و قوله: فعظم ذلك علي حيث عظم عليه قول الامام (ع) ما زعمت فانه (ع) كان قد حدثه بحديث قبل ذلك فاراد (ع) ان ينبه له ان «زعم» غالبا يستعمل في خلاف الواقع و انه ما «زعم» كذا و كذا علي نحو الاستعمال الغالب و كان مراد عبدالاعلي من قوله: «زعمت» يعني «قلت» علي ما يستعمله أهل العراق في ذلك المعني ولكن لما كان استعمال هذه الكلمة في القرآن الكريم في الكذب فاراد الامام (ع) ان يردعه من هذا الاستعمال علي اصطلاح الراوي و انه لا ينبغي لمثله هذا الاستعمال و ان كان استعمال الراوي علي خلاف معناه الغالب و بمعني «قال» كما هو عادة اهل العراق و هو عراقي كوفي.

و يستفاد من الرواية شدة اهتمام الائمة عليهم السلام في التأدب بآداب القرآن و تعليمهم ذلك علي الشيعة و انه ينبغي التبعية عن القرآن في كل شئي حتي في استعمال الالفاظ و الكلمات المتداولة في الالسنة. والله الموفق.