بازگشت

آلية الارتباط


ماساة الطف هي حلقة الارتباط ، ولولا امثال هذه الايام لانقطع الخط ، فهي تستقطب عواطف الجمهور و احاسيسهم وحبّهم و... وهذه العواطف والمشاعر هي آلية الارتباط و المحافظة علي قوة وحيوة وفاعلية الارتباط .

والإحياء السنوي لذكري الحسين (ع) والبكاء وإقامة مجالس العزاء، و خروج مواكب العزاء في الشوارع ماهي إلاّ و سائل تعبير عن هذه العاطفة القوية التي يشعر بها المسلمون تجاه سيد الشهداء (ع)، ولابدّ من هذه العاطفة ولابدّ من التعبير عن هذه العاطفة للإبقاء علي ارتباط الاُمّة بكوكبة شهداء كربلاء، ولولا هذا الزخم العاطفي القوي لم تبق الثورة قوية و فاعلة في وجدان الاُمة إلي اليوم ، ولذلك اكّد اهل البيت : اهمية إقامة مجالس العزاء و تشجيع المسلمين علي البكاء علي مصاب الحسين (ع)...ولكن ذلك كلّه ـ و رغم اهميته الكبيرة ـ ليس هو الميراث .

إن ّ طريقة التعبير عن عواطفنا تجاه مصاب الحسين (ع) شي ء، و مادة الارتباط و المواريث التي نرثها من الحسين (ع) شي ء آخر، ولئن كانت الاُولي تُعدّ للثانية و تؤهل الإنسان لها فهي بالتاكيد غير الثانية ، و هذه العواطف و المجالس وسيلة و اداة لتحقيق و تفعيل تلك المواريث في حياتنا وتاريخنا، وإن كان بعض المؤمنين يتصورون ان الارتباط بالحسين (ع) هو في إقامة المجالس و البكاء و خروج المسيرات الحسينية .

إن ّ زيارة (وارث ) تبيّن لنا ان واقع و حقيقة الارتباط بالحسين (ع) بالمواريث التي نرثها منه (ع)، كما ان ارتباط الحسين (ع) بالانبياء بالمواريث التي ورثها من آدم و نوح و إبراهيم و موسي وعيسي (ع) و المصطفي (ص) و المرتضي (ع)، و هذا هو ميراث الحسين (ع) من الانبياء (ع) وميراثنا من الحسين (ع)، فكما ورث ابوعبدالله الحسين (ع) مواريث الدعوة والجهاد من سلفه الطاهر كذلك نرث نحن هذا الميراث الإلهي الكبير من الحسين .

و هي هي حقيقة الارتباط و حقيقة الوارثة .

ويوم الطف هو واسطة العقد بيننا وبين هذه المسيرة الحضارية الربّانية الكادحة علي وجه الارض ، وبقدر ما نحمل من رسالة الحسين (ع) و دعوته و جهاده و مواقفه الشامخة الصلبة يكون ارتباطنا بالحسين و علاقتنا بيوم الطف ؛ و عند ذلك يسهل قياس الارتباط و العلاقة بكربلاء،فإن المقاييس واضحة لا تقبل الخطا.