بازگشت

الرضا الضحل والرضا العميق


هذا كل ّ إذا كان «الرضا» صادقاً، فان الاُمنية الكاذبة ، و الرغبة الكاذبة ،و الحب ّ الضحل لا يُدخل الإنسان في دائرة الولاء ولا يخرجه عن دائرة البراءة .

ولا يكون الرضا السخط صادقين إلاّ إذا اقترنا بالعزم و العمل .

اما عند ما يكون «الرضا» و «السخط » مجردين عن الموقف و العزم و العمل فلا قيمة لمثل هذا الرضا و السخط .

و كان الشاعر الفرزدق ؛ دقيقاً في وعي هذه الحقيقة عندما ساله الحسين (ع) عما و راءه في العراق بعد ان غادر الحسين (ع) الحجاز إلي العراق في ذي الحجة سنة ستين هجرية ، فاجابه علي الخير وقعت «قلوبهم معك ، وسيوفهم عليك ».

فان القلوب إذا افترقت عن السيوف . فكانت القلوب في جانب الحسين (ع) و السيوف في جانب بني اُمية وخاضعة لإرادتهم و سلطانهم ..فسوف لن يكون بوسع هذه القلوب .

ان تُخرج اصحابها من دائرة «اعداء الله» و تُدخلهم في دائرة «اولياءالله».

وقد وجدنا ان ّ هذا الحب ّ الضحل و الضعيف الذي كان يضمره الناس في العراق يومئذٍ للحسين (ع) لم يخرجهم من جبهة بني اُمية ولم يُدخلهم يومئذٍ في جبهة الحسين (ع).

و ليس بوسعنا نحن ان نضع (ولاءنا) في التاريخ و المجتمع في مثل هذا الموضع الضحل من الرضا و السخط و الحب ّ و البغض ، و إنّما نوالي الذين صدقوا في رضاهم وحبّهم لاولياء الله و صدقوا في سخطهم و بغضهم لاعداء الله.

نسال الله تعالي ان يرزقنا حب ّ اوليائه و الرضا بمواقفهم و بغض اعدائه ، و السخط عليهم ، وان يرزقنا الصدق في هذا الرضا و السخط و الحب ّ و البغض جميعاً.