بازگشت

تبديل الاحرام الي العمرة بين الواقع و الخيال


لقد اشتهر علي الالسن وشاع بين الناس أن ّ الحسين بن علي (ع) نتيجة للضغوطات الاموية ، و تهديد اتهم العسكرية ، و خوفاً من الاغتيال في الحرم و في مكّة المكرمة ـ و استحلال حرمتها ـ بدّل إحرام حجّه إلي العمرة المفردة . ثم ّ خرج من الإحرام ـ بعد أداء العمرة ـ متوجهاً نحو العراق .

فنقول : أمّا الضغوطات و التهديدات و خوف الاغتيال في الحرم ، فهي من الامور المسلّمة التي لا تنالها يدُ التشكيك والترديد.

ولكن الكلام في تبديل الحج ّ إلي العمرة ، وهل أن ّ هذا الامر ثابت تاريخياً و متحقّق ؟ وهل هذا يتلاءم مع الفقه الذي وصل إلينا عبر الائمة الطاهرين (ع)، فنقول من باب التمهيد: إن ّ الإمام الحسين (ع) دخل مكّة المكرمة في الثالث من شعبان عام ستين من الهجرة ـ أي قبل مغادرته الحجاز إلي العراق ـ بأكثر من أربعة أشهر، فمن التأكيد أنّه (ع) دخلها حينئذ بإحرام العمرة المفردة ، إذ لم يكن ا´نذاك موسم الحج ّ كي يحرم بإحرام الحج ّ.

ثم ّ لعله (ع) أتي بعد ذلك ، بمتعدد من العمرة المفردة ، فليس من الضروري ّ أن يكون الإمام (ع) في اليوم الثامن من ذي الحجّة محرماً بإحرام سيّما إحرام البحث حتّي يقع البحث في أنّه هل تبدّل إحرامه إلي العمرة المفردة أم لا؟

ولكن بما أنّه ثبت تاريخياً إحرام الإمام الحسين (ع) في تلك الايّام ـ الثامن أو قبله ـ وأنّه كان محرماً، فيقع الاستفهام ، و يكون مثاراً للتساؤلات في أنّه (ع): هل كان محرماً بإحرام حج ّ التمتّع ـ اكتفاء بالعمرة التي أتي بها قبله ـ بانقلاب عمرة المفردة إلي عمرة التمتع كما هو من مسلّمات الفقه ؟ أو كان قد أحرم بعمرة التمتع ، ثم ّ بدّل الإحرام من حج ّ التمتع أو عمرة التمتع إلي العمرة المفردة ؟

أم نقول : إن ّ الإمام لم يكن إحرامه يوم خروجه من مكّة ـ يوم الثامن ـ إلاّ إحرام العمرة المفردة لعلمه بعدم إمكانه أن يتم ّ حجّه ، لو أحرم للحج ّ فلم يحصل تبديل أصلاً.