بازگشت

اهداف ثورة الامام الحسين



اهداف ثورة الإمام الحسين

إن واقعة الطف التي قتل فيها سبط رسول الله الامام الحسين مع اصحابه في سنة 61 هـ. في كر بلاء ملحمة منقطعة النظير، و حادثة فريدة من نوعها لا نظير لها في العالم و هي حدث حي نابض بالحركة و الحياة، له اكثر من مظهر في حياتنا كأمة مسلمة تتبع القرآن الكريم و نهج رسول الله العظيم، فالحسين يلح علينا ان نختار سبيله و نمشي في طريقه و ألا نقر للأعداء الصهاينة إقرار العبيد، وألا نخضع للمستكبرين و الطغاة، و أن نرفض أوامرهم و خططهم الإجرامية و مؤتمراتهم الإرهابية علي الإسلام و المسلمين.

لقد ثار الحسين من اجل القرآن حتي لا يبقي اسماً لكتاب يقرأ في مجالس العزاء و الاحتفالات فقط، و ثار من اجل أن يكون كتاب الله كتاب عمل، و منهجا و دستور لحياتنا و مؤسساتنا.

ثار الحسين لنكون إخوانا متحابين في الله بعيدين عن الخلافات الطائفية و العنصرية و القومية، ثار الحسين لكي نعتمد طريق الصلاح و الإصلاح، و أن نحسن الظن بالناس و نحترمهم و نحترم آراءهم و افكارهم، و ان نبارك سعي الساعين للخير و البناء و الاعمار و خدمة الناس و الوطن و المجتمع، و ان نهتم بشؤون إخواننا في الدين و أن نعيش همومهم و آلامهم و آمالهم و أن نمسح عن جباهنا عار النكسات و الهزائم بالعمل و الصبر و المصابرة و المرابطة و التقوي و إعداد العدة للوقوف أمام العدو الإسرائيلي الغاشم «و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة».

ثار الإمام أبو عبد الله لأجل أن يعلمنا كيفية الدعوة إلي الله بالحكمة و الموعظة الحسنة، و أسلوب التعامل مع إخواننا المسلمين بالحوار الهادئ و النقد البناء بعيدين عن روح المكابرة و العناد و اللجاج، ثار الحسين لأجل إقامة الصلاة و إيتاء الزكاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و حج بيت الله الحرام و صيام شهر رمضان و التحابب في الله و علي الله و في سبيل الله و لأولياء الله و البغض في الله و لأعداء الله الذين يحاربون الإسلام ليلا و نهارا و يقتلون المسلمين الأبرياء في البوسنة و الهرسك و فلسطين و أماكن أخري.

قام الحسين بنهضته المباركة يوم عاشوراء حتي يحيي الإسلام من جديد، ولكي يروي شجرة الإسلام اليابسة لتصبح غضة طرية تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.

عندما عزم سيد الشهداء الخروج من المدينة خطب قائلا: «أني لم اخرج أشرا ولا بطرا ولا ظلما ولا مفسدا و إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد ان آمر بالمعروف و انهي عن المنكر و اسير بسيرة جدي رسول الله و ابي علي بن أبي طالب».

إننا تعلمنا الدفاع عن الاسلام و الوطن من الامام الحسين و دافعنا عن ارضنا و بلدنا و كرامتنا و اسلامنا و مقدساتنا حينما هجم العدو العراقي الغاشم في اليوم الحادي عشر من محرم الحرام منتهكا كل الأعراف و القيم و القوانين الدولية ضاربا بها كلها عرض الحائط فقتل رجالنا و نساءنا و شبابنا و أطفالنا و اسر عدداً كبيراً من أبناء بلدنا ولا يزالون يعيشون في سجون الطاغية صدام لأنهم أبوا أن يستسلموا للطغاة. فالحسين قدوتنا علمنا ألا نقف مكتوفي الأيدي أمام المعتدين قائلا: فوالله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا اقر لكم إقرار العبيد.

فسلام عليك يا أبا الشهداء و الأحرار، يا من علمتنا طريق الجهاد و الكفاح و التضحية و الشهادة، فنحن نجدد ذكراك كل عام و نتعلم منك يا ابا عبدالله كل شيء، نسير علي دربك و نحافظ علي اسلامنا و بلدنا ولا نسكت عن المظلومين، ندافع عن الحق و نرفض الظلم و الظالمين، لا نخضع لإسرائيل ولا لأسيادها ولا نساوم الطغاة، بل نقف بكل شموخ و إباء كما وقفت يوم عاشوراء أمام المستكبرين و المستعمرين و الطامعين و الطغاة و الظالمين. إننا لن ننسي الحسين و وقفته البطولية يوم كر بلاء أبدا، ولن ننسي أسرانا ولا نهدأ ولا ننام إلا بعد رجوعهم إلي بلدهم سالمين غانمين.. اللهم احفظ بلدنا من كل شر و مكروه و ارحم شهداءنا الأبرار وفك قيد أسرانا بحق محمد و آله الطيبين الطاهرين الهداة الميامين.


جريدة الأنباء