بازگشت

الحسين وارث الانبياء


وسيّد الشهداء ابو عبدالله الحسين (ع) وارث هذه المسيرة الحضارية الربّانية الضخمة التي تمتد عبر حياة وجهود ودعوة الانبياء والمرسلين و الشهداء و الصدّيقين (ع)، وتاتي واقعة الطف امتداداً لهذا الجهاد التاريخي المستميت مع الجاهلية .

إن ّ الحسين (ع) يوم الطف كان امتداداً واختزالاً وتاصيلاً لهذه الحركة الربّانية الممتدة في عمق التاريخ .

وتاتي الخصائص الحسينية التي جسّدتها واقعة الطف يوم عاشوراء امتداداً لهذه المواريث الحضارية والاخلاقية التي ورثها الحسين (ع) من اسلافه الطاهرين ـ الانبياء و المرسلين و الشهداء والصدّيقين ـ فالإخلاص لله و التضحية و البذل و العطاء والشجاعة و الصمود و الصرامة و الصبر وعزّة النفس وإباء الضيم ، والاستقامة في الدعوة إلي الله و التمرّد علي الطاغوت و الرفض والتسليم لله، وغير ذلك من الخصائص الحسينية التي تجسّدت في معركة الطف ؛ ليست خصائص وظواهر فردية ، وإنّما هي مواريث حضارية و رسالية عريقة ورثها الحسين (ع) من آبائه الطاهرين في هذه المسيرة الربّانية من آدم صفوة الله، و نوح نبي الله، وإبراهيم خليل الله،و موسي كليم الله، و عيسي روح الله (ع)، و من المصطفي رسول الله(ص)،و من علي بن ابي طالب (ع) ولي الله.

فالحسين (ع) حصيلة هذه المسيرة الحضارية الإلهية و نتيجتها و ثمرة هذه الشجرة المباركة .

و هذا هو سرّ اصالة و عراقة و قوّة وقعة الطف و ما تجلّي فيها من خصائص الحركة الربّانية في التاريخ و سرّ إستمرار و بقاء هذه الوقعة في التاريخ .

كما ان الجيش الاُموي كان يرث في ساحة الطف خصائص الجاهلية من الظلم و الاستكبار و التهافت علي حطام الدنيا و القهر و القسوة و الإرهاب و الاضطهاد.