بازگشت

الشجرة الخبيثة و الشجرة الطيبة في كتاب الله


و هذه المسيرة الحضارية هي الكلمة والشجرة الطيّبة التي تضرب اُصولها في عمق التاريخ ، و تمتد فروعها إلي اعماق المستقبل ، و هي ذات قرار مكين في الارض ، تؤتي ثمارها بإذن الله كل حين ، وهذه الشجرة ثابتة قوية لا تهزّها الاعاصير و العواصف .

اما الحضارة الجاهلية فهي الكلمة الخبيثة و الشجرة الخبيثة التي اجتثت من فوق الارض مالها من قرار، ورغم قدمها فهي ضعيفة و مهزوزة و علي ارض رخوة وغير ذات قرار مكين تقتلعها الاعاصيرو تلقي بها علي قارعة الطريق ، يقول تعالي :(أَلَم ْ تَرَ كَيْف َ ضَرَب َ اللَّه ُ مَثَلاً كَلِمَة ًطَيِّبَة ً كَشَجَرَة ٍ طَيِّبَة ٍ أَصْلُهَا ثَابِت ٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّماءِ - تُؤْتِي اُكُلَهَا كُل َّ حِين ٍ بِإِذْن ِ رَبِّهَاوَيَضْرِب ُ اللَّه ُ الاْمْثَال َ لِلنَّاس ِ لَعَلَّهُم ْ يَتَذَكَّرُون َ - وَمَثَل ُ كَلِمَة ٍ خَبِيثَة ٍ كَشَجَرَة ٍ خَبِيثَة ٍ اجْتُثَّت ْمِن فَوْق ِ الاْرْض ِ مَالَهَا مِن قَرَارٍ).

ومن العجب ان ّ هاتين الحضارتين تمتدان معاً إلي اعماق التاريخ ،إلي هابيل و قابيل ، وتتكونان معاً عبر الاجيال ، ومع ذلك فهما تختلفان في العراقة و الاصالة و الثبات ، فالحضارة الإلهية اصيلة عريقة ذات جذور قوية ثابتة وراسخة لا تحرّكها الاعاصير الهوجاء، و الحضارة الجاهلية مهزوزة ضعيفة مبتورة الجذور مالها من قرار. و هذا هو الفارق بين هاتين الحضارتين اللتين يتوارثهما الإنسان .