التعميم في الادانة و المسؤولية و العقوبة
إذا ارتكب قوم جريمة و عمّهم الآخرون بالرضا عمّتهم المسؤولية و الإدانة .
و قد سبق ان اشرنا إلي ذلك بداية هذا الحديث في تفسير الآيات الكريمة (182 ـ 184) من آل عمران .
(سَنَكْتُب ُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُم ُ الاَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَق ٍّ وَنَقُول ُ ذُوقُوا عَذَاب َ الْحَرِيق ِ).
و وجدنا ان ّ الله تعالي يُدين الابناء بجرائم الآباء، و يعاقبهم بها، و يقول ذوقوا عذاب الحريق .
و قرانا كلمة امير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة : «وإنّما قتل َ ناقة ثمودرجل واحد، فعمّهم الله بالعذاب لمّا عموّه بالرضا، فقال سبحانه (فعقروها فاصبحوا نادمين ).
ولا تُغيّر في السنّة الإلهية في تعميم الإدانة و المسؤولية و العقوبة كثرة ُ الراضين بها، فإن ّ الإدانة والمسؤولية واستحقاق العقوبة يشملهم جميعاً مهما كثروا، إذا كانوا راضين بالجريمة .
عن ابي سعيد الخدري : «وُجد قتيل علي عهد محمّد رسول الله (ص) فخرج (ص) مغضباً، فحمد الله واثني عليه ، ثم قال يقتل رجل من المسلمين ، لا يُدري من قتله ، والذي نفسي بيده لو ان ّ اهل السموات و الارض اجتمعوا علي قتل مؤمن اورضوا به لادخلهم الله النار».
و عن سليمان بن خالد عن ابي عبدالله (ع):
«لو ان ّ اهل السموات والارض لم يحبّوا ان يكونوا شهدوا مع رسول الله (ص) لكانوا من اهل النار».
ولا يُغيّر هذه السنّة الإلهية تباعد المكان ، فلو ان ّ رجلاً قتل آخر ظلماً بالمشرق فرضي به آخر في المغرب لاستحق بذلك النار.
روي ان ّ رسول الله (ص):
«لو ان ّ رجلاً قُتل بالمشرق وآخر رضي به في المغرب كان كمن قتله و شرك في دمه ».
و دائرة الرضا دائرة واسعة تطوي الزمان و المكان ، و تعم ّ الناس في اوسع مساحة يتصوّرها الإنسان .
و قد روي : «إن ّ الراضين بقتل الحسين شركاء قتله الا و إن ّ قتلته و اعوانهم و اشياعهم والمقتدين بهم براء من دين الله».
وروي : «إن ّ القائم (عج ) يقتل ذراري قتلة الحسين (ع) لرضاهم بذلك »..