يوم الفرقان 2
وإذا كان «يوم بدر» هو «يوم الفرقان الاوّل » في تاريخ الإسلام ، فإن ّ يوم عاشوراء هو يوم الفرقان الثاني في تأريخ الإسلام .
فكان يقف فيه الحسين (ع) مع ثلّة صغيرة من اهل بيته و أصحابه إلي جانب في هذه المعركة المصيريّة ، ويقف ابن زياد في جيش واسع في الطرف الآخر من المعركة ومن ورائه يزيد وسلطانه و ملكه الواسع و امواله الكثيرة وجيشه و إمكاناته ، و كل ّ الموالين له ، وكل ّ المستفيدين منه وكل ّ المضلّلين به ، وكل ّ المقاتلين معه وقفوا إلي جانبه وحتّي كل ّالمتفرّجين علي الساحة السياسيّة من الذين آثروا العافية ، و انتظروا النتيجة ، فوقفوا يتفرّجون علي ساحة الصراع و ميدان القتال ، وكل ّ اشياع هؤلاء و اتباعهم .
ففي يوم عاشوراء إذن تتوفّر خاصية (الفرقان ) بشكل واضح ، فقد شطر الناس إلي شطرين متمايزين في الولاء والاخلاق والفكر والخط والعقيدة .
ولا يزال هذا اليوم (فرقاناً) في تأريخ الإسلام يفرق الناس في الولاء و البراءة إلي اليوم الحاضر وإلي ما شاء الله من العصور.