بازگشت

مرثيه ي غراء شيخ محمد حسين غروي كمپاني اصفهاني






أبوالاباء و ابن بجدة اللقا

رقي من العليا خير مرتقي



ذاك أبوالفضل أخو المعالي

سلالة الجلال و الجمال



شبل علي ليث غابة القدم

و من يشابه أبه فما ظلم



صنو الكريمين سليلي الهدي

علما و حلما شرفا و سؤددا



هو الزكي في مدارج الكرم

هو الشهيد في معارج الهمم



وارث من حاز مواريث الرسل

ابوالعقول و النفوس و المثل



و كيف لا و ذاته القدسية

مجموعة الفضائل النفسية



عليه أفلاك المعالي دائرة

فانه قطب محيط الدائرة



له من العلياء و المآثر

كالروح من نقطة باء البسملة



و هو قوام مصحف الشهادة

تمت به دائرة السعادة



و هو بكل شدة ملمة

فانه عنقاء قاف الهمة



و هو حليف الحق و الحقيقة

و الفرد في الخلقة و الخليقة






و قد تجلي بالجمال الباهر

حتي بدا سر الوجود الزاهر



غرته الغراء في الهظود

تكاد أن تغلب نور الطود



رقي السماء المجد و الفخار

بالحق يدعي قمر الاقمار



بل في سماء عالم الاسماء

كالقمر البازغ في السماء



بل عالم التكوين من شعاعه

جل جلال الله في ابداعه



سر أبيه و هو سر الباري

مليك عرش عالم الاسرار



أبوه عين الله و هو نورها

به الهداية استنار طورها



فانه انسان عين المعرفة

مرآتها بكل اسم و صفة



ليس يدالله سوي ابيه

و قدرة الله تجلت فيه



فهو يدالله و هذا ساعده

تغنيك عن اثباته مشاهده



فلا سوي أبيه لله يد

و لا سواه لأبيه عضد



له الدليل البيضاء في الكفاح

و كيف و هو مالك الأرواح



يمثل الكرار في كراته

بل في المعاني الغر من صفاته



صولته عند النزال صولته

لولا الغلو قلت جلت قدرته



هو المحيط في تجولاته

و نقطة المركز في ثباته



سطوته لولا القضاء الجاري

تقضي علي العالم بالبوار



و واسم المنون حد مفرده

و الفرق بين الجمع من ضرب يده



بارقة صاعقة العذاب

بارقة تذهب باللباب



بارقة تحصد في الرؤوس

تزمق بالأرواح و النفوس



واسي أخاه حين لا مواسي

في موقف يزلزل الرواسي



بعزة تكاد تسبق القضاء

وسطوة تملأ بالرعب الفضاء



دافع عن سبط نبي الرحمة

بهمة ما فوقها من همة






بهمة من فوق هامة الفلك

و لا ينالها نبي أو ملك



و استعرض الصفوف و استطالا

علي العدا و نكس الابطال



لف جيوش البغي و الفساد

بنشر روح العدل و الرشاد



كر عليهم كرة الكرار

أوردهم بالسيف ورد النار



آثر بالماء أخاه الظامي

حتي غدا معترض السهام



و لا يهمه السهام حاشا

من همه سقاية العطاشي



فجاد باليمين و الشمال

لنصرة الدين و حفظ الآل



قام بحمل راية التوحيد

حتي هوي من عمد الحديد



والدين لما قطعت يداه

تقطعت من بعده عراه



و انطمست من بعده أعلامه

قد فقدت عميدها قوامه



و انصدعت مهجة سيد البشر

لقتله و ظهر سبطه انكسر



و بان الانكسار في جبينه

فانكدت الجبال من حنينه



و كيف لا و هو جمال بهجته

و في محياه سرور مهجته



كافل أهله و ساقي صعبته

و حامل اللواء بعالي همته



واحدة لكنه كل القوي

و ليث غابة بطف نينوي



ناح علي أخيه نوح الثكلي

بل النبي في الرفيق الأعلي



و انشقت السماء و أمطرت دما

فما أجل رزؤه و أعظما



بكاه كالهطال حزنا والده

و كيف لا وبان منه ساعده



بكاه صنوه الزكي المجتبي

و كيف لا و نور عينه خبا



ناحت بنات الوحي و التنزيل

عليه قد أمست بلا كفيل



ناحت عليه الحور في قصورها

لنوح آل البيت في خدورها



ناحت عليه زمر الافلاك

قد ناحت العقائل الزواكي






فمن لتلك الحضرات الطاهرة

قد سبيت حسري القناع سافرة



أين ربيب المجد أما و أبا

عن اخواته و هن في السبا



و أين عن ودايع النبوة

ممثل الغيرة و الفتوة



و أين عنها رب أرباب الابا

اذ هجم الخيل عنهن الخبا



فأصبحت نهبا لكل مارق

مسودة المتون و العواتق



فيها اشتفي العدو من ضغانه

فأين حامي الظعن عن ضعائنه



أين فتي الفتيان يوم الملحمة

عن فتياته بأيدي الظلمة



فليته يري بعين الباري

عزائز الله علي الأكوار



يهد بها من بلد الي بلد

و هن في أعظم كرب و كمد [1] .




پاورقي

[1] العباس ص 231.