بازگشت

موعظة منه


اوصيكم بتقوي الله و احذركم ايامه و ارفع لكم اعلامه فكان المخوف قد افد بمهول وروده و نكير حلوله و بشع مذاقه فاعتلق مهجكم و حال بين العمل و بينكم فبادروا بصحة الاجسام في مدة الاعمار كانكم بنعاة طوارقه فتنقلكم من ظهر الارض الي بطنها و من علوها الي سفلها و من انسها الي وحشتها و من ورحها و ضوئها الي ظلمتها و من سعتها الي ضيقها حيث لا يزار حميم و لا يعاد سقيم و لا يجاب صريخ اعاننا الله و اياكم علي اهوال ذلك اليوم و نجانا و اياكم من عقابه و اوجب لنا و لكم الجزيل من ثوابه عباد الله فلو كان ذاك قصر مرماكم و مدي مظعنكم كان حسب العامل شغلا يستفرغ عليه احزانه، او يذهله عن دنياه و يكثر نصبه لطلب الخلاص منه فكيف و هو بعد ذلك مرتهن باكتسابه مستوقف علي حسابه (و ) لا وزير له يعينه و لا ظهير عنه يدفعه ، «و يومئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا قل انتظروا انا منتظرون » ، اوصيكم بتقوي الله فان الله قد ضمن لمن اتقاه ان يحوله عما يكره الي ما يحب ، و يرزقه من حيث لا يحتسب ، فاياك ان تكون من يخاف علي العباد من ذنوبهم ، و يامن العقوبة من ذنبه ، فان الله تبارك و تعالي لا يخدع عن جنته و لا ينال ما عنده الا بطاعته ان شاء الله .

في الكافي عن سعيد بن المسيب قال سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول : ان رجلا جاء الي اميرالمؤمنين عليه السلام فقال اخبرني ان كنت عالما عن الناس و عن اشباه الناس و عن النسناس ؟ فقال اميرالمؤمنين يا حسين اجب الرجل ، فقال له الحسين عليه السلام اما قولك اخبرني عن الناس ، فنحن الناس و لذلك قال الله تبارك و تعالي ذكره في كتابه «ثم افيضوا من حيث افاض الناس » فرسول الله صلي الله عليه و آله الذي افاض بالناس ، و اما قولك اشباه الناس ، فهم شيعتنا ، و هم موالينا ، و هم منا و لذلك قال ابراهيم عليه السلام «فمن تبعني فانه مني » و اما قولك النسناس فهم السواد الاعظم ثم اشار بيده


الي جماعة الناس ، ثم قال «ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا »

في اسد الغابه عن فاطمه بنت الحسين ، انها سمعت اباها الحسين بن علي يقول سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول : ما من مسلم و لا مسلمة تصيبه مصيبة و ان قدم عهدها فيحدث لها استرجاعا الا احدث الله له عند ذلك و اعطاه ثواب ما وعده بها يوم اصيب بها .

و فيه عن الحسين بن علي قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله امان امتي من الغرق اذا ركبوا البحران يقرؤا بسم الله مجريها و مرساها ان ربي لغفور رحيم .

و قال عليه السلام في خطبة : انه قد نزل بنا من الامر ما قد ترون و ان الدنيا قد تغيرت و تنكرت و ادبر معروفها و استمرت جدا و لم تبق منها الاصبابة كصبابة الاناء و خسيس عيش كالمرعي الوبيل ، الا ترون الي الحق لا يعمل به ، و الي الباطل لا يتناهي عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا فاني لا اري الموت الاسعادة و الحيوة مع الظالمين الا برما .

و قال عليه السلام : لا تصفن لملك دواء فان نفعه لم يحمدك و ان ضره اتهمك

عن الاختصاص قال الصادق عليه السلام حدثني ابي عن ابيه عليه السلام ان رجلا من اهل الكوفه كتب الي ابي الحسين بن علي عليه السلام يا سيدي اخبرني بخير الدنيا و الاخرة ؟ ، فكتب عليه السلام بسم الرحمن الرحيم اما بعد فان من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله امور الناس و من طلب رضاء الناس بسخط الله و كله الله الي الناس و السلام انتهي

قال عليه السلام يوما لابن عباس لا تتكلمن فيما لا يعنيك فاني اخاف عليك الوزر و لا تتكلمن فيما يعنيك حتي تري للكلام موضعا ، فرب متكلم قد تكلم بالحق فعيب فلا تمارين حليما و لا سفيها ، فان الحليم يغلبك و السفيه يؤذيك ، و لا تقولن في اخيك المؤمن اذا تواري عنك الامثل ما تحب ان يقول فيك اذا تواريت عنه ، و اعمل عمل رجل يعلم انه مأخوذ بالاجر ، ام مجزي بالاحسان و السلام .

بلغه عليه السلام كلام نافع بن جبير في معويه و قوله (انه ) كان يسكته الحلم و ينطقه العلم فقال : بل كان ينطقه البطر و يسكته . الحصر نذاكروا العقل عند معويه ، فقال


الحسين عليه السلام : لا يكمل العقل الا باتباع الحق فقال معويه ما في صدور الاشيي ء واحد

و قال عليه السلام رب ذنب احسن من الاعتذ ارمنه .

و قال : دراسة العلم لقاح المعرفة و طول التجارب زيادة في العقل و الشرف و التقوي و القنوع راحة الابدان و من احبك نهاك و من ابغضك اغراك

و قال : من احجم عن الراي و اعيت به الحيل كان الرفق مفتاحه .