بازگشت

سر القوة و الثبات في الشجرة الطيبة


والسرّ في ذلك : ان الحضارة الإلهية تستمد حيوتها من العقل و الضمير و القلب ، و الحضارة الجاهلية تستمد وجودها من الاهواء و الشهوات ، تلك تستمد كيانها من الإيمان و العقيدة ، وهذه تستمدوجودها من الاحقاد والاهواء، تلك تستمد وجودها من الإيمان و التسليم لله، وهذه تستمد وجودها من اتّباع الشيطان ، تلك تختزل كل ما في حضارة الإنسان من قيم و اخلاق و فضائل ، وهذه تختزل كل ما في تاريخ الإنسان من احقاد وضغائن وشهوات .

وهذا الفارق هو الذي يهب الاُولي القوة والمتانة والثبات في وجه الاعاصير و الهزّات و الابتلاءات ، ويسلب الثانية القرار والثبات ، ويدعهامهزوزة غير ذات قرار.

ولذلك فإن ّ الآية الكريمة تعقّب علي هذا الاختلاف في الاُصول و الجذور بقوله تعالي : (يُثَبِّت ُ اللَّه ُ الَّذِين َ آمَنُوا بِالْقَوْل ِ الثَّابِت ِ فِي الْحَيَاة ِ الدُّنْيَا وَ فِي الآخِرَة ِ وَ يُضِل ُّ اللَّه ُ الظَّالِمِين َ وَيَفْعَل ُ اللَّه ُ مَا يَشَاءُ).

فاُولئك يمنحهم الله الثبات في القول في الحياة الدنيا و في الآخرة ،و هؤلاء يسلبهم الله تعالي الثبات و الهدي و يدعهم في الضلالة .