي، ذو الخبرة الطويلة في عالم التتبع والتحقيق، و من تحقيقاته: تحقيق كتاب (منية الراغب في ايمان أبي طالب) لوالده آية الله الشيخ محمدرضا الطبسي النجفي رحمته الله، و تقحيق كتاب (المسالك) للشهيد الثاني رحمته الله الي كتاب المضاربة، و (معجم أحاديث الامام المهدي عليه السلام) بالاشتراك مع مجموعة من المحققين.

ندعو الله تبارك و تعالي محققنا صاحب الفضيلة الشيخ محمد جعفر الطبسي دوام الموفقية علي طريق خدمة الدين الاسلامي الحنيف، و خصوصا في مجال نشر و ترويج الأهداف السامية لثورة الامام الحسين عليه السلام.

مركز الدراسات الاسفلامية للمثلية

الولي الفقيه في حرس الثورة الاسلامية